ريشة أميمة الحمادي تنطق بآمال تعز وسط الحرب
في أولى خطواتها نحو الضوء، وبريشة مشبعة بألوان الواقع والحلم، أبهرت الفنانة التشكيلية أميمة الحمادي الحضور بمعرضها الفني الأول بعنوان "شذرات لونية"، الذي احتضنته مدينة تعز جنوب غرب اليمن.

رانيا عبد الله
اليمن ـ امتلأ معرض الفنانة التشكيلية أميمة الحمادي بلوحاتٍ تحمل نبض مدينة تعز وتفاصيل الحياة، ومعاناة وهموم الناس، فكل لوحة تصور قصة مختلفة، وذكرى وأمل بالمستقبل.
الفنانة أميمة الحمادي، خريجة قسم الفنون الجميلة، شعبة الفن التشكيلي بجامعة تعز، تنقّلت بريشتها بين زوايا الحضارة اليمنية، وعبّرت عن معاناة الناس وآمالهم بلغة بصرية مؤثرة، أكسبتها إعجاب كل من شاهد لوحاتها، لما تحمله من رسالة إبداعية تعكس ملامح مجتمع يتوق للسلام والجمال، رغم الحرب والحصار الذي تشهده المدينة.
بدأت رحلتها منذ الطفولة، وشجعها والدها حتى تُوّج حلمها بإقامة معرضها الأول في قاعة مؤسسة بيسمنت للثقافة واستمر لثلاث أيام، حيث قالت أميمة الحمادي "منذ طفولتي كنت أرسم كل ما يلفت نظري، ومع مرور الوقت وتشجيع أسرتي، خصوصاً والدي، تطورت موهبتي، فالتحقت بهذا القسم، وتحولت أحلامي إلى حقيقة".
أما عن الصعوبات التي تواجهها، فهي كثيرة، لكن أهمها بحسب ما ذكرت "عدم وجود وسائل تعليمية حديثة، وقلة المعارض الفنية، فالمعارض تفتح آفاقاً واسعة أمام الرسامين، وانعدامها أو ندرتها يعد تحدياً كبيراً أمام الفنانين".
على الرغم من مواجهتها لتلك التحديات لم تعجز عن تخطيها، بل حولت قنوات الرسم على منصة يوتيوب إلى أداة لتعلم الرسم الاحترافي، "أتابع العديد من الفيديوهات التعليمية عبر الإنترنت".
ورغم التحديات والإهمال في دعم الفنانين التشكيليين، ظلت أميمة الحمادي تبحث عن فرصتها، حتى وجدت إعلاناً من مؤسسة بيسمنت يخص الفنانين لإقامة معرض يُختار المشاركون فيه على أسس معينة، فتقدمت، ووقع الاختيار على لوحاتها التي رسمتها بشذرات عاطفية تعبّر عمّا تريد قوله، وكان هذا أول معرض فردي تقيمه "للنساء إحساس أعمق ونبرة صادقة في معالجة القضايا".
وأضافت "اللوحة التي تُرسم بيد امرأة تعكس عمق القضية ورهف المشاعر، فالمرأة تحمل صوت الجميع، وعندما ترسم فهي تعبّر عن مشاعرها، فالرسم امتداد لأنوثة المرأة وصدق مشاعرها، وهو حوار داخلي بيني وبين العالم، أعبّر فيه عن القضايا الإنسانية، وأحمل فيه همومي وأحلامي كإنسانة أولاً، وامرأة لها نظرة خاصة ثانياً".
وعلى هامش المعرض، قالت ألحان الشيباني، المديرة التنفيذية لمؤسسة آرام للتنمية الثقافية والإعلامية "اللوحات نالت إعجابي بالفعل، ومن الرائع والمبدع أن تُقام مثل هذه المعارض في تعز، أشكر القائمين على هذا المعرض"، مضيفةً "أتمنى أن تستمر مثل هذه الفعاليات، ويستمر الدعم للمجال الثقافي، لتعزيز المشهد الثقافي في المدينة، ونقل الصورة الجميلة للعالم".
أما عن أكثر اللوحات التي أثّرت فيها "شدتني اللوحة التي تعبّر عن معاناة الناس، والتي تجسدت في وجه رجل مسن يحمل هم المدينة".
من جهتها، قالت حنين الأغواني "من الجميل أن نشاهد مثل هذه المعارض تُقام في المدينة، نشكر الفنانة أميمة الحمادي على هذا الفن والإبداع الذي قدمته لنا، جميع اللوحات جذبتني، لكن أكثرها تأثيراً في نفسي كانت اللوحة التي تُعبّر عن تعز الحالمة، وعن أهمية الموسيقى والفن، والعزف، وتصوير قلعة القاهرة بهذا الشكل الرائع".
وأضافت "من المهم جداً دعم الفنانين من خلال إقامة معارض فنية لمساعدتهم على عرض لوحاتهم ومواهبهم، فالعالم يجب أن يرى هذا الإبداع".