عيد النوروز في لبنان... أجواء احتفالية جمعت شعوب المنطقة

احتفلت الجالية الكردية في لبنان وبمشاركة مختلف المكونات والقوميات بعيد النوروز، وتميز هذا العام بالأجواء الاحتفالية الخاصة بهذا العيد، حيث ارتدى الكثيرون/ات الأزياء التراثية الكردية بألوانها الزاهية معلنة قدوم الربيع والحرية والحياة.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ هنأت المشاركات في احتفالية عيد نوروز التي نظمتها رابطة نوروز الثقافية والاجتماعية، الشعب الكردي والقائد أوجلان بهذا اليوم، مؤكدات أن نوروز هو يوم لحرية ومقاومة الشعوب، وأنهن ستسرن على درب النضال حتى تحقيق النصر.

شارك العديد من الكرد والأشخاص من جنسيات مختلفة بحلقات الدبكة، مرتدين الأزياء التراثية الملونة التي تعلن قدوم الربيع، في الاحتفالية التي أقامتها رابطة نوروز الاجتماعية في لبنان أمس الخميس 21 آذار/مارس، في نهر الدلب ملتقى النهرين وبدأ الاحتفال بإيقاد شعلة نوروز لعام 2024، وشارك في اللوحات الفنية العديد من الفرق الفنية الكردية ومنها فرقة ولاتي روجية، وفرقة الشهيدة روجيندا، ومطربين كرد وفنانين لبنانيين.

وهنأت نائبة رئيس رابطة نوروز الثقافية الاجتماعية حنان عثمان في بيان الرابطة "الشعب الكردي وجميع المكونات المشاركة، ونستذكر مظلوم دوغان الذي أحيا نوروز بثلاثة أعواد ثقاب، وجعل من جسده طريقاً للتحرر من الظلم في سجن آمد، وباركت نوروز الحرية القائد أوجلان الذي لا يزال معتقلاً منذ أكثر من ربع قرن، لأنه جسد في فكره ورؤيته قضية عادلة ما تزال عالقة تنتظر الحل، ولأنه رسم رؤية جديدة لتحرر النساء، ونادى باعتماد ثقافة التسامح أساساً للعيش المشترك بين شعوب المنطقة".

وأوضح البيان أن "نوروز هو عيد الولادة والربيع تحتفل به شعوب المنطقة، ونحن كشعب كردي نحتفل به لأنه عيد للحرية وميلاد جديد للحياة الحرة بعد التخلص من ظلم ملك ضحاك على يد كاوا الحداد ومنذ ذلك الحين أصبحت النار رمزاً للحرية ودافعاً لخوض نضال متصاعد في سبيل الحرية والديمقراطية والسلام المستدام".

وأشار البيان إلى أنه "انطلاقاً من هذه المقاربة نجد شعبنا يحتفل بنوروز في كل مكان، بدءاً من آمد إلى وان، ومن سرحد إلى مهاباد، ومن أورمية إلى قامشلو، ومن عفرين إلى السليمانية، ومن كوباني إلى هولير وفي كل بلدان العالم، وتقام المهرجانات لتجعل من نوروز مناسبة للتأكيد على استمرارنا في الحفاظ على تراثنا وثقافتنا ولغتنا وهويتنا وإرادتنا، إنه يوم الانبعاث الجديد والمتجدد بالنسبة لنا كشعب وكنساء على حد سواء".

وأضاف البيان أنه "على الرغم من الحروب التي تعصف بالمنطقة وما ينتج عنها من ويلات كالإبادات الجماعية والتهجير القسري والتجويع والتغيير الديموغرافي أن كان في غزة أو كردستان بأجزائها الأربعة أو في لبنان وفي أغلب البلدان، نجتمع اليوم لنؤكد أن إرادة الشعوب والنساء فوق كل السياسات الدولية المرسومة ضد مصلحتها، في سبيل حياة ديمقراطية وجديدة، وإبقاء شعلة الحياة الحرة متقدة تنير الدرب لأطفالنا في المستقبل".

وعلى هامش البيان قالت حنان عثمان إن "يوم نوروز يعتبر يوماً لحرية ومقاومة الشعب الكردي وبهذه المناسبة، نبارك القائد أوجلان وجميع الشعوب بهذا اليوم، متمنية أن يحمل نوروز العام القادم الحرية والسلام للمنطقة".

 

 

ثم ألقت الناشطة جيهان عفرين كلمة باسم مؤتمر ستار قالت فيها "بروح انتصار مقاومة المرأة نتقدم بالتهنئة بمناسبة قدوم عيد نوروز هذا العام لعموم شعبنا ولكل النساء المناضلات ولعوائل شهداء الحرية ولجميع المعتقلين/ات السياسيين وعلى رأسهم القائد أوجلان".

