مهاباد... النساء تأثرن كثيراً بالأزمة الاقتصادية

شعار "Jin jiyan azadî" هو الشعار الرئيسي للانتفاضة الشعبية في شرق كردستان وإيران، لكن الواقع الحالي مختلف، وتعاني النساء من الأزمة الاقتصادية هذه الأيام، هناك تمييز من جميع الجهات، سواء من قبل الحكومة أو الأسرة أو الرجل.

لارا جوهري

مهاباد ـ في مجتمعات اليوم، تلعب المرأة دوراً نشطاً في الأزمة الاقتصادية، وتشهد شرق كردستان وإيران، على الرغم من التمييز بين الجنسين والظلم القانوني والثقافي، جهود كبيرة للنساء، وكان للاحتجاجات الأخيرة والأزمات الاقتصادية والسياسية تأثير كبير على الظروف المعيشية.

 

"الضغط الاقتصادي يلقي بثقله علي"

شيدا قادري خياطة في مدينة مهاباد ولديها أربعة أطفال، تقول عن حالتها الاقتصادية "لقد مر شهر تقريباً منذ أن ازدهر عملي مرة أخرى، وأثناء الاحتجاجات بسبب وفاة العديد من الأشخاص في مهاباد، ألغى الناس جميع الاحتفالات والأعراس، وكان لهذه المناسبات تأثير مباشر على عملي. في الغالب أقوم بخياطة الملابس الكردية، وعلى الرغم من زيادة الأسعار من قبل النقابة، إلا أنها لا توفر ما يكفي لمقومات الحياة".

وعن الأسعار أوضحت أن "خياطة لباس كردي بسيط يكلف من 100 إلى 150 ألف تومان، وإذا كان متقناً فيكلف 500 ألف تومان، لا يعمل الخياطين بنفس الأجر، فهناك من يعمل على خياطة لباس كردي بسيط بـ 700 مليون تومان، وأحياناً يصل هذا المبلغ إلى 2 إلى 3 مليون تومان لخياطة الجينز وأعمال أخرى، لكن معظم الناس لا يستطيعون تحمل هذه المبالغ ويبحثون عن خياطين بسعر معقول. على الرغم من أنني أملك دخلاً بسيطاً، إلا أن الضغوط الاقتصادية لا تزال تلقي بثقلها علي، وأمتنع عن شراء معدات إضافية".

زهرة محمدي تمتلك متجراً لبيع الملابس النسائية، تقول "حتى قبل الاحتجاجات كانت أسعار البضائع ترتفع وتراجع سوقنا. في البداية كنت أبيع السلع الأجنبية، ولكن مع ارتفاع سعر الدولار، لم أعد أتمكن من شرائه للمحل، وهذه البضائع لم تعد متوفرة في السوق، ومعظم البضائع في المحل هي إيرانية وإذا كانت ذات نوعية جيدة فإن أسعارها غالية مثل البضائع الأجنبية لكن جودة البضائع الإيرانية ما زالت منخفضة. الملابس من الحاجات الأساسية، وككل أصحاب المحلات التجارية، فإن دخلي ليس مرتفعاً ولا يمكنني تغطية نفقات معيشتي به. الناس لا يشترون كما السابق ويتجنبون شراء الأشياء الغير ضرورية بسبب ارتفاع أسعارها".

على الرغم من أن الاحتجاجات والأزمات الاقتصادية قد أثرت على دخل ومعيشة العديد من النساء، إلا أنهن لا تملكن أي حق أو نصيب من جهدهن ودخلهن ويتم التمييز ضدهن بشكل منهجي اقتصادياً. وتتعرض النساء اللواتي حصلن على تعليم أقل إلى تمييز أكبر في الأسرة ويتم دفع الرواتب التي تتلقينها مقابل العمل لرجال الأسرة ويحرمون من حقوقهم العمالية، ففي نفس الوقت يتعين عليهن القيام بعمل مجاني خارج المنزل بالإضافة إلى العمل في المنزل.

مينا عباسي عاملة موسمية تعمل في حديقة مع زوجها منذ بداية الربيع وحتى نهاية الخريف. تقول عن العمل الموسمي "لدي ثلاثة أطفال في سن الدراسة وهذا العام جلبتهم معي للعمل الموسمي وقطف الثمار وحصلت على راتب ثلاثمائة وخمسين ألف تومان في اليوم. وأعطي كل ما لدي من دخل لزوجي لمساعدته على تأمين الحاجات الأساسية للأسرة، وعلى الرغم من عملي، فليس لدي نصيب من هذا الدخل لنفسي، وأحصل على نقود من زوجي لسد احتياجاتي الصغيرة".

 

ظروف المعلمين ليست جيدة

تختلف ظروف الحياة بالنسبة للنساء اللواتي تعشن بمفردهن، حيث تسعى النساء المتعلمات في شرق كردستان إلى العمل في الغالب في وظائف إدارية، لكن رواتب الموظفين خاصة الموظفات، لم تزداد كثيراً مقارنة بالوظائف الأخرى في الأشهر القليلة الماضية.

سيمين صالح زاده تبلغ من العمر 52 عاماً، وهي معلمة. تقول عن الوضع الوظيفي للمعلمين "لقد حصلت على زيادتين في راتبي هذا العام، لكن على الرغم من الأزمة الاقتصادية، فإن راتبي لا يفي باحتياجاتي"، موضحة أن 29 عاماً من الخبرة في التدريس، ولم يبلغ صافي دخلها حتى الآن عشرة ملايين ونصف المليون تومان، وقد دفعتها الضغوط الاقتصادية إلى التدريس في المدارس الخاصة.

شيرمين أحمد زاده انفصلت مؤخراً عن زوجها لديها طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، تقول "أينما ذهبت للتقدم للعمل يطلبون مني خبرة، الآن أقوم بالتدريس في مدرسة وأكسب 60 ألف تومان في الساعة، أثناء الاحتجاجات لم يذهب الطلاب إلى المدرسة، ولم يقم المدير بحساب راتبنا اليومي على الرغم من حضورنا إلى المدرسة. الآن، إلى جانب التدريس، أبيع أيضاً مستحضرات التجميل، ولكن بسبب الأوضاع الحالية باتت القدرة الشرائية للنساء أقل".