من التدريب إلى الإنتاج... رحلة نساء تتجاوزن الإعاقة

تطور النساء ذوات الاحتياجات مهاراتهن عبر دورات وحرف يدوية تمنحهن دعماً مادياً ومعنوياً، مؤكدات أن العمل داخل اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة يعزّز ثقة النساء بأنفسهن ويمنحهن مساحة للتطور والمشاركة الفاعلة في المجتمع.

هيفي صلاح

السليمانية ـ تواصل النساء جهودهن في التعلّم وتطوير مهاراتهن، ويسعين باستمرار لإبراز قدراتهن، وبالروح نفسها، بذلت النساء من ذوات الاحتياجات الخاصة محاولات جادة لتجاوز العقبات التي تواجههن، وبفضل هذا الإصرار، تمكنّ في عام 1997 من تأسيس اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة في إقليم كردستان.

بحسب إحصاءات اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة في إقليم كردستان، يبلغ عدد ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتقاضون رواتب في الإقليم نحو 89 ألف شخص. وتأتي محافظة السليمانية في المرتبة الأولى من حيث عددهم، تليها هولير ثم دهوك، بينما تحتل حلبجة المرتبة اللاحقة.

وتقول أجين فؤاد، من ذوات الاحتياجات الخاصة وعضوة في الاتحاد إن "هذا الاتحاد قائم منذ عام 1997، وقد بدأت العمل فيه منذ عام 2005، حيث شاركت خلال هذه السنوات في العديد من الدورات التدريبية، مثل الحاسوب والخط والخياطة، ومنذ ثلاث سنوات نعيد فتح هذه الدورات من جديد بهدف تشجيع النساء على المشاركة والاستفادة منها".

وتابعت "في البداية كنّا 24 امرأة، لكن بعد تقييم الأعمال بقينا 11 امرأة فقط، لكل واحدة منا مهارة يدوية خاصة؛ فاثنتان تعملان في صناعة السيراميك، وأخرتان في الخياطة، بينما تتقن بعض النساء جميع الأعمال، مثل كويستان خان التي تقوم بكل المهام وتعمل أيضاً كطاهية في الوقت نفسه".

وأوضحت أن نشاطاتهم تتركز بشكل أساسي على دعم الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب تنظيم مجموعة من الدورات المتنوعة، والمشاركة في الفعاليات والمهرجانات بحسب قدراتنا"، مضيفةً "في بدايات عملنا كنّا ثلاث نساء فقط، لكن عددنا ازداد تدريجياً مع مرور الوقت".

وأشارت أجين فؤاد، إلى أنها "منذ ثلاث سنوات أتولى الإشراف على 11 امرأة يعملن في مجال الحرف اليدوية داخل هذا الاتحاد، ويتكوّن عملنا من عدة أقسام، مثل السيراميك، والتطريز، والخياطة، وصناعة الإكسسوارات، ومن الضروري أن تعمل النساء، لأن هذا العمل يمنحهن فائدة مادية ومعنوية في آن واحد".

ولفتت إلى أن النساء لا يحتجن إلى هذا العمل من الناحية المادية "مع ذلك يواصلن الحضور باستمرار، لأنهن يجدن فيه دعماً نفسياً وعلاجاً طبيعياً يساعدهن على تجاوز الضغوط، لذلك فإن هذا العمل مهم على المستويين المادي والمعنوي، وينبغي للنساء أن يواصلن جهودهن وألا يتراجعن".

وتواصل حديثها قائلة "أعمل هنا في مجال الحرف اليدوية، وأتولى أيضاً الإشراف على باقي النساء، إضافة إلى مسؤوليتي عن تسويق المنتجات، أما التواصل مع الزبائن فنقوم به إلى جانب امرأة أخرى".

وأفادت "لدينا مجموعة من النساء اللواتي، بعد انضمامهن إلينا، لم يتحسن مستوى عملهن فحسب، بل أصبحت طريقة تعاملهن مع الزبائن أكثر احترافاً، لذلك اخترنا النساء اللواتي يمتلكن مهارات يدوية حقيقية، ويمكنهن تطوير قدراتهن داخل هذا المكان، ومع مرور الوقت، تتطور مهاراتهن، حتى إن بعضهن أصبحن قادرات على المشاركة في الفعاليات بمفردهن دون الحاجة إلى مساعدتنا".

وفي ختام حديثها، وجّهت أجين فؤاد رسالة إلى النساء قائلةً "رسالتي لكل امرأة أن تُقدم على ما تؤمن به وما تمتلكه من قدرات، وألّا تشعر بالخجل أبداً، فالفائدة التي تجنيها ليست مادية فقط، بل معنوية ونفسية أيضاً، وشخصياً أنتظر اليوم الذي نأتي فيه إلى هنا كل أسبوع بشغف كبير، لأنني ألتقي بصديقاتي ونقضي وقتاً ممتعاً معاً، وهذا يمنحني طاقة وفرحاً لا يوصف".