تحذيرات أممية من استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب في السودان
حذرت نائبة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ندى الناشف، من الاستخدام المقلق للعنف الجنسي كسلاح حرب في السودان بعد توثيق 97 حادثة اعتداء.
السودان ـ بعد مرور عام على الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لم تكن النساء والفتيات الحلقة الأضعف خلال الحرب فقط، بل تم استخدامهن كسلاح حرب بعد توثيق حالات عنف جنسي واغتصاب.
حذرت نائبة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ندى الناشف أمس الثلاثاء 10 أيلول/سبتمبر، من الاستخدام المقلق للعنف الجنسي كسلاح حرب منذ الخامس عشر من نيسان/أبريل الماضي، بعد توثيق 97 حادثة شملت 172 ضحية، وهو رقم يمثل أقل مما هو عليه الحال في الواقع.
وأعربت عن قلقها من الهجمات ذات الدوافع العرقية وخطاب الكراهية، مشيرةً إلى أن المكتب وثق شهادات متعددة عن عمليات إعدام بإجراءات موجزة وعنف جنسي ونزوح قسري ارتكبتها قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، خاصة استهداف قبيلة المساليت غرب دارفور.
وجاءت تصريحات نائبة الأمم المتحدة ندى الناشف خلال كلمتها أمام جلسة الحوار التفاعلي بشأن حقوق الإنسان في السودان في إطار الدورة العادية الـ 57 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، قالت فيها إن الحرب في السودان خرجت عن نطاق السيطرة بعد أكثر من 16 شهراً، وأن المدنيين يتحملون وطأة الأعمال العدائية.
ونوهت إلى أن السكان في السودان يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات التي يفاقمها الإفلات من العقاب وممارسات سلطوية تتغذى على التوترات العرقية، مدفوعة بمصالح سياسية واقتصادية ضيقة، داعية المجتمع الدولي إلى عدم السماح باستمرار هذا الوضع، وأن "هذه المأساة يجب أن تنتهي الآن".
ولفتت إلى أن إعلانات "الأطراف المتحاربة" عن الالتزامات بحماية المدنيين تبقى خاوية، مع استمرار الانتهاكات دون هوادة، مضيفةً أن الهجمات العشوائية واستخدام الأسلحة ذات التأثيرات واسعة النطاق في المناطق المكتظة بالسكان أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين، وتدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والأسواق، وتدمير مصادر كسب العيش، مشددةً على أن هذا الصراع العبثي له تأثير مدمر على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، خاصة الحق في الغذاء والسكن.