نساء تل تمر تكتبن رسائل الحرية إلى إمرالي
أكدت نساء جبل كزوان في مدينة تل تمر بإقليم شمال وشرق سوريا من خلال مشاركتهم في حملة "أريد أن ألتقي بعبد الله أوجلان خارج إمرالي"، بأنهم سيواصلن النضال حتى تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان .

سوركل شيخو
تل تمر ـ أطلق مؤتمر ستار حملة جماهيرية بعنوان "أريد أن ألتقي بعبد الله أوجلان خارج إمرالي"، شملت مختلف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، تهدف لإيصال صوت النساء والشعوب المطالبة بحرية القائد عبدالله أوجلان، من خلال كتابة رسائل تعبّر عن مشاعرهم، تطلعاتهم، ومطالبهم برفع العزلة عنه وتمكينه من لقاء الشعب خارج أسوار السجن.
بالغت نساء جبل كزوان بمدينة تل تمر، وعضوات الكومينات، وأمهات السلام، واللاجئات في التعبير عن حماسهن وتفاعلهم خلال توجههن إلى مركز مؤتمر ستار في تل تمر، حملن في قلوبهن حباً لا ينضب، وعلى وجوههن ارتسمت ملامح الأمل، وبدأن بكتابة رسائل تعبّر عن أمنياتهن ومشاعرهن وأحلامهن، مطالبات بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان.
"أريد أن أرى القائد أوجلان بيننا لا في إمرالي"
من بين المشاركات كانت فهيمة إبراهيم، إحدى أمهات السلام ووالدة الشهيدة آرجين جودي، المقاتلة في صفوف YJA Star. رغم أنها لا تجيد الكتابة، أصرّت فهيمة إبراهيم، ذات الـ 60 عاماً، على أن يكون صوتها حاضراً في هذه الرسائل، معتبرةً ذلك واجباً أخلاقياً وضميرياً لا يمكن تجاوزه، فدوّن أصدقاؤها مشاعرها وكلماتها، ثم وقّعت الرسالة بنفسها وسلمتها إلى مؤتمر ستار.
قالت بصوت يملأه الشوق "قبل أن أموت، أريد أن أرى قائدي أوجلان بيننا، لا في إمرالي، وأن أعانقه"، معبّرة عن رغبتها في أن تعيش حياة حرة ومتساوية إلى جانبه، وعلى الرغم من ارتعاش يديها بسبب المرض، لم يمنعها ذلك من التعبير عن مطالبها، على القوى الدولية أن تسمع صوتنا وتلبي مطالبنا بإطلاق سراح القائد أوجلان".
وتابعت حديثها بحزن عميق مبينة أنهم ينتظرون إطلاق سراح القائد عبدالله أوجلان من سجن إمرالي منذ ٢٦ عاماً "كفى كل هذه السنوات، من بين قادة العالم، لماذا يُعتقل قائدنا؟ ما دمنا على قيد الحياة، سنواصل المطالبة بحرية قائدنا".
"ليس فقط قائداً كردياً بل قائداً لكل الشعوب"
من جانب آخر، قطعت مروة العيسى مسافة تزيد عن خمسين كيلومتراً من جبل كزوان إلى مدينة تل تمر، مدفوعةً بإرادة قوية لكتابة رسالة موجهة إلى القائد عبد الله أوجلان نيابةً عن نساء المكون العربي.
وترى بأن القائد عبدالله أوجلان قائداً للإنسانية جمعاء، وأنه رغم انتمائه الكردي، فإنه يمثل أيضاً صوت الشعب العربي، ويجسد تطلعاتهم نحو الحرية والعدالة.
وعبّرت عن مشاعرها تجاه القائد عبدالله أوجلان بالكلمات التالية "بعيداً عن التمييز الديني والطائفي، إنه يناضل من أجل البشرية جمعاء، خاصة من أجل المرأة، ليس فقط من أجل المرأة الكردية، بل يطالب بالحرية والحماية لجميع النساء، دون استثناء".
وأشارت إلى أن نضال القائد عبدالله أوجلان المستمر من أجل الشعوب يميّزه عن أولئك الذين يضعون مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار "عندما نرى القائد أوجلان يناضل من أجل الشعوب، على عكس رؤساء الدول الذين يقدّمون مصالحهم الخاصة، نعتبره قائدنا بلا تردد، بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو القومية التي ينتمي إليها".
وفي معرض حديثها عن العلاقة والارتباط العاطفي والفكري بالقائد عبدالله أوجلان، أوضحت مروة العيسى أن هذا الارتباط يتعزز عندما يُرى قائداً يناضل من أجل حرية المرأة والشعوب المضطهدة، حتى وهو خلف القضبان.
ومثل ملايين النساء حول العالم، عبّرت مروة العيسى عن أمنيتها في رؤية القائد عبدالله أوجلان خارج سجن إمرالي، وأن تحظى بفرصة لقائه وجهاً لوجه، معتبرةً ذلك حلماً إنسانياً ومطلباً نابعاً من وجدان الشعوب التواقة للحرية.
من الرسائل التي كُتبت:
"إلى قائد الأمة الديمقراطية، أكتب هذه الرسالة لأخبرك أنك لست وحدك، فقلوبنا معك رغم البعد. عسى ألا يفارقك الأمل، فبعد الضيق فرج، وبعد كل ليل فجر، نحن بانتظارك، ونأمل أن نراك قريباً حراً بيننا".
"أُوجّه رسالة إلى أعظم رجل في العالم، إلى قائدنا. أنت منارة تُنير دربنا. قائدي، أنت رمز للحرية والكرامة".
"إلى قائدي عبد الله أوجلان، في عزلتك الطويلة حيث يُسجن جسدك لكن عقلك وفكرك حر، أُرسل إليك هذه الكلمات بروح التقدير والاحترام العميق لنضالك المستمر من أجل الحرية والكرامة والعدالة. لقد تجاوز صوتك جدران السجن وصمت الجدران، وأصبح فكراً يُلهم ويُوقظ. نأمل أن يتم إطلاق سراحك وأن تُفتح أمامك نافذة النور من جديد، ليبدأ الحوار من جديد، وتُتخذ خطوات نحو السلام الحقيقي".
"بعد تقييمي وقراءتي لدفاعاتك، أكتب إليك وأقول إنني أسير على طريق الحرية، وأن أفكاري تتجه نحو الحرية والديمقراطية. آمل أن تُواصل نضالك وتُصبح حراً جسدياً، وأن نتمكن من العيش معاً. لنشعر بأمان أكبر كأمان أفكارك ولتصبح الشعوب أكثر حرية وديمقراطية".
"أتقدم بأحر التحيات واشتياقي من أعماق القلب لقائد وحدة الشعوب الذي جمع كل الطوائف والمكونات تحت مظلة نظام واحد، أي تحت مظلة نظام الأمة الديمقراطية. إلى القائد الذي حُرم من أعظم وأهم حقوقه، ألا وهو الحرية، الحرية التي منحها للنساء تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية". يا قائد الأمة الديمقراطية نأمل أن نلقاك قريباً".
"إلى المفكر والفيلسوف العالمي عبد الله أوجلان، نتمنى أن نراك بيننا قريباً لنستنير بأفكارك ونستمد منك المزيد من القوة".