نساء حجة في مواجهة الجوع والحصار... "التسول أو الموت" خيار قسري
في حجة، لم تعد الحياة خياراً بل صراع يومي بين التسول والموت، أصبحت النساء يُقهرن بصمت وسط حصار وجوع لا يرحم.

اليمن ـ كشفت شهادات نساء يمنيات من محافظة حجة شمال غربي اليمن عن معاناتهن الإنسانية القاسية جراء الحرب المستمرة منذ عام 2015، مؤكدة أن الجوع والفقر أصبحا واقعاً يومياً لا يمكن التهرب منه.
أكدت تقارير صندوق الأمم المتحدة للسكان أن العديد من النساء أُجبرن على تبني ما يُعرف بـ "استراتيجيات تأقلم سلبية" للبقاء على قيد الحياة، منها التسول في الشوارع وجمع النفايات البلاستيكية وبيعها، في ظل غياب شبكة أمان اجتماعي ودعم حكومي.
وأشارت تقارير إنسانية إلى توقف عمل العديد من المنظمات الإغاثية الأممية بسبب انتهاكات الحوثيين ونهبهم الممنهج للمساعدات، بالإضافة إلى القيود الإدارية المشددة التي تحد من حرية حركة فرق الإغاثة، مما أدى إلى تدهور الاستجابات الإنسانية وتراجع توفير الخدمات المنقذة للحياة.
وأعلنت أكثر من مئة منظمة إغاثية، منها وكالات أممية ومنظمات دولية ومحلية، عن تقليص أو تعليق أنشطتها، ومن بينها برنامج الأغذية العالمي، مؤكدة أن هذا القرار زاد من معاناة النساء، وأجبرهن على الاختيار بين التسول أو الموت جوعاً.
وأكد معهد صنعاء للدراسات الاستراتيجية تراجع فرص العمل للنساء في اليمن بنسبة 28% بسبب الحرب، مقارنة بـ11% للرجال، فيما أظهرت إحصائيات صندوق الأمم المتحدة للسكان أن 26% من الأسر النازحة تُعيلها نساء، وأن النساء والأطفال يشكلون نحو 77% من النازحين، ما يزيد أعداد المعيلات الفقيرات اللواتي يتحملن عبء رعاية الأطفال في بيئة تعصف بها الحروب والفقر.
تُبرز هذه المعاناة المستمرة التي تعيشها نساء محافظة حجة الحاجة الملحة لتكثيف جهود المجتمع الدولي والجهات المعنية لتوفير الحماية والدعم اللازمين لهذه الفئة الضعيفة في اليمن، قبل أن تتحول الأزمة الإنسانية إلى كارثة يصعب علاجها.