الأمة الديمقراطية هي الحل لأزمة الشرق الأوسط (7)

أكدت القيادية في وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا نسرين عبد الله على أن الدفاع عن النفس قضية ديمقراطية "إذا كان الشعب لا يستطيع حماية نفسه، فلا يمكن أن يصبح شعباً ديمقراطياً".

نسرين عبد الله: استراتيجية الدفاع في الأمة الديمقراطية لا تقتصر على حمل السلاح

روناهي نودا

قامشلو ـ إن ثورة 19 تموز إحدى إنجازات الشعب الكردي يواجه اعتداءات ومجازر وإبادة منذ سنوات، تحولت إلى ثورة نسائية عالمية. عمل أهالي شمال وشرق سوريا خلال الثورة على تأسيس القوى العسكرية للدفاع عن مناطقهم ومكاسبهم، كوحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية، التي استطاعت القضاء على إرهاب داعش.

وبعد العديد من الإنجازات، تكلل نجاح الثورة بتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية الذي يحتل فيه كل المكونات مكانها بلا تمييز وتحققت المساواة بينهم. اليوم في روج آفا وبفضل مشروع الأمة الديمقراطية الذي أسس الإدارة الذاتية الديمقراطية، بني نظام اجتماعي ديقمراطي وأصبح صوت وإرادة وحضور ووجود جميع مكونات شمال وشرق سوريا.

ويلعب نظام الدفاع الذاتي دوراً رئيسياً في مشروع الأمة الديمقراطية ويسمى أيضاً بـ "ركيزة الأمن" لأنه يتضمن العديد من القضايا. تم الإعلان عن مبدأ الدفاع الذاتي رسمياً بين عامي 2014 ـ 2015، لكن حتى قبل ذلك، استطاعت أن تنظم نفسها وتلعب العديد من الأدوار المهمة والكبيرة. اليوم خطى نظام الدفاع الذاتي في شمال وشرق سوريا العديد من الخطوات ويمكن أن يصبح لوناً وصوتاً وحماية لشعوبها.

 

"قاتل أبناء المنطقة من أجل هويتهم وحريتهم ووجودهم"

وعن نظام الدفاع أحد ركائز مشروع الأمة الديمقراطية، تقول القيادية في وحدات حماية المرأة "YPJ" بشمال وشرق سوريا نسرين عبد الله "لقد أحرزت ثورة 19 تموز التي صادف قبل أيام ذكراها الحادية عشرة، نجاحاً كبيراً، لقد أبدى أبناء روج آفا تضحيات كبيرة، ولا يزال شعبنا بكل مكوناته يثابر على النضال وسوف يدافع عن حقوقه. هناك تجربة كبيرة في شمال وشرق سوريا وهي أن هذه الثورة بدأت بقيادة الشعب الكردي. نحن في خضم الثورة منذ أكثر من 11 سنة. خلال هذه السنوات، لقد قاتل الآلاف من أجل حريتهم وهويتهم ووجودهم. كانت الظروف في هذه الجغرافيا مواتية لخلق فكرة جديدة وكان هذا هو نموذج الأمة الديمقراطية".

 

"الدفاع الذاتي القوة الداعمة لاستمرار الثورة"

وأوضحت أن ركيزة الدفاع عن الذات هي التي سمحت بتطبيق نموذج الأمة الديمقراطية على أرض الواقع "إن الدفاع الذاتي إحدى الركائز التي لعبت دوراً نشطاً ضمن نموذج الأمة الديمقراطية. لم تقم بالحماية فقط، بل أصبحت القوة الداعمة لاستمرار الثورة"، مشيرةً إلى أن أول ما تم تنظيمه مع انطلاق الثورة هي القوة الدفاعية، وهو الذي مهد الطريق لتأسيس الإدارة الذاتية "كنا ندرك جيداً أنه إذا لم نتمكن من إنشاء نظام للدفاع الذاتي، فلن نتمكن من الحفاظ على استمرارية أي قيم أخرى. لهذا السبب، الاستراتيجية التي نحتاج إلى تحقيقها هي الدفاع عن النفس".

 

"الحماية فلسفة ونموذج"

وأكدت على أن الدفاع عن النفس ليس فقط حمل السلاح "الدفاع عن النفس لا يجب أن يُنظر إليه على أنه مجرد حمل السلاح، فالسلاح يستخدم في أوقات الضرورة، فكل الأشياء التي تصنع المجتمع يجب حمايتها كالثقافة، والقانون، والسياسة والدبلوماسية والاقتصاد. كنا ندرك أنه بدون فلسفة الدفاع الذاتي، من المستحيل مواصلة النضال والثورة، فالحماية فلسفة ونموذج".

 

"التدريب مهم في الدفاع الذاتي"

وأضافت "في هذه الركيزة، الشيء الذي تناولناه بشكل استراتيجي هو التعليم والتدريب الذاتي. لأننا كنا ندرك أنه علينا حماية الهياكل التي قمنا ببنائها، وقد قال القائد عبد الله أوجلان "الحماية أهم من الخبز والماء". لقد تمكنا من الحفاظ على وجودنا على الرغم من تعرضنا للعديد من العواصف. لم نتمكن من بناء وطننا الذي يسمى كردستان، لكن يمكننا حماية وجودنا. وهذا أيضاً مرتبط بمسألة الدفاع عن النفس".

