تقرير: أكثر من 150 تجمعاً للجثث في الفاشر ومحاولات لطمس الأدلة
كشف تقرير جديد لمختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية الصحة العامة بجامعة ييل الأميركية عن توثيق أكثر من 150 تجمعاً للجثث في مدينة الفاشر ومحيطها.
مركز الأخبار ـ واجهت قوات الدعم السريع وابل من الاتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة في الفاشر بعد اجتياحها المدينة في 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، شملت عمليات قتل جماعي، وإعدامات ميدانية، وجرائم عنف جنسي واسعة النطاق، وفقاً لتقارير متطابقة وشهادات ناجين.
أكد مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية الصحة العامة بجامعة ييل الأميركية، أن أكثر من 150 تجمعاً للجثث في الفاشر ظهرت عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، فيما وصفه التقرير بأنه "مجزرة جماعية" واسعة النطاق ومنهجية، رافقتها محاولات متعمدة لتدمير وإخفاء الأدلة عبر دفن وحرق ونقل الرفات البشرية.
وحدد التقرير وجود مجموعات من البقايا البشرية في جميع أنحاء مدينة الفاشر ومحيطها، مشيراً إلى أن "حملة القتل الجماعي التي شنتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، استهدفت المدنيين الذين كانوا يحاولون الفرار من المدينة".
وبحسب التقرير "شهدت هذه المناطق أبشع الانتهاكات التي وثقتها مقاطع فيديو صورها عناصر من قوات الدعم السريع ونشروها على مواقع التواصل الافتراضي، كما تحدث ناجون نزحوا إلى "طويلة" و"الدبة" عن أعمال قتل واغتصابات في طرق الفرار من المدينة".
واعتمد التقرير على تحليل صور الأقمار الصناعية وتحقيقات المصادر المفتوحة، وحدد وجود مجموعات من البقايا البشرية في جميع أنحاء مدينة الفاشر ومحيطها، وصولًا إلى السواتر الترابية التي أنشأتها قوات الدعم السريع خلال حصار الفاشر الذي استمر لأكثر من عام ونصف.
وأظهرت متابعة هذه التجمعات عبر الأقمار الصناعية، منذ اجتياح المدينة وحتى أواخر الشهر الماضي، تغيرات في أحجامها واختفاء بعضها بمرور الوقت، ما يعزز فرضية إخفاء الجرائم وطمس الأدلة، كما رُصد نشاط مكثف لمركبات تتطابق مع تلك المستخدمة من قبل قوات الدعم السريع قرب عدد كبير من هذه المواقع، بحسب مختبر الأبحاث.
ووثق التقرير ما لا يقل عن 20 حالة حرق لجثث، إضافة إلى ثماني حالات حفر في الأرض، حتى 28 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على الأقل.
ورصد التقرير أربعة أنماط رئيسية لتوزيع وتوقيت مواقع التجمعات، تشمل قتل مدنيين أثناء محاولتهم الفرار من الفاشر، وعمليات قتل جماعي من منزل إلى منزل، وعمليات تصفية في مواقع يُرجح ارتباطها بالاحتجاز، فضلاً عن حالات قتل جماعي داخل منشآت عسكرية.