نساء إقليم شمال وشرق سوريا: بالحياة التشاركية سنقضي على العنف ضد المرأة

في إطار استمرار فعاليات اليوم العالمي للعنف ضد المرأة الذي يصادف 25 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، تم تنظيم ورشة عمل في مقاطعة عفرين ـ الشهباء ومنتدى حواري في الرقة، واجتماع توعوي في قامشلو.

مركز الأخبار ـ أطلقت منصة الفعاليات المشتركة للتنظيمات النسوية بإقليم شمال وشرق وسوريا حملة تحت شعار "بفلسفة المرأة، الحياة، الحرية، أحمي ذاتك"، تضمنت سلسلة فعاليات لليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف 25 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

 

نساء الشهباء: لن يستطيع أحد القضاء على إنجازاتنا

نظم مجلس المرأة بحزب الاتحاد الديمقراطي بمقاطعة عفرين ـ الشهباء في إقليم شمال وشرق سوريا اليوم الأربعاء 29 تشرين الثاني/نوفمبر، ورشة عمل بالتزامن مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة تحت شعار "بفلسفة المرأة، الحياة، الحرية، أحمي ذاتكِ".

وحضر الورشة عضوات وأعضاء المؤسسات والمراكز في المقاطعة وتم قراءة محور يتضمن ممارسة العنف ضد المرأة وكيفية القضاء عليه، ومن ثم تم تشكيل مجموعات من المشاركين لإعطاء الآراء والاقتراحات حول دور المرأة في المجتمع.

وقالت عضوة مكتب التنظيم لحزب الاتحاد الديمقراطي إلهام محمد ضمن الورشة إنه "بالتزامن مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة عقدنا ورشة عمل في المقاطعة بهدف إنهاء العنف وممارسته بحق النساء بكافة أنحاء العالم"، مشيرةً إلى أنه كان للمرأة دور هام في المجتمع واستطاعت إدارته، ومع تأسيس الدولة، سلبت الأنظمة الرأسمالية التي خرجت من نظام الدولة الحاكمة وعبر سياستهم الاستبدادية القضاء على مكانتها.

ونوهت إلى أن المرأة من خلال تعرفها على فلسفة القائد عبد الله أوجلان نهضت وكسرت قيود العبودية "نشر فلسفة القائد أوجلان بين النساء كانت نهضة جديدة لهن لتستيقظن من سباتهن وتقفن بوجه السياسات الحاكمة والأنظمة الذكورية السلطوية".

وشددت على ضرورة تنظيم فعاليات بشكل دائم ليس فقط خلال اليوم العالمي لمناهضة العنف أو في المناسبات التي تخص المرأة، لكن في جميع الأوقات لتستطيع المرأة عبر الفعاليات والدورات التوعوية حماية تاريخها وأيديولوجيتها الحرة ونشرها في المجتمع.

من جانبها قالت عضوة مجلس المرأة بحزب الاتحاد الديمقراطي فاطمة الحسن "بفلسفة   Jin jiyan azadî   نشرت المرأة فكر الحرية بين جميع النساء لتضمن حريتها، فالنظام الرأسمالي لايزال يتحكم بإرادة المرأة، خاصة بعد أن حققت إنجازات في جميع الميادين"، لافتةً إلى أن الانتصارات التي حققتها النساء ضمن ثورة شمال وشرق سوريا وفي جبال الحرية لن يستطيع أحد القضاء عليها لأنها تحققت بإرادتها الحرة.

وشددت على ضرورة وقوف النساء في مواجهة السياسات الساعية للقضاء عليهن "سنواجه نحن النساء السياسات التي تسعى للقضاء على مكانتنا، فبعد تعرفنا على فكر القائد أوجلان أدركنا أنه علينا لعب دورنا ضمن المجتمع، وسنسير وفقاً لذلك حتى نصل إلى مجتمع ديمقراطي حر يسوده الحرية والديمقراطية والمساواة بين الجنسين"، لافتةً إلى أنه تم طرح آراء واقتراحات عن أهمية دور المرأة في المجتمع".

وبدورها أوضحت عضوة هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل سوزان حسن أن ورشة العمل التي عقدها مجلس المرأة بحزب الاتحاد الديمقراطي كانت غنية وقيمة بطرح الآراء خاصة من قبل الرجال المشاركين الذين أكدوا أن المرأة هي المجتمع بأكمله، وهذا دليل أن المرأة استطاعت تغيير ذهنية الرجل، وأثبتت أنها ريادية ضمن مجتمعها.

 

 

 

الرقة... منتدى حواري يسعى لتوحيد الصف النسوي

من بين سلسلة فعاليات حملة مناهضة العنف ضد المرأة، عقد مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية منتدى حواري مجندر، اليوم الأربعاء 20 تشرين الثاني/نوفمبر، بمشاركة أكثر من خمسين شخصية وممثلين عن العديد من التنظيمات النسوية والشبابية والأحزاب السياسية، تحت شعار "العنف السياسي والمرأة".

