المشاريع الاقتصادية فرصة لتعزيز دور المرأة في الإنتاج المحلي والتمكين الاقتصادي
تسعى لجنة الاقتصاد التابعة لمؤتمر ستار في مدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا لتوفير فرص عمل للنساء المعيلات لأسرهن، ولتلبية احتياجاتهن ولتمكينهن اقتصادياً للانخراط في سوق العمل.
دلال رمضان
الحسكة ـ أكدت الإدارية بلجنة الاقتصاد التابعة لمؤتمر ستار في مدينة الحسكة سلمى أحمد أن الهدف من إطلاق المشاريع في إقليم شمال وشرق سوريا تحقيق الاكتفاء الذاتي للمنطقة وزيادة فرص اليد العاملة من النساء وتمكينهن اقتصادياً لتأسسن مشاريعهن الخاصة.
شاركت المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا مع انطلاقة ثورة التاسع عشر من تموز/يوليو عام 2012، في كافة المجالات منها الاقتصادية ولها الدور البارز في النهوض بالإنتاج المحلي للمنطقة، بعد أن تم إقصاءها من سوق العمل خلال سيطرة الأنظمة الرجعية والمتطرفة بالإضافة للتهميش في جميع نواحي الحياة بسبب العادات والتقاليد البالية والذهنية الذكورية، لذلك تأسيس وعمل لجنة اقتصاد المرأة في مدينة الحسكة، يعد أحد أبرز الداعمين للنساء في المنطقة ومساعدتهن لتحقيق اكتفائهن الذاتي من خلال توفير فرص عمل لأكبر عدد ممكن وإطلاق العديد من المشاريع، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تخلفها الهجمات المستمرة للدولة التركية والحصار المفروض على المنطقة.
حيث قالت عضوة لجنة اقتصاد المرأة التابعة لمؤتمر ستار في مدينة الحسكة سلمى أحمد "تعمل لجنة الاقتصاد التابعة لمؤتمر ستار في مدينة الحسكة على توفير وخلق فرص عمل للنساء اللواتي يقع على عاتقهن إعالة أسرهن، من أجل تلبية احتياجاتهن والانخراط في سوق العمل وتأمين اكتفائهن الذاتي، من خلال إطلاق مشاريع عديدة ومتنوعة لمنع استغلالهن وتمكينهن اقتصادياً لتأسيس مشاريع خاص بهن، حيث وفرت لجنة الاقتصاد فرص عمل كثيرة لمجموعة من النساء اللواتي تبحثن عن عمل، فمنهن تعملن في ورشات الخياطة ومعمل الكونسروة الذي تعمل فيه أكثر من 35 امرأة ومن مختلف الأعمار، وكذلك افتتحت اللجنة أفران في كل من مدينتي الشدادي والحسكة، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لنازحات سري كانيه القاطنات في مخيم واشو كانيه ومخيم الطلائع حيث يوجد في كل مخيم فرن لخبز الصاج تعمل في كل واحد منها ما لا يقل عن أربعة نساء".
وأشارت سلمى أحمد أن "الهدف الأساسي من المشاريع الاقتصادية تعريف المرأة بذاتها وقدراتها وطبيعتها التي حرمت منها منذ الآلاف السنين، فقد بات هناك الكثير من المشاريع تعتمد النساء من خلالها على أنفسهن دون الحاجة لطلب المساعدة من أحد، كما نهدف من خلال هذه المشاريع لتوحيد جهود النساء بعملهن مع بعضهن البعض والتعرف على ذاتهن وتعزيز الحياة التشاركية بينهن".
وعن المشاريع التي تعمل بها النساء خلال فصل الصيف قالت "تعملن بالزراعة، فهناك مشاريع كثيرة في الحقول والبساتين في مناطق متفرقة من المدينة فيها حوالي 100 امرأة، بالإضافة إلى العمل في مشاريع المونة ومشروع مغسلة السجاد مستمر على مدار العام إلى جانب ورشة الخياطة الذي تعمل فيها 25 امرأة ومعمل الكونسروة".
وعن المشاريع المستقبلية للجنة اقتصاد المرأة قالت إن "الأراضي الزراعية التي تعمل فيها النساء حالياً أراضي بعلية، لذا هناك مشاريع قيد الدراسة لحفر آبار وتحويلها إلى مروية، إلى جانب مشروع افتتاح مغسلة آلية للسجاد كون الغسيل اليدوي يتطلب جهد ويتسبب بتعب شديد للعاملات فيه"، مشيرةً إلى أن العاملات في اللجنة من خلال عقد الاجتماعات مع الكومينات والمجالس المحلية تحاولن الوصول إلى أكبر عدد ممكن من النساء اللواتي تبحثن عن عمل وذلك بتعريفهن على المشاريع والتعاونيات الخاصة باللجنة.
وفي ختام حديثها قالت سلمى أحمد "حتى تتمكن المرأة من بناء اقتصادها الخاص وإعالة أسرتها، يجب عليها الانخراط في سوق العمل والمشاركة في المشاريع التابعة للجنة اقتصاد المرأة، كون هذه المشاريع فرصة لكل امرأة لتلبية احتياجاتها الضرورية ولمنع استغلالها من قبل الرجل والمجتمع".