وأضافت أنه "يحتفل شعبنا الكردي وعموم شعوب المنطقة هذا العام بعيد النوروز في ظل ظروف سياسية وأمنية صعبة وعلى الرغم من هذه الصعاب نستطيع القول إننا في مرحلة تتجه فيها أرادة الشعوب نحو التتويج النهائي بفضل التضحيات التي أبداها شعبنا من روج آفا والجبال إلى السجون، ومن المدن على الساحات في عموم كردستان والعالم ضد الظلم والطغيان"، مؤكدةً أن "نوروز هذا العام متوج بتضحيات المناضلات اللواتي استشهدن دفاعاً عن مكتسبات وحرية المرأة، لهذا نستطيع أن نستنشق رائحة الحرية من نوروز هذا العام".

وقالت إنه "بفضل فكر وفلسفة القائد أوجلان تسلحت المرأة بسبل دفاعية متينة، من جميع النواحي لتنهض بمجتمعها وبذاتها نحو الحرية والمساواة، لهذا نرى بأن إرادة المرأة الحرة لم ولن تُقهر على الرغم من الاغتيالات والاعتقالات"، مشيرةً إلى أنه "اليوم وباسم مؤتمر ستار في لبنان نبارك عيد نوروز على جميع الحضور، ونتمنى أن يحمل هذا العام الحرية للقائد أوجلان، والأمن والسلام للمنطقة".

وأكدت أنه "سنمضي قدماً على درب النضال حتى نحقق أهدافنا وأهداف رفيقاتنا المناضلات اللواتي فقدن حياتهن في سبيل حرية المرأة، أمثال سكينة جانسيز".

 

 

من جهتها، قالت الفنانة جيسي جرجورة "أشارك في عيد نوروز لأنه ليس هناك أجمل من أن تجتمع الحضارات بحضارة واحدة، وأن نتعرف على حضارة جديدة"، مضيفة أن عيد الأم يصادف يوم نوروز فالأم بطبيعتها مناضلة وتضحي، خاصة أمهات الجنوب وأمهات الشعب العفريني اللواتي طالما واجهن الصعوبات وقاومتها.

 

 

وقالت سيلفا عبدو إحدى المشاركات في الاحتفال ونازحة من عفرين "عيد نوروز نعتبره رأس السنة الكردية وهو فرصة بالنسبة لنا لنعبر عن ثقافتنا وتراثنا ليتعرف العالم علينا، ولأننا نحب العيش المشترك"، وهنأت الشعب الكردي والقائد أوجلان بهذا اليوم المميز.

 

 

بدورها أشارت عضو مركز أبحاث الجنولوجيا في الشرق الأوسط زهيدة معمو "نحتفل بعيد نوروز وهو العيد الذي نعتبره الأول لبداية الربيع، ولبداية تجدد الحياة وبداية الإنسانية".

 

 

من جهتها قالت مقدمة الحفل الناشطة ميرفت حمو أنه "في كل عام في عيد نوروز يكون هناك إجرام كبير بحق شبابنا وبناتنا، وفي كل شهر آذار ترتكب العديد من الجرائم بحقهم، وبالرغم من المأساة والمعاناة الذي نتحملها، سنبقى مصرين على الاحتفال بهذا اليوم، لأننا نعتبر نوروز يوم انبعاث الحرية للشعب الكردي، وإزاحة الظلم والاضطهاد والانتهاكات بحق الإنسانية".

وأكدت أنه "نقول لكل من يريد أن ينتزع هذا اليوم من الشعب الكردي، نحن مصرون وصامدون، وسنبقى نحتفل بأعيادنا القومية، ونناضل وندافع عن حقوقنا، لأن أصحاب الحق في النهاية سيصلون إلى ما يطمحون إليه، ونحن أصحاب الأرض والحق، وأنتم لا يحق لكم أن تحتلوننا وتمنعوننا من الاحتفال بعيدنا القومي الذي يطل في العام مرة واحدة".

ولفتت إلى أنه "اليوم وبمشاركة ضيوفنا من الشعب اللبناني، الآشور والأرمن وكل القوميات والطوائف، نشكرهم على مشاركتنا أعيادنا وخاصة عيد نوروز، لأنه يوم تعريف الشعوب بحضارتنا وتراثنا وهويتنا"، وهنأت الشعب الكردي في كل أجزاء كردستان الأربعة، والقائد عبد الله أوجلان الذي أوصل صوت الكرد لجميع أنحاء العالم، وتمنت أن يكون نوروز 2024 نوروز الحرية للقائد أوجلان، ونوروز الحرية للشعب الكردي وجميع الشعوب المضطهدة".