تصاعد حوادث الاختفاء والخطف في سوريا يثير مخاوف الأهالي

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تصاعد مقلق في حوادث الاختفاء والخطف، مؤكداً أن هذه الظاهرة طالت أطفالاً ونساءً ورجالاً من خلفيات اجتماعية متنوعة، وفي العديد من المناطق، وسط مخاوف من اتساع نطاقها.

مركز الأخبار ـ بعد سقوط النظام السوري واستلام جهاديي هيئة تحرير الشام الحكم في البلاد، تعيش المدن السورية حالة من القلق المتصاعد، حيث تزايدت حوادث الخطف والاختفاء، الأمر الذي أثار مخاوف الأهالي وهو ما يعكس حالة من الفوضى الأمنية في ظل غياب سلطة واضحة تضمن الاستقرار.

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأحد 16 تشرين الثاني/نوفمبر، إن العديد من المناطق السورية من دون تمييز بين الفئات العمرية أو المناطق شهدت خلال الشهر الجاري تصاعداً لافتاً في حوادث الاختفاء والاختطاف، التي تكررت بشكل مقلق في مختلف المدن، فقد طالت هذه الظاهرة أطفالاً ونساءً ورجالاً من خلفيات اجتماعية متباينة، وسط ظروف اتسمت بالغموض والاختفاء القسري والخطف على يد جهات مجهولة أو مجموعات مسلّحة، وفي ظل هذا المشهد المقلق، يجد الأهالي أنفسهم أمام غياب شبه كامل للاستجابة الرسمية، وشح كبير في المعلومات حول مصير ذويهم.

وأفاد المرصد بأن منصّات التواصل الافتراضي تحولت خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى ساحات بحث واستغاثة، حيث تنشر مئات العائلات صور أبنائها وتقارير عن آخر اللحظات التي شوهدوا فيها، وتتضارب الروايات بين الحوادث ذات الطابع الجنائي وأخرى تحمل مؤشرات على خطف منظم أو اختفاء مرتبط بجهات أمنية أو مجموعات مسلّحة، بحسب شهادات الأهالي، مشيراً إلى أن هذا المشهد يعيد إلى الواجهة مخاوف السوريين من تفاقم ظاهرة الفقدان، التي باتت جزءاً من تفاصيل الحياة اليومية في بلد يعاني اضطراباً أمنياً ممتداً منذ سنوات.

وأكد أنه بالرغم من تنوع الحوادث وتعدد أماكن وقوعها، إلا أنها تشترك في قاسم واحد يتمثل بغياب أي معلومات مؤكدة حول مصير المفقودين، إلى جانب تأخر أو غياب الإجراءات الرسمية للبحث والتحقيق، ففي بعض الحالات تجد العائلات نفسها وحيدة في مواجهة المجهول، بينما تواجه في حالات أخرى إنكاراً من الجهات المسؤولة أو صمتاً يزيد من حدة القلق والمخاوف.

ووثق المرصد أبز الحوادث التي سجلت في عدد من المدن السورية منذ بداية تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، والتي تُظهر حجم واتساع هذه الظاهرة خلال فترة زمنية قصيرة، وسط مطالبات متزايدة بالكشف عن مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن عمليات الخطف والاحتجاز والاختفاء القسري، لافتاً إلى أن حوادث الاختفاء والخطف شملت أطفالاً ونساءً ورجالاً من أعمار مختلفة، وسط ظروف غامضة وتضارب في الروايات.

وأوضح المرصد، أن مثل هذه الحوادث المتكررة خلال الفترة الأخيرة تكشف عن تصاعد في حالات الفقدان والخطف في مناطق مختلفة من سوريا، وسط غياب المعلومات الرسمية وتضارب الروايات المحلية، وتواصل عائلات المفقودين إطلاق مناشدات للكشف عن مصير أبنائها، في ظل مخاوف متزايدة من اتساع نطاق هذه الظاهرة المقلقة.