قيم النساء المشتركة جمعتهن في قرية جن وار

جن وار، قرية تجتمع فيها النساء لتولدن من جديد وتعشن من جديد ضد التخلف والعادات والتقاليد. لكل واحدة منهن قصة مختلفة، وكل واحدة منهن من مكون مختلف.

زينب نركيز

مع دخول قرية جن وار تهب نسيم الريح الباردة التي تأتي من ماردين والتي كانت تشبه النسيم الذي يداعب وجوهنا قليلاً، وبينما كنا نخطو كل خطوة من خطوات القرية التي أسستها أيادي النساء ولا يسكنها إلا النساء، كان الحماس يغمرنا من كافة الاتجاهات، كان صوت الماء المتدفق يشبه صوت الحرية. والأزهار الملونة التي زرعتها النساء صورة من صور التآلف.

أضفت أشعة الشمس دفئاً خفيفاً على هواء جن وار. كان العرض الذي قدمته اسراب الطيور من ارتفاع أمتار صورة للطبيعة الحرة. كانت ابتسامة الأطفال المتشابكة أيديهم على طرقات جن وار الترابية أشبه بصورة ولادة جديدة.

قرية جن وار تجتمع فيها النساء معاً لتولدن من جديد وتعشن ضد التخلف الذي عانوا منه.  لكل واحدة منهن قصة مختلفة. وهن من مكونات مختلفة. في بعض الأحيان لا تفهمن لغة بعضهن البعض. لكن لغتهن المشتركة كانت تتوحد في قيم النساء. كانت كل واحدة منهن تتقاسم الفرح والحزن والحماس مع القوة التي كنا تتلقينها من بعضهن البعض، مثلاً إحداهن أنقذت من داعش، وأخرى من ظلم زوجها. لكن النقطة المشتركة التي جمعتهم جميعاً كانت جن وار.