'تعيين امرأة لمنصب محافظ سيفتح الباب أمام السوريات لتولي مناصب قيادية'
أكدت النساء اللواتي شاركن في احتجاجات مدينة السويداء السورية، أن محسنة المحيثاوي تتمتع بالنزاهة والكفاءة اللازمة لتولي منصب محافظ السويداء الأمر الذي سيفتح الباب أمام النساء في المدن الأخرى لتولي مراكز صنع القرار.
روشيل جونيور
السويداء ـ في سابقة تاريخية، تم ترشيح محسنة المحيثاوي لتولي منصب المحافظ في مدينة السويداء السورية وهذه هي المرة الأولى التي يتم ترشيح امرأة لهذا المنصب في سوريا وهي سابقة نوعية تتفرد فيها مدينة السويداء لضمان المساواة في المسؤوليات والواجبات واحتراماً للتعددية وإظهار الوجه الحضاري للبلاد.
ولدت محسنة المحيثاوي عام 1970 في قرية "لبين" بمدينة السويداء السورية، وتنتمي للطائفة الدرزية، وحاصلة على شهادة البكالوريوس في التجارة والاقتصاد من جامعة دمشق، بدأت مسيرتها المهنية في مديرية مالية السويداء.
دارين عزام وهي إحدى المحتجات في ساحة "الكرامة"، قالت "منذ يومين، ترشحت إحدى النساء اللواتي شاركن بقوة بالاحتجاجات التي تُنظم في الساحة وسط مدينة السويداء وهي محسنة المحيثاوي التي أثبتت جدارتها وأمانتها بأكثر من منصب وعرفت بأخلاقها العالية، والآن ترشحت لمنصب لم يسبق أن تتولاه امرأة في سوريا خاصةً في هذه المرحلة الحساسة".
وشددت على ضرورة إشراك المرأة في كافة المجالات خاصة السياسية منها، كيلا تعود سوريا إلى الوراء ويتفرد المجاهدين في السلطة مما يجعل النساء تواجهن قرارات ذكورية تهمش حقوقهن وتقيد حريتهن، مضيفةً "تأخر الحكومة المؤقتة بالرد على إعطاء الموافقة على ترشح امرأة يثير التساؤلات".
وتساءلت دارين عزام "هل المشكلة بتأخر الرد لأنها امرأة خصوصاً بعد التصريحات الأخيرة لعبيدة أرناؤوط"، مشيرةً إلى أن "أهالي المنطقة هم أكثر فطنة بانتقاء الأشخاص، لذلك نتمنى الرد بالموافقة لتولي محسنة المحيثاوي هذا المنصب من أجل إشراك المرأة في بناء سوريا وإظهار الوجه الحضاري للبلاد".
وكان قد أثار تصريح عبيدة أرناؤوط المتحدث الرسمي باسم الإدارة السياسية التابعة لإدارة العمليات العسكرية في سوريا، حول دور المرأة، موجة جدل وانتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث قال إن "كينونة المرأة وطبيعتها البيولوجية والنفسية لا تتناسب مع كل الوظائف كوزارة الدفاع مثلاً"، الأمر الذي يعبر عن رفضه لفكرة تولي النساء للمناصب وهذا يعد انتقاصاً من قيمتهن وتقليلاً من قدراتهن.
بدورها شددت رجاء عريج إحدى المشاركات في احتجاجات ساحة "الكرامة"، على أهمية تولي ذوي الكفاءة هذا المنصب، مؤكدةً أن "الأستاذة محسنة المحيثاوي معروفة بخبرتها في العمل الحكومي وشغلت مواقع متعددة مثل مديرة مالية السويداء، رئيسة قسم الخزينة في مديرية المالية ولكنها استقالت في عام 2023 احتجاجاً على تفشي الفساد".
وفي آب/أغسطس 2023، انضمت محسنة المحيثاوي إلى الاحتجاجات التي كانت تنظم وسط السويداء، وبرزت كأحد الأصوات النسائية المؤثرة حيث لعبت دوراً كبيراً في حشد الدعم لمطالب الإصلاح ومواجهة الفساد.
من جانبها أشارت المحامية لينا أبو حمدان إلى أنها تدعم وتؤيد تولي محسنة المحيثاوي منصب محافظ السويداء كونها تتمتع بـ "النزاهة والكفاءة اللازمة" لتولي هذا المنصب، لافتةً إلى أن ترشحها تجربة أولى وفريدة من نوعها في سوريا وسيفتح هذا الأمر الباب أمام النساء في المدن الأخرى لتولي مراكز صنع القرار التي لطالما كانت حكراً على الرجال.