 

"كان هناك العديد من الهجمات على الأمة الديمقراطية"

وحول الهجمات التي تعرض لها مشروع الأمة الديمقراطية تقول "يسعى العدو للقضاء على مشروع الأمة الديمقراطية من خلال شن الهجمات على الكرد، لا يُستعبد الإنسان إذا انتزعت منه الأرض، لأن الإنسان يستعبد بعقله وروحه."

 

"يمكن للمرأة أن تحول أي مجال إلى مكان للدفاع عن النفس"

وعن دور المرأة في الدفاع الذاتي توضح "لا يمكن تحقيق المقاومة والنجاح بدون استراتيجية. خلال الثورة تبنينا استراتيجية حرب الشعب الثورية، في إطار ذلك يمكننا بناء أنظمة ومجالات تنظيمية. العامل الأكثر فاعلية هو المرأة، حيث يمكن للكرديات إجراء تحليل قوي لتاريخ المرأة وتحليل تجربتها الخاصة. يمكن للمرأة أن تقرأ الحقيقة وروح العصر. نحن ضد نظام الدولة الذكورية. يمكن للمرأة أن تحول أي مجال إلى مكان للدفاع عن النفس، لذلك كان لمئات من النساء أدوار مهمة في مجال السياسة والقانون والثقافة والدفاع عن النفس وتركن بصمتهن عليها. أصبحت المرأة رمزاً وأصبح هذا الرمز هو الإرادة وخارطة للنساء. مع هذه الخارطة، يمكنهن اتخاذ خطوات لإثبات نفسهن وحماية وجودهن".

 

"تعيش الشعوب متعددة الثقافات والهويات معاً بفضل الأمة الديمقراطية"

وعبرت عن الروح التي خلقتها الأمة الديمقراطية في المجتمع بين جميع المكونات قائلةً "تمكنت الأمة الديمقراطية أن تحتضن الجميع بتأسيس الإدارة الذاتية. جميع الهياكل والمكونات في سوريا تشارك وتحتل مكانة بهويتها الخاصة وإرادتها. إنه نظام تمكن من أن يحافظ على تنوع الهويات وأن يبرز فسيفساء الشعوب. لقد قسمت حكومة دمشق نسيج المجتمع وسمح للجميع بالقتال ضد بعضهم البعض. لقد أزالت الإدارة الذاتية ومن خلال نموذج الأمة الديمقراطية والعقد الاجتماعي هذه القيود والحدود بين المكونات. الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به لحماية هذه الثورة هو أن يعيش الأهالي معاً بروح واحدة وثقافات متنوعة وهويات عديدة. وهذا إنجاز كبير استطعنا تحقيقه خاصة في مجال الدفاع عن النفس".

 

"تأسيس المؤتمر الوطني مهم للشعب الكردي"

وأضافت "وحدة الشعوب تحققت في الداخل السوري. يمكن لكل أمة أن تنظم نفسها حسب استقلاليتها، ومن بينها الشعب الكردي. عندما نتحدث عن وحدة الشعوب، فهذا لا يعني أننا ننتهك استقلالهم. فكل مكون له تاريخ وهوية. من قاد الأمة الديمقراطية كان الشعب الكردي لكن هو نفسه بحاجة إلى المعرفة والاحتياجات الوطنية. تأسيس المؤتمر الوطني مهم جداً للشعب الكردي. تم اتخاذ العديد من الخطوات وتنظيم العديد من المؤتمرات ومناقشة العديد من النقاط الهامة والتي أكدت معظمها على ضرورة المؤتمر الوطني. لكننا لم نتمكن من تقرير مصير أمتنا. الوحدة الوطنية ليست مجرد بناء مؤتمر، فالوطنية هي ما تعيشه. في تاريخ الشعب الكردي، لم يُعطى الكرد أي فرصة، ولكنهم تمكنوا من خلق الفرص لأنفسهم، اليوم نرى أنه تم بناء نظام الدفاع والمدارس والمجالات الأدبية هذا ليس بالشيء البسيط، إذا تذكرنا كيف منعتنا حكومة دمشق من ارتداء لباسنا الوطني، وكان رفع الألوان الثلاثة، الأخضر والأحمر والأصفر معاً، جريمة. اليوم، النضال لاستعادة تقاليدنا يعبر عنا ويجدد حياتنا. عندما يكون هناك حدث أو مناسبة ما، نرى العديد من الألوان المختلفة تظهر لجميع المكونات".

 

"ندعو الشباب إلى الاستعداد لمرحلة حرب الشعب الثورية"

وفي ختام حديثها أكدت القيادية في وحدات حماية المرأة نسرين عبد الله أن الدفاع عن النفس قضية ديمقراطية "نرى أن ركيزة الدفاع عن النفس هي قضية ديمقراطية وأحد مبادئها الأساسية. إذا كان الشعب لا يستطيع حماية نفسه، فلا يمكن أن يصبح شعباً ديمقراطياً. تمكنت المرأة بعد عام 2011، من تنظيم نفسها في المجال العسكري. وسنكون قادرين على إنجاز مهمتنا وواجبنا في كل مجال. وبهذه المناسبة ندعو الشباب إلى الانضمام إلى مجال الدفاع عن النفس والاهتمام بهويتهم. على كل شاب أن ينغمس في استراتيجية نضال حرب الشعب الثورية وأن يتدرب ويجهز نفسه بوعي الأمة الديمقراطية من أجل الاستعداد لعملية السلام والاستقرار".