رفضاً للتمييز والحصار... نساء السويداء تتظاهرن مجدداً في ساحة "الكرامة"
تعبيراً عن رفضهن لما يتعرض له المدنيون من انتهاكات جسيمة، احتجت العشرات من نساء مدينة السويداء في ساحة "الكرامة"، وطالبن بفتح تحقيق دولي مستقل لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق أبناء المدينة.

روشيل جونيور
السويداء ـ دعت المشاركات في الاحتجاج الذي نظم في مدينة السويداء السورية، المنظمات الدولية والإنسانية لحماية أبناء المدينة وفتح ممرات إنسانية ومحاسبة الجناة.
عاودت نساء مدينة السويداء السورية الخروج إلى ساحة "الكرامة"، اليوم الجمعة الأول من آب/أغسطس، في مظاهرة شعبية رفضاً للانتهاكات التي تعرض لها أبناء المدينة، والمطالبة بتحقيق دولي مستقل ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
وحملت النساء لافتات تعبر عن الألم والتمسك بالحقيقة مثل "نحن الناجون والناجيات، نحن فقط من نملك الحقائق"، وردد المتظاهرون شعارات تطالب بخروج الجماعات المسلحة التابعة لجهاديي هيئة تحرير الشام من قرى السويداء، ورفضوا لجنة التحقيق التابعة للحكومة السورية المؤقتة، معتبرين أنها تفتقر إلى المصداقية.
"لماذا هذا التمييز؟"
وعلى هامش المظاهرة، أكدت المشاركات على ضرورة إيصال صوت أهالي السويداء إلى العالم من بينهن جيما الشاعر التي عبّرت عن استنكارها للهجوم العنيف الذي تعرضوا له دون مبررات واضحة، متسائلةً "لماذا هذا التمييز؟ لماذا تُرفع مطالب بإبادة أبناء الطائفة الدرزية؟ نحن من اقتسمنا معهم لقمة العيش، واليوم نعيش تحت حصار خانق بلا أدوية ولا طحين، نحن لا نطلب الطعام بل نناشد لتوفير الوقود لنقل المصابين وتأمين سيارات الإسعاف".
من جانبها قالت المشاركة فاتن الشاعر "ساحة الكرامة هي ساحة الشرفاء، نحن هنا لنرفع الحصار عن مدينتنا، عن أهلنا، وعن الناس الذين يقتلون ويجوعون، نريد أن يصل صوتنا إلى الشرفاء في كل المدن السورية"
وأشارت إلى أنه "بعد سقوط النظام، احتفلنا في ساحة الكرامة وشاركنا فرحتنا مع القادمين من مختلف المدن السورية، لكنهم اليوم انقلبوا علينا, لماذا كل هذا الحقد الطائفي؟. على مدار 14 عاماً فتحنا أبوابنا للجميع، واحتضنا أبناءهم ووفرنا لهم الحماية، والآن يُتهمنا البعض بالخيانة، لكننا نؤكد لم ولن ننخرط في أي تطبيع، لقد منحنا السلام لمن وقف إلى جانبنا في هذه المحنة، وسنظل شامخين كالأشجار لا تنكسر".
مناشدات لفتح ممر إنساني
بدورها طالبت أحلام ترابي بحماية دولية في ظل حملات التطهير العرقي والاستهداف المباشر للطائفة الدرزية "الحكومة السورية المؤقتة ذات الخلفية الإرهابية متورطة في أعمال العنف التي شهدتها السويداء.
وشددت على ضرورة "إقامة جسر جوي عاجل لإغاثة المدنيين المحاصرين، وفتح معبر إنساني عبر المملكة الأردنية الهاشمية لتقديم المساعدات، كما نطالب بمحاسبة كل من تورط في الجرائم المروعة التي ارتُكبت بحق أبناء السويداء، من قتل واختطاف 200 امرأة، وتعذيب وقتل الفتيات، إلى ارتكاب جرائم اغتصاب وقتل الأطفال، وحرق المنازل والممتلكات، لا بد من تحرك عاجل لتحقيق العدالة ووقف هذا الانتهاك الصارخ للإنسانية".