نساء قامشلو ترفعن أصواتهن ضد التمييز والإبادة بحق أهالي السويداء
نظم مؤتمر ستار مسيرة في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، بمشاركة العشرات من النساء تنديداً بالمجازر والانتهاكات التي ترتكب بحق الدروز، وتأكيداً على موقف المرأة الرافض لجميع أشكال الإبادة والتمييز بحق المجتمعات.

قامشلو ـ شهدت مدينة السويداء السورية أعمال عنف حيث سقط مئات المدنيين بين قتيل وجريح، بينهم نساء وأطفال، في ظل استمرار الاشتباكات وغياب الإجراءات الرادعة التي تحمي المدنيين، في وقت تزداد فيه المخاوف من اتساع رقعة العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية.
في ظل تصاعد الانتهاكات وارتكاب المجازر بحق الطائفة الدرزية، نظم مؤتمر ستار أمس الخميس 17 تموز /يوليو مسيرة احتجاجية شارك فيها العشرات من النساء من مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا تحت شعار "لا لإبادة الشعب الدرزي والنساء ونعم لبناء مجتمع ديمقراطي" تنديداً بالانتهاكات التي ترتكب بحق الطائفة الدرزية، وأكدت المشاركات في المسيرة على أن إرادة النساء ستقف في وجه كل أشكال التمييز والعنف الممارس على الشعوب والمجتمعات.
وخلال المسيرة ألقت الناطقة باسم مؤتمر ستار ريحان لوقو كلمة استذكرت فيها الشهداء وقالت إن الشعب السوري كان وما زال مثالاً للصمود والمقاومة ولم يتوقف يوماً عن النضال في وجه الانتهاكات التي ارتكبت بحقه على مدار سنوات "واجه شعبنا أشرس أشكال الظلم والقمع لكنه لم يتخل عن حلمه بالحرية ولم يتنازل عن حقه في حياة كريمة تليق بتاريخه وحضارته".
وأشارت إلى أن قوى الظلم والاستبداد حاولت أن تمارس سياساتها التخريبية على كامل الجغرافيا السورية، من خلال الحرب والتهجير والسياسات القمعية استهدفت تلك السياسات إقليم شمال وشرق سوريا ثم توجهت نحو الساحل والسويداء في محاولة بائسة لتمزيق لوحة سوريا الفريدة التي تتكون من فسيفساء ثقافية وإنسانية مميزة.
وأكدت أنهم يحاولون من خلال هذه الممارسات طمس هذه الفسيفساء وكسر هذا التنوع معتقدين أن الشعب السوري سيلتزم الصمت أمام تلك الانتهاكات لكنهم لن يصلوا إلى ما يطمحون له، فاليوم كما في الأمس هناك شعب مقاوم عاشق للحرية يرفض الذل ويؤمن أن الحرية حق لكل السوريين دون استثناء".
ولفتت إلى أن تلك المخططات التي فشلت في إقليم شمال وشرق سوريا ستفشل كذلك في كل مكان من سوريا، "لأن إرادة الشعب أقوى من كل أشكال القمع ولأننا نؤمن أن كل السوريين يستحقون أن يعيشوا أحراراً متمسكين بهويتهم وثقافتهم دون تمييز أو إقصاء" مضيفة أن هذا الشعب ضحى بكل مكوناته خلال الثورة بأغلى ما يملك في سبيل نيل الحرية والكرامة "لقد حاولوا القضاء على التنوع الثقافي واللغوي وسعوا لفرض ثقافة واحدة ورؤية واحدة لكنهم اصطدموا بإرادة لا تلين".
وأوضحت أن "القرن الحادي والعشرين هو قرن حرية الشعوب وقرن تحرر الإنسان وقرن يفرض علينا أن نعيش بكرامة وأن تحترم حقوق جميع الشعوب والمكونات بلغاتهم وثقافاتهم وأصواتهم"، مشيرة إلى أن "سوريا التي نؤمن بها هي سوريا يشارك في صياغة دستورها جميع مكوناتها دستور يضمن حقوق الإنسان وحقوق المرأة بشكل واضح ومباشر، لن نقبل بدستور يقصي أو يهمش أو يعيد إنتاج الاستبداد".
وقالت كنساء من إقليم شمال وشرق سوريا من أرض الحرية والمقاومة "ندين هذه السياسات والانتهاكات التي تمارس بحق الشعب السوري عامة وبحق النساء والأطفال بشكل خاص، لأننا لن نقبل أن تسرق الحرية من شعوب قدمت أرواحها في سبيلها كما لن نسمح لأي جهة كانت أن تفرض إرادتها على الشعب السوري لا باسم الدين ولا باسم السلطة ولا باسم القومية، سنتحرر سنقاوم وسنؤسس سوريا ديمقراطية تعددية تبنى على أُسس أخوة الشعوب واحترام كرامة الإنسان".
وأكدت ريحان لوقو في ختام حديثها على أنهن كنساء إقليم شمال وشرق سوريا تتضامنا مع النساء في السويداء وترفعن أصواتهن عالياً في وجه الظلم وتنادين بالحرية والديمقراطية ستنتصر المقاومة وسيبقى نضال السوريات مشعلاً لا يطفئ".