واقع وتحديات وآفاق الحركة النسوية في العراق
أكدت المشاركات في الندوة النسوية التي نظمت في العاصمة بغداد، أن هناك تحديات كبيرة لا تزال تعيق تقدم المرأة والحركات النسوية في البلاد مثل الاحتقان الطائفي وخطاب الكراهية.

نور المرسومي
بغداد ـ لمناقشة واقع الحركة النسوية والمرأة في العراق ومناقشة نتائج هذه الأوراق مع الباحثات والمهتمات بالشأن النسوي العراقي، نظم تحالف أمان النسوي والجمعية العامة لتنمية المرأة وشبكة النساء العراقيات، أمس السبت العاشر من أيار/مايو، ندوة نسوية في العاصمة بغداد بقاعة جمعية "الأمل" العراقية.
قالت آلاء الطلباني رئيسة منظمة ليليان للديمقراطية، إن "مواكبتنا للحركة النسوية بشكل عام والعمل النسوي منذ بداية العمل السياسي ولاحقاً في العمل النيابي والآن خارج البرلمان مع منظمات المجتمع المدني"، مضيفةً "هناك تحرك إيجابي للمرأة بأخذ دورها في المجتمع وفي نواحي كثيرة اجتماعية ثقافية وسياسية".
وتحدثت عن الفترات الزمنية واختلافها قبل 2003 وبعدها وكيف كان النظام سابقاً حيث كان نظام ديكتاتوري شمولي، والآن هناك تعددية وديمقراطية وحصلت المرأة على بعض الحقوق كالمشاركة بالانتخابات كناخبة ومرشحة ودخولها مراكز صنع القرار داخل بعض الأحزاب ليس الكل ومجلس النواب.
وأوضحت آلاء الطلباني أن هناك تحديات كبيرة لا تزال قائمة، تتعلق بالتحديات العامة في المجتمع على سبيل المثال، أي تحول سياسي في العراق يؤثر على حضور المرأة ودورها، كما أن الاحتقان الطائفي وخطاب الكراهية يؤثران على ممارسات المرأة ونشاطها في الدفاع عن حقوقها، فعندما تتجمع النساء للدفاع عن قضية تخصهن، يتجلى ذلك في موقفهن من تعديل المادة 188.
وأكدت أن الهجوم الذي تعرضت له النساء والحركة النسوية والمنظمات المدافعة عن حقوقهن بسبب رفض تشريع هذا القانون كان كبيراً جداً، ولا يتماشى مع واقع البلاد أو التغيرات الحاصلة، كما أنه يتعارض مع التزامات العراق الدولية ومع المبادئ المدنية المنصوص عليها في الدستور العراقي. لذا، فإن هذه التحديات تتطلب إعادة نظر، ويجب على الحكومة الالتزام بقوانين الدستور والمعاهدات التي تضمن حقوق المرأة. من الضروري ألا نغفل وجود مؤسسات حقيقية في السلطة التنفيذية تدافع عن حقوق المرأة، بالإضافة إلى دوائر معنية بقضاياها، خاصة فيما يتعلق بتعديل قانون الأحوال الشخصية ومواجهة العنف الذي تتعرض له النساء، وعدم إقرار قانون العنف الأسري. كل ذلك يمثل تحدياً كبيراً وتراجعاً للحركة النسوية في العراق.
ومن جهتها قالت نادية محمود عضوة تحالف أمان النسوي، إن هذه الجلسة هي لمناقشة واقع وافاق وتحديات الحركة النسوية في العراق وهناك هجمة شرسة على حقوق النساء في العراق وبدأت خلال ثلاث سنوات الأخيرة، لذلك "ناقشنا التحديات وسبل العمل التي تدفع لنضالنا النسوي نحو تحقيق المساواة وإنهاء التمييز الجنسي ضد النساء ومن أجل تحقيق العدالة ما بين الجنسين".
أوضحت علياء الهذال، عضوة في مركز العلا للتدريب والتنمية، أن المرأة العراقية تواجه العديد من التحديات، خاصة في الآونة الأخيرة، بسبب عدم توفر المساحة الكافية لإثبات قدراتها وتحقيق إنجازاتها. لذا، كان الهدف الرئيسي من هذا التجمع هو إعادة لم الشمل وتجميع الشتات الذي حدث في الفترة الأخيرة، بهدف توفير البيئة المناسبة والفرص اللازمة للمرأة العراقية لتحقيق الطموحات التي تسعى إليها.
بدورها قالت الناشطة السياسية والنسوية إقبال صلال "كوني امرأة ريفية ومهتمة بالمرأة الريفية أساند كل الحركات التي تسعى إلى حماية المرأة من العنف والقيود"، مبينةً أن وضع المرأة في العراق يشهد تراجعاً ملحوظاً مقارنةً بتقدم المجتمعات الأخرى "نلاحظ كيف تعزز السياسات الخارجية والاقتصاد الرأسمالي المفاهيم الرجعية وتدعم الأنظمة التي تقاوم حقوق النساء وتعرقل التقدم النسوي ورغم صعود اليمين، كما يتجلى في السياسة الأمريكية، فإن ذلك لن يثنينا عن مواصلة نضالنا النسوي، وسنعمل على وضع حد لهذا القمع الذي تعاني منه النساء".