تمكين المرأة في السياسة... خطوة نحو العدالة والمساواة في سوريا

في ظل التغيرات السياسية والظروف المتقلبة التي تشهدها سوريا تبرز الحاجة الملحة إلى مشاركة فاعلة للنساء في صنع القرار، خصوصاً في مرحلة إعادة البناء والتحول السياسي.

روشيل جونيور

السويداء ـ تسعى نساء سوريا إلى المشاركة في عملية إعادة بناء البلاد، وتطمحن في مستقبل أكثر إنصافاً، حيث تكون المرأة جزءاً أساسياً من عملية التغيير لا ضيفات على المشهد.

رغم الجهود التي تبذلها النساء في سوريا، إلا أن الواقع لا يزال يعكس فجوة واضحة بين الخطاب والتمثيل الفعلي إذ لم تجرؤ السلطات حتى الآن على تعيين نساء في مناصب مفصلية، رغم توافر الكفاءات والخبرات بين السوريات.

هذه الفجوة تدفع منظمات المجتمع المدني إلى التدخل لسدّ العجز المؤسساتي، من خلال تدريب وتأهيل النساء سياسياً وتمكينهن من المهارات التي تؤهلهن لقيادة المستقبل ومواجهة التحديات السياسية والاجتماعية بثقة ووعي.

وحول كيفية العمل على بناء الوعي السياسي لدى النساء تقول لارا الجبر وهي المشاركات في الندوة التي انطلقت الجمعة 25 نيسان/أبريل، التي تستمر لمدة ثلاث أيام، ونظمت من قبل منظمة أوركيدا، لتمكين المرأة سياسياً "تمحورت الندوة في يومها الأول حول المواطنة، وهو محور أساسي في تحقيق العدالة والمساواة، المرأة في سوريا تواجه تحديات كبيرة في نيل حقوقها وهناك إقصاء واضح لها عن المشهد السياسي لكن رغم كل ذلك، نحاول بذل جهود مستمرة لتعزيز دورها كمواطنة كاملة الحقوق".

وأوضحت أنه "ما زالت هناك قوانين تمييزية، مثل قانون الأحوال الشخصية، تعطي الأفضلية للرجال وتقيد حقوق النساء، كما أن الثقافة الاجتماعية والطائفية تساهم في حصر دور المرأة ضمن أدوار تقليدية، وتحول دون مشاركتها في مراكز القرار".

تؤمن لارا الجبر بأن التغيير يبدأ من الوعي "نحن نحاول إيصال رسالة للمرأة بأنها ليست فقط أمّاً أو مربية، بل تستطيع أن تكون قائدة، وصاحبة قرار، ومؤثرة في الحياة العامة، نعزز مشاركتها في السياسة، ونشجع على تطبيق نظام الكوتا النسائية لضمان تمثيل عادل لها داخل الهيئات السياسية".

وأكدت على أن المشاركة السياسية ليست ترفاً بل ضرورة لضمان عدالة واستدامة أي نظام قادم "نحلم بسوريا جديدة، تكون المرأة فيها جزءاً من عملية إعادة البناء، لا ضيفة على المشهد السياسي، نريد قوانين حديثة، ومؤسسات منفتحة، وإدارات تؤمن بدور المرأة لا تقصيها".

 

 

من جانبها قالت المشاركة في البرنامج أيضاً جمانة مسعود، أن المبادرة تستهدف 12 امرأة، وتمتد على مدار 12 شهراً، تنقسم إلى مرحلتين نظرية وعملية "بدأنا بدورة حول المجتمع المدني، ونتناول حالياً موضوع المواطنة".

ولفتت إلى أنهم سيتلقون تدريبات في الأشهر المقبلة، حول تحليل السياقات العامة والسياسية وكيفية حل النزاعات، وبناء القدرات السياسية "نطمح من خلال هذه الورش إلى إكساب النساء المهارات اللازمة للمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية".

وأوضحت أنه "نتوقع أن نخرج من هذه الدورة بوعي سياسي متكامل، يساعدنا على نشر التوعية داخل مجتمعاتنا، وخلق مبادرات محلية لتمكين النساء الأخريات في دوائرنا الاجتماعية".

وأضافت "نأمل بعد هذه الجهود من قبل مؤسسات المجتمع المدني أن نحصل على الفرصة، رغم أننا نعيش في ظل غياب للإرادة السياسية، ووجود بنية قانونية ومجتمعية تقصي النساء عن المواقع القيادية"، مشيرةً إلى أن غياب النساء عن مناصب صنع القرار لا يعكس نقصاً في الكفاءة، بل يعكس نظاماً تقليديا لا يزال يهيمن على الحياة السياسية في سوريا.