نساء دير الزور يختتمن برنامجاً ثقافياً لتعزيز دور المرأة في التحول الديمقراطي

أكدت نساء دير الزور اللواتي شاركن في الجلسات النقاشية التي تم خلالها قراءة مرافعات القائد عبد الله أوجلان، على أن تحرر المرأة هو نقطة الانطلاق نحو بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي.

دير الزور ـ شكلت الجلسات النقاشية التي عقدها تجمع نساء زنوبيا لقراءة مرافعة القائد أوجلان، مساحة للحوار والنقاش حول قضايا المرأة ودورها الأساسي في التحول الديمقراطي والاجتماعي، حيث أكدت المشاركات على ضرورة تمكين المرأة فكرياً وتنظيمياً في ظل التحديات الإقليمية.

اختتمت نساء ريف دير الزور الشرقي، اليوم السبت 19 نيسان/أبريل، فعاليات البرنامج الثقافي والفكري الذي نظمه مجلس تجمع نساء زنوبيا، والذي تمحور حول قراءة المجلد الخامس من مرافعات القائد عبد الله أوجلان، تحت عنوان "مانيفستو الحضارة الديمقراطية".

واستمرت الجلسات اليومية على مدار أسبوع، حيث شكّل البرنامج مساحة حوارية وفكرية نسوية ناقشت مضامين فلسفة القائد أوجلان في سياق قضايا المرأة والتحول الديمقراطي في المنطقة.

وقرأت المشاركات في الجلسة الختامية رسالة القائد عبد الله أوجلان، التي شكّلت محوراً أساسياً للنقاش، حيث أجمعن على أهمية إبراز دور المرأة كركيزة أساسية في بناء المجتمعات الديمقراطية وتحقيق الاستقرار في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، لا سيما في مرحلة ما بعد الصراعات.

وعلى هامش الجلسة قالت عضوة تجمع نساء زنوبيا في مدينة السوسة عفراء الصالح أن المشاركة الواسعة للنساء في هذا البرنامج لم تكن خطوة ثقافية فحسب، بل ضرورة استراتيجية في ظل التغيرات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.

وأضافت "الانخراط في برامج فكرية كهذه ليس رفاهية، بل حاجة ملحة لتطوير أدوات المقاومة والتغيير، لقد أتاحت لنا قراءة المجلد الخامس فهماً أعمق للقضايا النسوية ضمن منظور تحرري شامل، يتجاوز الصور النمطية التقليدية التي حصرت المرأة في أدوار هامشية".

وأوضحت أن فلسفة القائد أوجلان تقدم تصوراً متكاملاً لتمكين المرأة، لا كعنصر داعم فقط، بل كقائدة للتغيير المجتمعي والسياسي، خصوصاً في المراحل المفصلية التي تعيشها المنطقة "اكتشفنا من خلال هذا البرنامج أن تحرر المرأة هو نقطة الانطلاق نحو بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي".

وأشارت عفراء الصالح إلى أن المجلد الخامس شكّل بمثابة "خارطة طريق" لفهم المشروع التحرري الذي يربط بشكل عضوي بين تحرر المرأة والتحول الديمقراطي الشامل، معتبرة أن إبراز البعد النسوي في النضالات السياسية والاجتماعية هو الضامن الحقيقي لتحقيق مستقبل مستقر ومزدهر".

وفي ختام حديثها، دعت إلى تعميم هذه المبادرات الفكرية لتشمل نساء من مختلف مناطق الشرق الأوسط، مؤكدة أن بناء وعي نسوي جماعي قائم على الفهم والتحليل هو السبيل لتغيير الواقع، مؤكدةً على أن التحرر الحقيقي يبدأ من وعي المرأة بذاتها وحقوقها، وبقدرتها على المساهمة في صياغة حاضرها وصناعة مستقبلها.

والجدير ذكره أن هذه المبادرة جاءت ضمن سلسلة برامج فكرية وثقافية تهدف إلى تمكين النساء فكرياً وتنظيمياً، وتعزيز دورهن في قيادة مشاريع التحول الديمقراطي والتنمية المستدامة في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.

وقد شهدت الجلسات التي دامت لأسبوع نقاشات معمقة حول مفاهيم الديمقراطية التشاركية التي تشكل المرأة محورها الرئيسي، حيث تم التأكيد على أن تفعيل هذا النموذج يتطلب الاعتراف بدور المرأة القيادي في كافة المجالات، من السياسة إلى المجتمع المدني.