تحالف ندى يناقش تعزيز الكونفدرالية النسائية الديمقراطية العالمية
يحاول مؤتمر تحالف ندى إظهار مدى أهمية تعزيز الكونفدرالية النسائية الديمقراطية العالمية وتفعيل دورها الحقيقي لخدمة قضايا النساء في أفريقيا والشرق الأوسط، في إطار جلساته المنعقدة على مدار ثلاث أيام متتالية.

زهور المشرقي
السليمانية ـ تسعى المنظمات والمجتمع المدني النسوي إلى تغيير واقع النساء بالتشبيك فيما بينها ووضع استراتيجيات مشتركة وتأسيس تحالفات عابرة للحدود في إطار تعزيز قيم التشاركية التي تحتاجها النساء في مسار الدفاع عن الحقوق ومعركة الوجود في وجه النيوليبرالية والتحالفات الأبوية المهيمنة المعادية للنساء.
في إطار تغيير واقع النساء وتوجيهه بما يخدمهن، يتوجب على نساء أفريقيا والشرق الأوسط الكبير توحيد الصفوف، هذا ما جاء به مؤتمر تحالف ندى المنعقد في مدينة السليمانية بإقليم كردستان على مدار ثلاث أيام متتالية، حيث دعا إلى ضرورة تعزيز دور الكونفدرالية النسائية الديمقراطية العالمية لتقوم بالتنسيق والتشبيك والتشخيص.
والكونفدرالية النسائية تعود إلى المؤتمر الأول الذي عقد تحت شعار "ثورة في طور الإعداد" في فرانكفورت عام 2018 ضمن شبكة "النساء ينسجن المستقبل" وبهدف تجاوز الانعزالية وتوحيد الجهود في مواجهة الهجمات على حقوق النساء.
حيث قالت روكن أحمد عضو مؤتمر ستار وتحالف ندى، إن المؤتمر يُعقد في ظرف إقليمي صعب تدار فيه الحرب على أجساد النساء أمام مرأى العالم ومسمعه دون تحرك لإيقاف الإبادة المعلنة من قبل النظام الأبوي الرأسمالي والذهنية الذكورية، لافتةً إلى أن الحل لمواجهة الوضع توحيد الصفوف النسائية والتجمع دون قيود حول كونفدرالية تنظر في مختلف الإشكاليات حسب خصائص كل منطقة لا سيما وأن ما عانته النساء من تنكيل يحتاج التدخل النسوي العاجل لإيقافه خاصة وأن المجتمع الدولي أثبت فشله وعدم استرجاعه لحقوق النساء.
وأوضحت أن تحالف ندى تبنى وثيقة الكونفدرالية النسائية الديمقراطية العالمية ويحاول التوسع لتشكيل منظومة ديمقراطية تتحدى الصعوبات التي قابلت التنظيمات، معتبرةً أنها ستكون بديل لنضال نسائي جامع برؤية موحدة لأن القضية النسائية اجتماعية وديمقراطية.
وأكدت روكن أحمد أن تحالف ندى ينطلق من قناعة مفادها بأن الحركات النسائية العالمية لم تتمكن بعد من بلورة بديل حقيقي للحداثة الرأسمالية إذ اكتفت بالتكيف مع آلياتها القائمة، ومن هنا تبنى التحالف مشروع الكونفدرالية النسائية كنموذج عابر للحدود يؤسس لفضاءات تنظيمية نسائية تعنى ببناء شبكات تضامن فعالة وتوحيد الجهود لمواجهة القمع والعنف وخلق منصات للنقاش حول النماذج البديلة للتنظيم الاجتماعي والسياسي.
وترى أن هذا المشروع لا يقتصر على تبادل الأفكار بل يتطلب بناء أطر تعليمية فعالة تمكن النساء من العمل الجماعي على المستوى العالمي، وهذا التنظيم يستدعي جهوداً مكثفة لتنسيق العمل بين الحركات المحلية والعالمية بما يضمن آليات واضحة للتشبيك والعمل المشترك.
بدورها، أردفت المحامية والناشطة الحقوقية من الصومال حنان عمر، أن أرض الصومال كدولة مستقلة منذ التسعينات لم تحصل إلى اليوم على الاعتراف الدولي، وبناءً عليه يستمر الحكم القبلي العشائري البطريركي في تسيير النساء وتسطير واقعهن دون استشارتهن أو حتى إشراكهن ولو بشكل جزئي، حيث تغيب المرأة الصومالية عن التمثيل البرلماني وتمثل ثلاث وزارات فقط بشكل صوري فقط، وهو ما يبرز ضعف دور المجتمع المدني والحقوقي الذي لازال يتحسس خطوات التحرر بدوره وكيفية العمل وفق هذه العقلية التي تتعمد سياسة الاقصاء ظناً منها أن المرأة يتمحور دورها حول العمل المنزلي غير المصنف كعمل والإنجاب.
واعتبرت أن الحل للخروج من هذا الحال العمل في ظل كونفدرالية نسائية تتجمع حولها العديد من الدول باختلافاتها الهوياتية والاثنية والقومية لعرض هذه المشاكل وتفسيرها وفهمها والانطلاق منها للعمل الحقوقي الحقيقي لتغيير الوضع وإنقاذ النساء من هذا المستنقع.
وترى حنان عمر أنه حان الوقت لتنخرط المنظمات النسوية الصومالية في تحالفات أفريقية وإقليمية لديها تجارب واقعية في معالجة الأزمات وتأسيس تنظيمات حمائية للنساء للنسج وإنتاج حراك نسوي حقيقي يقدر على تغيير الواقع إلى الأفضل.
ولفتت الانتباه إلى أن العمل بدأ الآن مع هذه التنظيمات المنظمة لتجاوز العقبات ومعالجة الإشكاليات المرتبطة بالذهنية الذكورية في بلدها.
من جانبها قالت ثريا لحرش، ناشطة نقابية من المغرب، إن التجمع حول تحالف نسوي بات ضرورة للعمل على قضايا النساء المشتركة، معتبرةً أن هذا التنوع يمكن أن يخدم قضية المرأة العادلة وحقوق الإنسان بشكل عام "تجمعنا قيم إرساء الديمقراطية في أفريقيا والشرق الأوسط ومطلب الديمقراطية لنا كنساء لمنحنا ما نريد دون حواجز، ومن المهم وجود تحالف نسوي وعمل مشترك وصوت واحد يحمل آلامنا".
وأوضحت أن العمل يجب أن يتوسع ليصل المنظمات الدولية ليكون أقوى، مشددةً على أهمية التمثيل الجماعي، ومعبرةً عن استعداد تنظيمات شمال أفريقيا للعمل تحت مظلة أي تحالف لتحقيق مكتسبات أوسع، مشيرةً إلى أن المغرب يعمل على تحقيق مبدأ المناصفة وتطوير مدونة الأسرة وبلغ مراحل متقدمة في معركة الدفاع عن حقوق النساء.