الأوضاع الاقتصادية في إيران تفاقم معاناة النساء

سوق العاصمة الإيرانية طهران يواجه في الشهر الأول من العام الجديد، ظروفاً اقتصادية سيئة في ظل الفشل السياسي الذي تعيشه البلاد.

عاطفة معروفي

 طهران ـ الركود والمشاكل بسبب القضايا الاقتصادية والسياسية في إيران سبب الضغط على الشركات والأسواق وأصحاب المحال والمشترين أيضاً.

على الرغم من مرور شهر واحد فقط من العام الجديد في إيران، سوق العاصمة طهران يواجه ركوداً ومشاكل عديدة، مما انعكس سلباً على الباعة الذين يواجهون مشاكل منها عدم القدرة على استيراد البضائع جديدة بسبب انخفاض الطلب عليها بالإضافة لعدم الاستقرار في الأسعار، وانخفاض دخل الأسرة بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها البلاد.

فبعد انتفاضة Jin Jiyan Azadî"" التي انطلقت على أثر مقتل جينا أميني، حظرت السلطة الحاكمة في إيران الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي منها إنستغرام وواتس آب، وهما وسيلتا التواصل بين المحال الصغيرة والعملاء مما شكل ضغطاً كبيراً عليها.

تحدثت وكالتنا مع عدد من النساء حول تباطؤ الحركة في سوق طهران وتطرقن في حديثهن للوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، وعن حالة السوق قالت نازانين (اسم مستعار)التي تعمل مندوبة مبيعات في أحد متاجر بلاسكو، "افتتحنا المحل بعد عيد نوروز بأيام قليلة، لكن لم نتمكن من بيع البضاعة التي بحوزتنا إلا بعد عدة أيام، والوضع لا يختلف كثيراً عن اليوم، فحركة الأسواق هادئة جداً على الرغم من أننا قمنا ببيع الملابس الشتوية في نهاية فصل الشتاء لأننا لا نملك غيرها إلا أننا قمنا بتخزين جزء كبير منها".

وأضافت أنه "على الرغم من عرض سلع فصل الربيع إلا أننا لم نحقق الكثير من المبيعات لعدة أيام، كما أنه يتوجب علينا دفع 25 مليون تومان كإيجار شهري للمحل الذي نضع فيه البضاعة، ونحن مجبرون على دفع هذه المبالغ على الرغم من أننا لم نتمكن من بيع البضاعة التي بحوزتنا حتى لا نفقد عملنا، واليوم نفكر في الحصول على قرض مالي حتى نستطيع دفع الإيجار الشهري وشراء بضاعة أخرى غير تلك التي نملكها، لأنه في حال استمرار الوضع على هذا النحو فسنعلن إفلاسنا بالتأكيد".

وعن حظر وسائل التواصل الاجتماعي بعد انتفاضة Jin Jiyan Azadî"" وعن تأثير ذلك على حركة الأسواق قالت "حجب إيران لوسائل التواصل الاجتماعي تسبب في ضعف مبيعات المحال الصغيرة في السوق خاصة، كما تسببت في جعل الشركات الصغيرة والمتوسطة ضعيفة للغاية في ميدان المنافسة مع الشركات التي تتمتع باستثمارات قوية ودعم سياسي وحزبي قوي من قبل السلطة الحاكمة"، وأضافت "لقد تسبب ذلك في تعريض محالنا لخطر الإفلاس كما أننا لا نستطيع التواصل مع عملائنا كما كنا نفعل سابقاً، وهو أحد الأسباب وراء انخفاض نسبة مبيعاتنا اليوم بشكل كبير، لقد اعتدنا أن نكون ناشطين على موقع إنستغرام حيث كنا نقدم المنتجات لعملائنا من خلاله، ولكن اليوم الأمر يستغرق الكثير من الوقت للتحدث مع العملاء، كما خسرنا عدد كبير منهم فهم باتوا يتعاملون مع مواقع الشركات الكبيرة، لذلك نحن مجبرون على بيع المنتجات بأسعار زهيدة جداً".

وعن التغيير في نوع اللباس الذي ترتديه النساء اليوم في إيران قالت نازانين "بعد الانتفاضة الشعبية لم تعد النساء تلتزمن بالحجاب الإجباري لذلك هناك تأثر وتراجع بسوق ملابس الأوشحة والعباءات، مما أجبر الباعة على مواجهة مشاكل في السوق، فهم اليوم مضطرون على تغيير كل ما يملكونه من هذا النوع من الملابس واستبدالها بأخرى توافق أذواق العملاء".

أما سيما (أسم مستعار) فقد تحدثت عن وضعها الاقتصادي وخبراتها في التسوق "في الوقت الراهن أقوم بتخزين السلع الضرورية فقط مثل الطعام والأدوية ومستلزمات النظافة وغيرها من الأشياء التي أستطيع شراءها، نظراً لارتفاع الأسعار وانخفاض القوة الشرائية لدى المستهلكين، لذلك دائماً أذهب إلى المحال الكبرى والأسواق الشعبية عسى أن تكون الأسعار مناسبة ليّ هناك، على الرغم أنه ليس لديّ سوى طفل واحد إلا أنني أواجه صعوبة كبيرة في تغطية نفقاتنا".

وأضافت "في العام الماضي كنا ندفع إيجاراً شهرياً قدره خمسة ملايين تومان وإيداع 100 مليون تومان، ولكن اليوم علينا دفع تسعة ملايين تومان فقط مقابل إيجار المنزل وهي عملية تحدث كل شهر بالإضافة لوديعة قدرها 150 مليون تومان".