رحلة سفيرات التوعية من المفاهيم إلى حملات ميدانية فعالة
أكدت القائمات على الدورة التدريبة لسفيرات التوعية الانتخابية في سبها الليبية، أن الدورة خطوة مهمة لرفع وعي السفيرات وتعزيز دورهن في الميدان، من خلال أدوات معرفية وتطبيقية، وأساليب توعوية تواكب الواقع الاجتماعي والثقافي للمجتمعات المحلية.

منى توكا
ليبيا ـ انطلقت أعمال دورة تدريبية مخصصة لسفيرات التوعية الانتخابية بمدينة سبها في المنطقة الجنوبية من ليبيا، تحت إشراف وحدة دعم المرأة بمكتب الإدارة الانتخابية في سبها، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
تستهدف دورة تدريبية مخصصة لسفيرات التوعية الانتخابية، انطلقت أمس الثلاثاء الأول من تموز/يوليو، وستستمر ثلاثة أيام، سفيرات الجيلين الثاني والثالث من مناطق سبها، أوباري، ووادي الشاطئ، بهدف تطوير مهاراتهن في تصميم الحملات التوعوية، والتفاعل مع الناخبين، وتعزيز مفاهيم المشاركة السياسية خاصة بين النساء.
وتضمّن برنامج اليوم الأول عروضاً تدريبية حول مفاهيم المواطنة، والديمقراطية، ومبادئ الانتخابات، إلى جانب شرح مفصل للإطار القانوني الناظم للعملية الانتخابية في ليبيا، وقدّم هذه المحاور مجموعة من المدربين والمدربات والخبراء.
وعلى هامش الدورة، قالت زهرة أبوبكر، سفيرة الجيل الثاني من مكتب الإدارة الانتخابية سبها "هذا التدريب كان فرصة حقيقية لفهم أعمق لدورنا كسفيرات، واللقاء مع باقي الزميلات من مناطق الجنوب ساعدنا على تبادل التجارب والتحديات التي نواجهها في الميدان، وأكثر ما أثر فيّ كان شرح شجرة المواطنة والديمقراطية، وربطها بالممارسة الانتخابية اليومية".
وأضافت "أما اليوم الثاني من التدريب ركّز على شجرة الانتخابات، وتعلمنا كيف نترجم المفاهيم النظرية إلى رسائل توعوية يمكن توصيلها للمواطنين بشكل بسيط وواضح، هذا النوع من الورش لا يضيف فقط إلى معرفتنا، بل يمنحنا ثقة أكبر حين نعود إلى مجتمعاتنا".
أما صالحة محمد، سفيرة توعية من مكتب الإدارة الانتخابية وادي الشاطئ، التي تحدّثت بالتفصيل عن التحديات التي تواجهها السفيرات، قالت "الدورة سلّطت الضوء على نقاط حساسة تواجهنا نحن العاملات في الميدان، خاصة في المناطق الريفية والنائية".
وشددت على أن "واحدة من أبرز الصعوبات هي إقناع النساء بجدوى المشاركة السياسية، سواء كناخبات أو مرشحات، في بيئات يغلب عليها الطابع المحافظ والمجتمعي، كما أن قلة الإمكانيات، مثل وسائل النقل، تزيد من حجم الفجوة، إلا أننا استفدنا من استراتيجيات متقدمة في التدريب، مثل بناء خطط بديلة لإقناع الناخبين باستلام بطاقاتهم، واستخدام وسائل توعية متنوعة من طرق الأبواب إلى المطويات الميدانية، كما تعلمنا كيف نُعيد صياغة الخطاب التوعوي بطريقة أكثر قرباً من الواقع الاجتماعي والثقافي للمجتمع المحلي".
من جهتها، أوضحت زينب مصباح، مسؤولة وحدة دعم المرأة بمكتب الإدارة الانتخابية سبها، أن الدورة تهدف إلى الارتقاء بمستوى السفيرات في كافة الجوانب "نركز في هذا التدريب على تمكين السفيرات من أدوات معرفية وتطبيقية ترفع من كفاءتهن في تنفيذ الحملات الميدانية، حيث نعرّفهن بدور المفوضية وهيكلها، ومراحل الدورة الانتخابية، وكذلك بشجرة الانتخابات كمفهوم يُبسط للناخبين المعنى الكامل لعملية التصويت، كما تناولنا الوسائل التي يمكن من خلالها التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني وتفعيل التنسيق داخل البلديات، خاصة فيما يتعلق بالمقاعد الثلاثة المخصصة للنساء، لاحظنا تفاعلاً كبيراً من المتدربات، وحرصاً على الفهم والتطبيق، وهو ما نأمل أن ينعكس لاحقاً في الميدان".
وتُختتم الدورة خلال الأيام القادمة بجلسات تطبيقية تحاكي دور السفيرات أثناء الحملات الانتخابية، مع التركيز على صياغة الرسائل التوعوية وفقاً للفئات المستهدفة، وكيفية إيصالها بفعالية داخل المجتمعات المحلية.