نساء كوباني: حركة التحرر الكردستانية بوابتنا إلى السلام

أعربت نساء من مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا كنّ قد التقين بالقائد عبد الله أوجلان، عن حماسهن بقرارات المؤتمر الثاني عشر لحركة التحرر الكردستانية، مؤكدات على أن الحركة هي الوجود الأبدي بالنسبة لهن.

برجم جودي

كوباني ـ أعلنت حركة التحرر الكردستانية عن إعادة هيكليتها التنظيمية وإنهاء الكفاح المسلح في بيان تاريخي بعد انعقاد مؤتمرها الثاني عشر، وبهذه الخطوة، وفي إطار دعوة القائد أوجلان للسلام والمجتمع الديمقراطي، دخلت الحركة مرحلة جديدة من النضال.

ساهم أهالي كوباني الذين استقبلوا القائد عبد الله أوجلان في تموز/يوليو عام 1979، في نشر أيديولوجيته، ومن كوباني بدأ القائد عمله في الشرق الأوسط، ولذلك انضم الشعب، خاصة نساء كوباني، إلى صفوف حركة التحرر الكردستانية، واحتضنوا الآلاف من مقاتلي قوات الكريلا.

 

"لقد أنقذ وجود الشعب الكردي من خلال إنشاء الحركة"

عبرت وحيدة سعيد أحمد واحدة من النساء اللواتي التقين بالقائد عبدالله أوجلان في مدينة كوباني، عن إخلاصها وولائها لحركة التحرر الكردستانية "تعرفت على القائد أوجلان والحركة عندما كنت في العشرين من عمري، بسبب صغر سننا، لم نكن ندرك خطر السياسات المفروضة على الشعب الكردي، لكن بعد أن تبلورت أفكارنا وتعمقنا فيها، أدركنا أن حركة التحرر الكردستانية تسير على الطريق الصحيح ومتزنة وثورية".

وأضافت "إنها حركة تضحي من أجل الوجود والهوية الكردية، وتعمل من أجل ضمان حقوق المرأة والطفل والبشرية جمعاء، والقائد أوجلان مبتكر هذا العمل النبيل، بعد أن وصل الشعب الكردي، خاصة النساء، إلى مستوى أشبه بشجرة جفت جذورها، لكن القائد أوجلان من خلال أيديولوجيته أعاد الحياة إلى هذه الشجرة التي أصبحت جذورها وفروعها قوية جداً حتى اليوم".

 

"حركة التحرر الكردستانية ذاتها الحياة والحرية"

وبينت وحيدة سعيد أحمد أن حرية المرأة والمجتمع لا تتحقق إلا بفكر القائد عبدالله أوجلان "عندما بدأنا العمل الحزبي، كانت لنا أيضاً لقاءات مع القائد أوجلان، وبهذا، ازداد ارتباطنا وعزمنا على الانتصار بنضال حركة التحرر الكردستانية، وفي ذلك الوقت، أدركنا أننا كنساء سنعيش حياة حقيقية مع قائدنا، ونكون أحراراً، ومع تحرير المرأة، تصبح حرية المجتمع واستقلال كردستان ممكنين أيضاً".

وأوضحت أن حركة التحرر الكردستانية بالنسبة لها هو السبب الذي تحيا من أجله "إذا قيّمنا نضال الحركة الذي دام 52 عاماً، يمكننا الجزم بأنه قد ترك لنا إرثاً تاريخياً ذو معايير وثقافة وأخلاق، ولهذا السبب، فإن حركة التحرر الكردستانية العقل والإنسانية والروح التي نحيا به، إنها تُعرّف وجود مجتمع وشعب، وكنساء وشعب بدأ وجوده مع هذه الحركة، سنُحيي هذا الإرث ونُتوّجه بنجاحات أكبر".

 

"بإخلاصنا ووفائنا له سنحافظ على إرث الحركة"

بدورها قالت زهي أيوب التي شاركت تقييماتها بتأثر كبير "أعلنت حركة التحرر الكردستانية من خلال مؤتمرها الثاني عشر عن بداية مرحلة نضالية جديدة، قد يتغير اسمها، لكنه أصبح بالنسبة لنا جزءاً لا يتجزأ من كياننا ولن نستطيع الاستغناء عنه، وفي هذا الصدد، أتحدث عن قيّمها وخصائصها وأفكارها وثقافتها، حركة التحرر الكردستانية درعنا في أيامنا الصعبة، لقد اندمجنا وأدركنا ذاتنا معها حتى وصلنا إلى هذه المرحلة، لذلك، مهما كانت التغييرات التي تمر بها الحركة، والتي نعتقد أنها ستكون تحولات تاريخية، سنظل دائماً نعيش على ولائنا وإخلاصنا لها".

 

"إنها قصة ورواية بلا نهاية"

وأوضحت زهي أيوب أن إنجازات حركة التحرر الكردستانية وإرثها سيغيران تاريخ الشعب الكردي "إنها تكافح منذ أكثر من نصف قرن، خاضت رحلة حافلة بآلاف القصص والروايات التي لا تنتهي، واليوم نرى أنها أصبحت الخط الاستراتيجي الذي يحدد مسار العملية، ويحدث صدى على الأجندة العالمية، إذا تم الاعتراف بهوية وثقافة ولغة الشعب الكردي اليوم وقبولها، فإن ذلك يستند إلى عمل وجهود القائد أوجلان والإرث الذي أسسته حركة التحرر الكردستانية، إنها حركة استثنائية، وستكون النجاحات التي حققتها منعطفاً حاسماً ونقطة تحول في تاريخ الشعب الكردي".