نساء دير الزور: حان الوقت لوضع حد للهجمات التركية وحماية الحقوق

في ظل تصاعد الهجمات العسكرية من قبل الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، تتزايد الأصوات النسوية المنادية بالتصدي لهذ الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية.

زينب خليف

دير الزور ـ أدانت نساء مقاطعة دير الزور بشدة الهجمات على المنطقة، مشيرات إلى أن تركيا تستخدم ادعاءات كاذبة بحجة الحفاظ على ما تسميه "الأمن القومي"، إلا أنه هدفها تدمير المنشآت الحيوية والمشافي التي تقدم الخدمات الأساسية للمدنيين بإقليم شمال وشرق سوريا.

تعبر الأصوات النسائية السورية عن إصرار أهالي إقليم شمال وشرق سوريا على المطالبة بتحرك دولي فعّال لحماية حقوق الإنسان من الهجمات التركية التي تحدث في وقت يعاني فيه الشعب السوري من ظروف اقتصادية صعبة وأزمة عمرها أكثر من عقد، الأمر الذي زاد من حدة معاناتهم ويهدد أمنهم واستقرارهم، حيث أدانت ريم الروام، الرئاسة المشتركة لبلدية الشعب في هجين بمقاطعة دير الزور هذه الهجمات "ندين ونستنكر بأشد وأقسى العبارات العدوان التركي وتصعيده العسكري الذي يطال مناطقنا" مؤكدةً أن هذا العدوان يستهدف المناطق المأهولة بالسكان والبنى التحتية والمنشآت الحيوية، تحت ذريعة الحفاظ على الأمن القومي.

وأكدت أن "تركيا تحاول من خلال سياساتها إلى تجويع الشعوب وضرب اقتصادهم، من أجل إفشال مشروع الأمة الديمقراطية الذي حقق للشعوب الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية، عبر تكاتفهم وتعاونهم الذي يتعارض مع مؤامرات دولة الاحتلال التركي الرأسمالية والقائمة على حساب أرواح المدنيين".

وانتقدت الدول التي تدعي أنها ضامنة لحماية الشعوب في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، إذ ترى أن هذه الضمانات ليست سوى ادعاءات إعلامية، فلم تُلاحظ حتى الآن أي تدخل فعلي لوضع حد للاحتلال التركي أو محاسبته على انتهاكاته.

وناشدت ريم الروام المنظمات الإنسانية والحقوقية بالتدخل لحماية شعوب إقليم شمال وشرق سوريا والحفاظ على مكتسبات ثورتهم "لا يمكن للاحتلال التركي محاربتنا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها الشرق الأوسط بشكل عام"، مطالبةً المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث، والعمل على إنهاء هذا العدوان الذي يهدد حياة الملايين، لافتةً إلى إن الوقت قد حان لوضع حد لهذه الانتهاكات وحماية حقوق الإنسان في المنطقة.

من جهتها أكدت حياه الأحمد عضو تجمع نساء زنوبيا أن "هجمات الاحتلال التركي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وحشية تهدف لتدمير البنى التحتية وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وكأبناء هذه الأرض نحن جاهزون للتصدي لأي هجوم".

وأشارت "نحن نتوقع هذه الهجمات في كل لحظة وفي كل حين، لأن تركيا ليست سوى عدو يهدد مناطق أمن واستقرار إقليم شمال وشرق سوريا، فهي ترى في مشروع الأمة الديمقراطية تهديداً لوضعها الداخلي".

وأكدت إن ما تقوم به تركيا من جرائم تصرف خالٍ من الإنسانية والأخلاق، حيث أن الأطفال والمدنيين ليس لهم ذنب في كل ما يجري، واستهدافهم دليل قاطع على ضعف الدولة التركية، فسياساتها أصبحت واضحة للجميع فهي لا تتجاوز كونها سياسة قتل وتهجير ودمار وإرهاب بكل معنى الكلمة.

ولفتت إلى أنهن "كنساء دير الزور ستواصلن النضال وسندعم قوات سوريا الديمقراطية في التصدي لأي هجمات تتعرض لها مناطقنا، وسنبقى صامدات وسنفعل ما بوسعنا لصدها".

وشددت على أنه "يجب وضع حد لهذه الجرائم، فتركيا تعدت الخطوط الحمراء، لذا، نطالب المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بالتحرك الفوري للحد من هذه الانتهاكات ووقف الجرائم التي يتعرض لها شمال وشرق سوريا"، مضيفةً أن ما يقوم به الاحتلال التركي من ضربات على مناطق شمال وشرق سوريا، وتدمير البنية التحتية واستهداف المدنيين والأطفال والنساء، دليل على محاولته زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

وأشارت حياة الأحمد إلى أن هذه الضربات كانت وما زالت تستهدف المدنيين العزل بالمقام الأول، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا وتدمير العديد من المنشآت الخدمية التي تُعَدُّ ضرورية لاستمرار حياة المواطنين، لذلك يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه هذه الأفعال التي تتنافى مع القوانين الدولية وعلى رأسها حقوق الإنسان.