قصة من الأنفال... امرأة فقدت أبنائها الأربعة ولا تزال تبحث عنهم
تقول غزال حويز حمد، التي فقدت أربعة من أبنائها في حملة الأنفال، "لم أنسَ ألم فقد أبنائي حتى الآن. بحثتُ عنهم كثيراً، لكنني لم أجدهم".

شيا كويه
كويه ـ شهر أيار هو شهر مؤلم جداً في تاريخ الشعب الكردي بسبب ضحايا حملة الأنفال حيث أصبحت مئات النساء بلا عائلات أو منازل وهاجرن إلى مدن أخرى. يصادف شهر أيار/مايو، بداية حملة الأنفال، وهي إبادة آلاف النساء الكرديات على يد نظام البعث في العراق.
المرحلة الرابعة من عمليات الأنفال جرت على حدود كويه بإقليم كردستان واستمرت لمدة ثلاثة أيام من 5 إلى 7 أيار/مايو 1988، وجرت حملة الأنفال في 69 موقعاً في مركز كويه والقرى المحيطة بها.
قُتل 856 مواطناً خلال حملة الأنفال على حدود المدينة، وجميع أسمائهم مكتوبة على خريطة حملة الأنفال في سهل كويه. وفي المجمل، كان 548 منهم من أفراد العائلات خلال حملة الأنفال، ومن بينهم نحو 100 امرأة وما يقارب 300 طفل.
معظم المدنيين الذين قتلوا في حملة الأنفال كانوا من قريتي غومشين وكليسه، حيث قُتل 106 مواطنين في قرية غومشين، وقُتل 103 أشخاص في قرية كليسه.
"لقد فقد العديد من الناس حياتهم"
ولدت غزال حويز حمد عام 1932 وهي من قرية غومشين في سهل كويه المجاورة لمدينة أربيل، وقد اختفى أبناؤها الأربعة، رضا، فاتح، صبري، مهدية، وحفيداها، خلال حملة الأنفال.
وأوضحت غزال حويز حمد، أن حملة الأنفال بدأت في أوائل أيار/مايو 1988 فقدت خلالها أربعة من أبنائها "في يوم الأنفال، لم أكن في القرية، بل كنت في كويه. قُتل أربعة من أبنائي، ابنتان وولدان. كان أبنائي في قرية جلناكاز، وابنتي صبري في كويه وقُتل طفلاها خلال حملة الأنفال، كما كان لابني رضا أربعة أبناء وثلاث بنات، لكنه اختفى مع أطفاله. بينما ابني فاتح تزوج قبل قتله بالأنفال بثلاثة أشهر، بالإضافة إلى ذلك، قُتل إخوتي وأبناء عمومتي، والعديد من أقاربنا، الذين يزيد عددهم عن 50 شخصاً في هذه الحملة".
وتقول والدموع تملأ عينيها "كارثة الأنفال عظيمة، لن أنسى ذلك اليوم أبداً. كان أكثر ما يؤلم بالنسبة لي هو ابني إبراهيم، الذي فقد حياته في حادث سير مع زوجته قبل بضعة أشهر، والآن بقيت وحيدة مع أحفادي".
"كنت أذهب للعمل مع النساء كل يوم"
وأشارت غزال حمد إلى أنهم ذهبوا إلى العمل بعد الأنفال "بعد الأنفال، بقيتُ أنا وزوجة ابني، وكنا نذهب إلى العمل يومياً مع النساء، وكان وضع جميع النساء سيئاً للغاية. كانت الحياة صعبة، فقدنا جميع ممتلكاتنا ونفقت جميع مواشينا. أحرق النظام كرومنا وبساتيننا، فلم يبقَ أحدٌ ليكسب رزقه".
وفي نهاية حديثها، قالت "أبكي كل يوم على أبنائي وبناتي، بالرغم من أن هناك مقابر جماعية يتم فتحها للتعرف على الأشخاص من خلال تحليل الحمض النووي لتحديد هويتهم. كيف سأتعرف على أبنائي وبناتي من عظامهم؟ هذا لا يزيدنا إلا جرحاً. حتى الآن، لم يفارقني ألم فقدانهم. لا أعرف ماذا أفعل. بحثنا عنهم كثيراً، وحملتُ الخبز والطعام إلى السجون، ورأينا الشباب مقيدي الأيدي يرفعون أيديهم من النافذة، لكن لم يُسمح لنا برؤيتهم".