عراقيات في مخيم الهول: نحن نادمات لقد خُدعنا ونريد العودة إلى بلادنا
تستمر الحملة الأمنية لتمشيط مخيم الهول ومحيطها في يومها الرابع، حيث تجري عمليات بحث وتمشيط واسعة داخل قطاعات متعددة في المخيم.

سيلفا الإبراهيم
الحسكة ـ طالبت زوجات مرتزقة داعش الحكومة العراقية بإعادتهن إلى مسقط رأسهن والقيام بمسؤوليتها "لا يوجد مستقبل في المخيم، نحن نادمات على تورطنا مع داعش، لقد خُدعنا".
طالبت زوجات داعش الحكومة العراقية بإعادتهن إلى مسقط رأسهن، معبرات عن ندمهن لتورطهن مع داعش وكما حذرن الفئات الشابة من خطورة التورط مع داعش.
بعد قضاء قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة على داعش جغرافياً في أخر معاقله في بلدة الباغوز التابعة لمقاطعة دير الزور في عام 2019، تم القبض على جميع المرتزقة ونقلهم إلى سجن غويران بينما تم نقل عوائلهم إلى مخيم الهول، الذي كان يقطنه نازحين العراقيين قبل ذلك.
ويتألف مخيم الهول من عدة أقسام ويعتبر قسم المهاجرات الذي يحوي عوائل داعش من 42 جنسية الأخطر على الإطلاق، أما بقية الأقسام يقطنها عوائل داعش من الجنسية العراقية والسورية.
وحسب الإحصائية الأخيرة التي أفادت بها إدارة المخيم، فإن العدد الإجمالي لقاطني المخيم يصل إلى 35.323 شخصاً، منهم 13.124 عراقي الجنسية و 15.805 سوري الجنسية و 6.385 شخص من أسر داعش وهم من 42 جنسية أجنبية.
ونتيجة نشاط خلايا داعش الأخيرة ومحاولات الهروب من المخيم وفق المعلومات التي توصلت لها القوى الأمنية أطلقت قوى الأمن الداخلي، وقوى أمن الداخلي ـ المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، ووحدات حماية المرأة، بدعم من قوات سوريا الديمقراطية حملة أمنية داخل المخيم للحد من نشاط خلايا داعش، التي تسعى لإحياء ذاتها وتنظيم صفوفها من جديد.
وقد ألقيَ القبض في أول يومين من الحملة على 16 شخص من المتورطين بالتعامل مع داعش وبينهم نساء، وفي اليوم الثالث تم القبض على 4 من مرتزقة داعش، والعثور على أسلحة وجعب في قسم العراقيات داخل المخيم.
وأثناء عملية التمشيط وتفتيش عوائل داعش في قسم العراقيات استطعنا إجراء لقاءات مع زوجات داعش اللواتي طالبن بالعودة إلى مسقط رأسهن.
خولة شكاكي من العراق قتل زوجها في معارك التي كان يخوضها داعش في سوريا، تقول "زوجي كان من عناصر الجيش الحر أثناء اندلاع الأزمة في سوريا، وقد قتل شقيقه على يد داعش أمام عينيه"، وتدعي بأنه "خوفاً من قتله هو الأخر وبسبب ظروفنا المادية الصعبة، أنضم زوجي إلى صفوف داعش"، وقبل أن يقتل زوجها في 2017 سافرت إلى العراق ولكن بسبب المعارك التي دارت في محافظة الأنبار التي كانت تقطنها خرجوا من أنبار، بينما عادت هي إلى سوريا، وفي معارك باغوز الأخيرة نُقلت مع الآلاف من عوائل داعش إلى مخيم الهول.
وعبرت عن ندمها "نحن نتأسف على تورطنا مع داعش، لقد خُدعنا"، وتنفي تورط زوجها مع داعش قائلةً "الكثير من الذين انضموا لصفوف داعش كان بسبب الظروف المادية الصعبة، وليس قناعة بفكرهم، وقد قتلوا في معاركهم"، لم يكن زوجها الوحيد الذي انضم لصفوف داعش بل حتى شقيقها كان أحد عناصر داعش "شقيقي من الأشخاص الذين خدعوا من داعش وعندما قرر الخروج من صفوفهم بعد معرفته لحقيقتهم قتل"، قائلة "هذا التورط دفعنا ثمنه مستقبل أطفالنا، وسنوات عمرنا".
وتوجهت بنداء إلى جميع الشباب بعدم التورط مع داعش ومنظمات مماثلة لها "من يود أن يطبق الدين والشريعة بمقدوره تطبيقه في شخصيته وحياته، ولا يوجد أحد يمنعه من القيام بطقوسه الدينية ولكن بعيداً عن الجماعات التطرفية التي تستخدم الدين تحت مسميات مختلفة"، لافتة إلى أنه "هناك الكثير من النساء النادمات عن تورطهم مع داعش ولكن يخشون كشف هذه الحقيقة، لربما تخوفاً من خلايا داعش"، وخرجت عن صمتها قائلة "كنت أخاف ولكن الأن لم أعد أخاف، يكفي منهم أن أوصلوا بنا إلى ما نحن عليه الآن، وإذ يودونا قتلنا فليتفضلوا".
مطالب بالعودة إلى مسقط رأسهن
آمنة سلمان من مدينة أنبار العراقية زوجة إحدى عناصر داعش الذي اعتقل في معركة الباغوز أخر معاقل سيطرة داعش، وحسب ما أفادت به فإن الحكومة العراقية أعادت زوجها إلى العراق، وهو معتقل حالياً هناك، وتتمنى العودة إلى عراق مطالبة الحكومة العراقية للقيام بمسؤوليتها "لا يوجد مستقبل في المخيم، لذا نطالب بتوفير عودة آمنة لنا".
ورود محمد (25) عاماً من العراق وهي أم لطفلة، وقد قُتل زوجها في غارة جوية للتحالف الدولي أثناء معارك هجين ورغم ذلك تنفي علاقتها بداعش، تعيش ورود برفقة أثنان من شقيقاتها أيضاً أرامل وطفلتها، بعد أن غادرت عائلتها المخيم منذ 5 سنوات لأسباب صحية، حينما كانت أولوية الخروج للأشخاص الذي يعانون من أمراض.
وقالت "نواجه ظروف صعبة في المخيم، فلم يتبقى أحداً من عائلتي في المخيم سوى أنا وأثنان من شقيقاتي وبقائنا لوحدنا هنا يثير مخاوفنا بسبب خطورة أفراد المخيم"، معتبرةً تربيتها لطفلتها الوحيدة تحدي كبير في ظل ظروف التي تعيشها في المخيم، مع سوء الوضع الاقتصادي، وتقاعس الدعم من المنظمات الإنسانية، وطالبت كسابقتها العودة إلى العراق "نريد العودة إلى العراق وإلى أحضان عائلاتنا فقد سأمنا من الغربة داخل المخيم".
والجدير بالذكر أن الحملة الأمنية التي بدأت في 18 نيسان/أبريل في مخيم الهول مستمرة حتى تمشيط كامل أقسام المخيم.