قصف على مشفى في الفاشر يودي بحياة أكثر من عشرة أشخاص
لقي ما لا يقل عن 12 شخصاً مصرعهم، وأصيب سبعة آخرون بجروح، جراء قصف بطائرة مسيرة نفذته قوات الدعم السريع استهدف المستشفى التخصصي للنساء والتوليد بمدينة الفاشر.

مركز الأخبار ـ تعرضت مستشفيات ومرافق صحية عدة في مدينة الفاشر لهجمات قصف ونهب ممنهج، لاسيما خلال الأشهر القليلة الماضية، ما أدى إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية ونزوح عشرات الآلاف من السكان.
أفادت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر وشبكة أطباء السودان، أمس الأربعاء الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، أن 12 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 7 أخرون في قصف نفذته قوات الدعم السريع استهدف المستشفى التخصصي للنساء والتوليد بمدينة الفاشر في إقليم دارفور غرب السودان، والتي تعتبر من المؤسسات الصحية القليلة التي لا تزال تعمل في ولاية شمال دارفور.
وتسبب الهجوم بوقوع أضرار جسيمة للمباني والمعدات الطبية داخل المستشفى، الذي يُعد شرياناً حيوياً للمدنيين المحاصرين في المدينة منذ أكثر من عام.
وأوضحت شبكة أطباء السودان أن القصف أصاب المستشفى بشكل مباشر، بينما كان يعج بالمرضى والكوادر الطبية المؤدية لواجبها الإنساني، مؤكدةً أن هذه الحادثة تشكل جريمة حرب متكاملة الأركان وانتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية التي تحظر استهداف المرافق الصحية.
وأضافت الشبكة أن من بين الضحايا نساءً وأطفالاً وكباراً في السن، مشددة على أن تكرار الاعتداءات على المستشفيات في دارفور يعكس استهتاراً كاملاً بأرواح المدنيين، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التحرك بشكل عاجل لوقف القصف وحماية ما تبقى من النظام الصحي المنهار في الفاشر.
وحملت شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذا القصف، مشددةً على أن الصمت الدولي حيال الجرائم المتكررة بحق المدنيين يُعد تواطؤاً خطيراً يفاقم معاناة السكان في المدينة التي تعيش وضعاً إنسانياً بالغ الصعوبة.
وتشهد مدينة الفاشر حصاراً خانقاَ من قبل قوات الدعم السريع منذ أيار/مايو 2024، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، خاصةً في مخيمات النازحين التي تؤوي مئات الآلاف من الفارين من مناطق النزاع.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن قرابة 260 ألف مدني داخل الفاشر يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، نتيجة توقف شبه كامل للمساعدات الإنسانية، كما تشير التقارير إلى أن أكثر من مليون شخص في شمال دارفور يواجهون خطر المجاعة.
ومنذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف نيسان/أبريل 2023، تعرضت العديد من المنشآت الطبية للقصف، ما فاقم من معاناة السكان في ظل ما تصفه الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".