تجمع نساء زنوبيا: مشاركة المرأة في المرحلة الانتقالية القادمة لسوريا مهمة
أكدت بيان تجمع نساء زنوبيا على ضرورة مشاركة المرأة في المرحلة الانتقالية القادمة لسوريا "المرأة هي ركيزة أساسية في بناء المجتمع، ولا يمكن أن تُبنى سوريا الجديدة دون صوتها الفاعل ومشاركتها الحقيقية في جميع مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية".
مركز الأخبار ـ أصدر تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة دير الزور بإقليم شمال وشرق سوريا بياناً أكد فيه على إصرارهن وعزيمتهن في المشاركة الفعالة لبناء سوريا الجديدة.
جاء في نص بيان لتجمع نساء زنوبيا الذي أصدر اليوم الثلاثاء 24 كانون الأول/ديسمبر "كنساء سوريات عشنا لسنوات عديدة في ظل السياسات القومية الأحادية للنظام البعثي الذي لم يعترف بإرادة المرأة، والشعب السوري الذي انتفض ضد نظامه الاستبدادي وكما عانينا من الهجرة والاحتلال واضطهاد داعش على مدى سنوات والعقلية التي تهمش كل حق للمرأة بمجرد الاستحواذ على السلطة، وبالرغم من ذلك لم نفقد أمل العيش في بناء سوريا تسودها الديمقراطية والحرية، لذا قاومنا كل أشكال القمع والتمييز والاستبداد والاستعباد ودفعنا ثمناً باهظاً لنضالنا".
وأشار البيان إلى أنه "كنساء نظمنا أنفسنا تحت سقف تجمع نساء زنوبيا وتوحدنا رغم اختلافنا الأثني والديني والثقافي ومثلنا الوحدة ضمن التنوع السوري الغني، وناضلنا بهدف تحقيق مستقبل مزهر لكل النساء السوريات وسوريا عامة، لذا نؤكد على اصرارنا وعزيمتنا في المشاركة الفعالة لبناء سوريا الجديدة ليكون للمرأة الدور الريادي والفعال فيها، فبعد سقوط النظام الاستبدادي أصبحت سوريا بأكملها في امتحان بناء حقيقي لكافة مؤسساتها المجتمعية حيث يكون للشعب بأكمله والمرأة بالأخص النصيب الأكبر في المشاركة بعملية البناء هذه وعلى كل الأصعدة".
وأوضح البيان أنه "في سوريا هناك ثقافات متنوعة وغنية بنسيجها المجتمعي، وكان تاريخ نضال المرأة السورية فيها غني عبر التاريخ، فما قامت به المرأة السورية من نضال يمكن لنساء الشرق الأوسط والعالم بأكمله أن يحتذوا به، لذا لابد لهذه المكاسب التي حققتها المرأة بنضال شاق ومرير، أن يكون لها المكانة التي تستحقها في سوريا الجديدة، فالوطن الديمقراطي لا يتحقق إلا بالمشاركة المتساوية من كافة أطياف المجتمع وفي مقدمتهم المرأة".
وأكد التجمع في بيانه على أنه في إقليم شمال وشرق سوريا وبالأخص في المناطق التي تحررت من براثن داعش، نظمت المرأة نفسها بشكل قوي في كافة المجالات وحققت مكاسب كبيرة واكتسبت خبرات هامة في السياسة والاقتصاد والدفاع عن النفس والعديد من المجالات الأخرى، لذا فقد حان الوقت لنقل كل هذا الإنجازات التي حققتها المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا الى جميع النساء السوريات، فما تحقق كان نتيجة جهود وتضحيات جبارة لذلك الحفاظ عليها هو واجب كل امرأة سورية.
ولفت البيان إلى أن شرعية النظام الذي سيتشكل في سوريا الجديدة تنبع من مدى إيلاء الأهمية لدور المرأة في إقامة هذا النظام، فقد ولى النظام الذي كانت المرأة فيه أولى المستهدفين وبشتى الاشكال، من اختطاف واعتقال وتعذيب وحرمان من الحقوق والحريات الأساسية، مضيفاً أن هذه الممارسات لا تزال مستمرة في الكثير من المناطق السورية، لذا فعلى أي نظام جديد يتشكل في سوريا عدم تهميش أي دور للمرأة أو تشريع لتأطير هذا الدور.
ودعا التجمع في بيانه كافة القوى السياسية السورية والعاملة على تشكيل سوريا الجديدة وأيضاً كافة القوى الدولية والحركات النسوية الدولية بأخذ إرادة وتمثيل المرأة الفعال على كافة الأصعدة موضوعاً محورياً، إن لم يكن فلن تكون هناك سوريا جديدة بكل ما للكلمة من معنى، وبناءً عليه "ندعو الجميع للتقدم في بعض المواضيع التي تعتبر الحجر الأساس في البناء الجديد وهي أن يقرروا مستقبل سوريا، كما أنه على جميع النساء والمنظمات النسوية ومن كافة أنحاء سوريا المشاركة بتمثيل عادل في لجنة صياغة الدستورالجديد لسوريا، وتشكيل لجان لتقصي الحقائق والملاحقة القضائية لجرائم الحرب المرتكبة بحق المرأة والمجتمع من قبل النظام البائد".
وطالب البيان بالمناصفة في تمثيل المرأة في كافة الحقائب السيادية مثل التعليم والاقتصاد والسياسة وضمان ذلك ضمن الدستور الجديد لسوريا الجديدة، وأن تكون المرأة هي من تختار ممثليها من كافة المكونات والاطياف السورية وفي كافة المجالات، والاعتراف القانوني بحق المرأة بالدفاع عن نفسها وضمان ذلك في الدستور السوري الجديد، والتطبيق الكامل لمبادئ حقوق الإنسان وضمان تطبيقها على النحو المنصوص عليه في المعاهدات الدولية مثل اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة، والالتزام بكافة المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق المرأة.