تأثير الفيضانات على وصول المساعدات... منظمات أممية تدق ناقوس الخطر

حذرت الأمم المتحدة من أن موسم الأمطار في السودان هذا العام قد يؤدي إلى فيضانات شديدة، مما يهدد بتعطيل إيصال المساعدات الإنسانية وزيادة خطر تفشي الأمراض، خاصة في ظل النزوح الواسع بسبب النزاع المستمر.

مركز الأخبار ـ في كل عام ومع دخول شهر حزيران/يونيو، تهدد الأمطار والفيضانات الموسمية حياة مئات الآلاف من السكان في السودان، لاسيما في المناطق الأكثر تأثراً بالنزاع، فقد تغرق تلك الفيضانات البنى التحتية المتضررة وخيام النازحين، ومنازل المدنيين مما يؤدي إلى تشريد أسر بأكملها وتفاقم الأزمة الإنسانية.

مع دخول السودان ذروة موسم الأمطار والفيضانات والذي يبدأ من حزيران/يونيو وينتهي عادة في تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، أطلقت العديد من المنظمات التابعة للأمم المتحدة أمس الأربعاء الثالث من تموز/يوليو، تحذيرات من تأثير الفيضانات على وصول المساعدات الإنسانية، وسط تفاقم النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والعنف في معظم المناطق التي تجبر المدنيين على الفرار من مناطق لأخرى دون مأوى.

كما دق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ناقوس الخطر بشأن خطر الفيضانات المحتملة خلال موسم الأمطار في البلاد والذي يستمر حتى تشرين الأول/أكتوبر القادم، مشيراً إلى أنه من الممكن أن تؤدي الفيضانات إلى تعطيل الوصول البري وإعاقة إيصال المساعدات، وزيادة خطر تفشي الأمراض.

وأوضح المكتب أن قرابة نصف مليون شخص تأثروا بالفيضانات في أجزاء من السودان خلال العام الماضي، في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة من النقص الحاد في التمويل، مما يحد من قدرة المنظمات الانسانية على تخزين الإمدادات الحيوية مسبقاً.

بدوره أكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين طرفي النزاع والاتفاق على هدنة إنسانية تسمح بوصل المساعدات المنقذة للحياة إلى آلاف الأشخاص في مدينة الفاشر المحاصرة منذ نيسان/أبريل 2024، حيث واجهت الأمم المتحدة وشركاؤها صعوبة في الوصول إلى المدنيين المحتاجين بشدة للمساعدة.

 

قلق أممي

من جانبه عبر المتحدث باسم الأمم المتحدة عن قلقه إزاء التأثير الإنساني للقتال المستمر في جميع أنحاء السودان ولا سيما في منطقة كردفان، حيث يؤدي القتال إلى تصاعد النزوح ويفاقم الاحتياجات الإنسانية، داعياً جميع الأطراف والمنظمات الإنسانية إلى حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وتسهيل الوصول الآمن والمستدام إلى الفئات الضعيفة المحتاجة في جميع أنحاء البلاد، تماشياً مع التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.

كما قالت المنظمة الدولية للهجرة أن انعدام الأمن الغذائي في ولايتي شمال وغرب كردفان دفع أكثر من 30 ألف شخص على الفرار من بلداتهم وقراهم هرباً من الأعمال العدائية في شمال دارفور، حيث أدى القتال في الفاشر إلى فرار أكثر من 400 ألف شخص منذ بداية العام الجاري معظمهم إلى منطقة الطويلة.

وأشارت إلى أنه خلال حزيران/يونيو الماضي فقط وصل نحو 8 آلاف نازح من شمال دارفور إلى محلية الدبة، في الولاية الشمالية وقد زاد هذا التدفق الضغط على الموارد المحدودة بالفعل، مما أثر على إمكانية الحصول على المأوى والمياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية.

والجدير بالذكر، أن النزاع في السودان بدء منذ منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مخلفاً قرابة 20 ألف قتيل والملايين من اللاجئين والنازحين خارج وداخل البلاد، وأزمة إنسانية تجلت بانهيار شبه كامل للبنى التحتية، وخروج العديد من المستشفيات عن العمل وتفشي الأمراض والأوبئة فضلاً عن مجاعة أودت بحياة العشرات من الأطفال خاصة في مخيمات النزوح.