تولاي حاتم أوغلاري: لا يمكن أن تكون هناك مائدة سلام بدون النساء
شددت الرئيسة المشتركة لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب تولاي حاتم أوغلاري، في كلمة لها خلال كونفرانس "السلام والمجتمع الديمقراطي" الدولي، على أن حضور النساء أمر جوهري في عملية سلام، إذ أنهن لسن مجرد متفرجات بل فاعلات وحاميات لمسار السلام.
إسطنبول ـ استعرض كونفرانس "السلام والمجتمع الديمقراطي" الدولي، الذي انطلق صباح اليوم السبت 6 كانون الأول/ديسمبر، تجارب دولية متنوعة.
لا تزال فعاليات الكونفرانس "السلام والمجتمع الديمقراطي" الدولي متواصلة بكلمات ومداخلات المشاركين، حيث أكدت الرئيسة المشتركة لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM)، تولاي حاتم أوغلاري، أن العالم يعيش اليوم تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية ناتجة عن الصراعات التي أعقبت الحربين العالميتين الأولى والثانية "نحن نقف على أعتاب حرب عالمية ثالثة، والتي إن وقعت ستجعل ما شهدناه في الحربين السابقتين شيئاً من الماضي. لذلك تقع على عاتقنا مسؤولية منعها والسعي الجاد لاحتضان السلام بإخلاص كامل".
وأكدته أنه "في وقت يتزايد فيه التسلح في جميع أنحاء العالم، حيث امتلكت معظم الدول وطورت أسلحة نووية وبيولوجية وكيميائية، فإن البشر بل جميع الكائنات الحية باتوا معرضين لخطر كبير، في الوقت الذي يتعرض فيه العالم والكوكب الذي نعيش عليه لتهديد خطير".
بناء سوريا ديمقراطية
وأكدت على وجود نضال واسع من أجل بناء أمة ديمقراطية تتجاوز حدود الدولة القومية التقليدية، مشيرةً إلى أن هذا الأفق يتجسد في تجربة روج آفا "إن محاولات حكومة دمشق للقضاء على جهود الإدارة الذاتية للشعب الكردي والشعوب الأخرى في سوريا، أمر غير مقبول"، مشددةً على أن الانتهاكات التي ارتكبها جهاديي هيئة تحرير الشام، بحق كل من الدروز والعلويين والمسيحيين من إبادة جماعية ومجازر وقمع وتعذيب غير مقبول، مؤكدة على ضرورة لعب الإدارة الذاتية دوراً أساسياً في بناء سوريا ديمقراطية، وأن الطريق أمامه ينبغي أن يُمهد لا أن يُعرقل.
وأوضحت أن هذه التجربة، بطابعها العلماني والديمقراطي واهتمامها بتحرير المرأة، لا يقتصر على مشروع لبناء سوريا ديمقراطية فحسب، بل يمثل نموذجاً يحتاجه الشرق الأوسط بشدة يقوم على المساواة وحرية الشعوب والمرأة، وعلى حياة مشتركة بين مختلف المكونات والمعتقدات.
"دعوة السيد عبد الله أوجلان للسلام والمجتمع الديمقراطي تاريخية وقيّمة للغاية"
وقالت تولاي حاتم أوغلاري "نرى أن دعوة السيد عبد الله أوجلان للسلام والمجتمع الديمقراطي تاريخية وقيّمة للغاية، لا سيما في وقتٍ تشهد فيه مناطقنا والعالم تصاعداً في الحروب والصراعات ويتزايد فيه الاستغلال، إن هذه الدعوة خطوة بالغة الأهمية ليس لتركيا فحسب، فالقضية الكردية ليست شأناً داخلياً لتركيا فقط بل لمنطقتنا بأكملها، ندرك جميعاً أن مئة عام من التفاهم والأفكار التقليدية والقمع لن تنتهي بسهولة، ندرك أن بناء مجتمع ديمقراطي من هنا في ظل هذه التطورات العالمية والإقليمية والفوضى العارمة أمرٌ مؤلمٌ وصعبٌ للغاية، نحن ملتزمون بالنضال على هذا الطريق الصعب وخلال هذه العملية، سنواصل ذلك وبمواجهة هذه التحديات سنبني السلام في هذه الأراضي معاً".
وتابعت تولاي حاتم أوغلاري حديثها قائلة "لكي يُبنى السلام على قيم راسخة، من الضروري اتخاذ خطوات أكثر جرأةً وريادةً وواقعية، وبالمثل لكي يُبنى السلام على ديمومته، من الضروري أن يُدرك الجميع أهمية موقف السيد أوجلان الذي اقترح سياسة تصمت فيها البنادق وتتحدث الأفكار، إن هذا النهج الذي يأخذ في الاعتبار ديمقراطية تركيا إلى جانب حل القضية الكردية يُمثل فرصةً عظيمةً لهذه البلاد، وهذه اللحظة والفرصة التاريخية يجب أن ينتهزها الجميع، لذلك يمكننا التعبير عن ذلك بالطريقة نفسها بالنسبة للدولة والحزب الحاكم، والمعارضة، وجميع الديناميكيات الاجتماعية، هذه هي النقاط المرجعية لبناء أمة تعددية ديمقراطية وعلينا أن ننطلق من هناك".
وعن الدور المحوري للمرأة في بناء السلام، أكدت أن النساء أهم ركائز السلام، فلا يمكن أن تكون هناك مائدة سلام بدون النساء، لأنهن لسن مجرد متفرجات بل هنّ الفاعلات المباشرات والمساهمات، والحاميات لهذه العملية، لذلك لا يمكن الحديث عن سلام دائم دون تغيير النمط السياسي الأبوي الذكوري، إن النضال من أجل السلام، أي معارضة الحرب والصراع والعسكرة هو أيضاً معارضة للفهم الذكوري.
ووجهت نداءً إلى جميع النساء في تركيا والعالم شددت فيها على أنه "كنساء سنصبح أكثر فاعلية في صنع السلام، ونؤكد أنه علينا جميعاً أن نعزز الإرادة التي تسعى للسلام وأن نعطي الأولوية لحياة إنسانية وكريمة للشعب، علينا أن نُظهر تضامناً أكبر وأن نناضل بجهد أكبر من أجل نجاح عملية السلام وبناء مجتمع ديمقراطي، كما علينا أن نواصل تطوير نضالنا الأممي ضد النظام الرأسمالي الإمبريالي الجائر، بهذه المشاعر والأفكار، أعتقد أن مناقشاتنا اليوم ستُطوّر تفكيرنا ووعينا، وستُسهم في مقاربتنا لهذه العملية بشكل أكثر منهجية، والأهم من ذلك سنكشف جماعياً عن إرادة دولية مشتركة للنضال".