وتطرق المنتدى لمحورين أساسيين الأول تناول العنف السياسي الممارس على المرأة قبل وبعد الأزمة السورية، بينما سلط المحور الثاني الضوء على التحديات التي واجهتها المرأة من العنف السياسي الممارس عليها، وتخلل المنتدى طرح العديد من المداخلات والآراء والمقترحات من قبل المشاركين التي أكدت على أهمية الحقوق وضمان حماية النساء ومشاركتهن على الساحة السياسية.

وعلى هامش المنتدى قالت رئيسة مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية جيهان خضرو عن الهدف من عقد المنتدى "جاء عقد المنتدى وفق برنامج خاص أطلقناه تزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات مستمرة على الساحة السياسية، حيث كان لدينا العديد من الندوات والمنتديات التي أقمناها في حلب ومنبج، وذلك لتسليط الضوء على العنف السياسي الذي تعرضت له المرأة من خلال الأزمة السورية التي طال أمدها".

وعن المحور الأول الذي تناول العنف السياسي الذي تعرضت لها المرأة السورية قبل وبعد الأزمة تقول "سلطنا الضوء على أشكال العنف السياسي الذي تعرضت له المرأة قبل الأزمة، والتي لاتزال تتعرض له على بقاع الجغرافية السورية من تهميش واقصاء واحتكار السياسية".

وبينت أن المرأة السورية هي من دفعت الفاتورة الأكبر "تعرضت المرأة لعدة أشكال من العنف بسبب تداعيات الصراعات والأزمات التي عانت منها البلاد"، مشيرةً إلى الدور الريادي الذي لعبته المرأة خلال الأزمة السورية "إننا نؤمن بإرادة المرأة الحرة ولن يكون هناك حل للأزمة السورية إلا بمشاركتها، فمنذ بزوغ الأزمة السورية لعبت المرأة دور ريادي من خلال تقلدها المناصب السياسية وأماكن صنع القرار السياسي التي تصب في إطار إيجاد حل لأزمة السورية".

وتطرق المحور إلى التحديات التي تواجه المرأة في العمل السياسي "تعرضت المرأة لإقصاء وتهميش دورها في الساحة السياسية، خوفاً من إرادة المرأة القوية، والخروج بتوصيات تساهم في وضع استراتيجية جديدة لتنمية مشاركة المرأة".

ولفتت إلى أنه "رغم وجود جميع الاتفاقيات كاتفاقية سيداو وجنيف وأستانا إلا أنه لم تحقق تطلعات والرؤى السياسية للمرأة والشعب ولم تحميهم وتمنحهم حقوقهم، بسبب إقصاء المرأة من المشاركة على الساحة السياسية".

ودعت في نهاية حديثها أنه "يجب على المرأة رفع من وتيرة نضالها على جميع الجوانب وخاصة السياسي، وتوحيد الصف النسوي على كامل الجغرافية السورية، للمشاركة بفعالية حقيقة في مسار العملية السياسية ورسم خريطة الوحدة السورية وإنهاء الأزمة".

ومن جانبها أكدت الإدارية في مجلس المؤتمر الإسلامي ريم إدريس على أهمية عقد المنتدى "لابد من لفت انتباه الرأي العام إلى كافة أشكال العنف الممارس على المرأة خاصة ما تتعرض له في المناطق المحتلة من قتل واغتصاب وغيره الكثير"، لافتةً إلى أنه "كان هناك العديد من المقترحات الإيجابية والفعالة من قبل الحضور والتي تصب كلها في إطار كيفية مجابهة المرأة للعنف السياسي".

ونوهت إلى أنه لابد من تطبيق القوانين الدولية التي تحمي المرأة من العنف "جميع الاتفاقيات التي تنص على حماية المرأة وحقوقها في الحرب ما هي إلا حبر على ورق، لذا نطالب بتطبيق هذه الاتفاقيات على أرض الواقع لتتمكن المرأة من لعب دورها وتشارك في طاولة الحوار السوري".

واختتم المنتدى بجملة من التوصيات أبرزها العمل على إنهاء النظام المركزي الذي كان سبباً في سيطرة العقلية الذكورية على المجتمع، وتوثيق العنف السياسي الممارس على المرأة في كافة الجغرافية السورية، وضرورة تصعيد النضال وتكثيف الجهود من أجل حقوق المرأة، ورفع وتيرة النضال للقضاء على كافة أشكال العنف الممارس ضد المرأة، واستمرار وعقد جلسات وندوات حوارية لتمكين المرأة، ومطالبة الجهات المعنية بتطبيق العهود والمواثيق الخاصة بالمرأة، وضرورة إشراك المرأة وتمثيلها في كافة المسارات المعنية في الملف السوري، وتعزيز الوعي المجتمعي لتأخذ المرأة مكانتها في المجتمع.

 

قامشلو... اجتماع يؤكد على ضرورة توعية المجتمع بحقوق المرأة

وفي ناحية تربسبيه التابعة لمدينة قامشلو بمقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا عقد مؤتمر ستار اجتماع موسع، في البداية ألقيت محاضرة حول العنف وتأثيره على المجتمعات والمرأة بشكل خاص، وتم تعريف المشاركين باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وفتح باب النقاش وطرح الأسئلة على المشاركين.

وعلى هامش الاجتماع قالت رقية الحبيب "تغيير فكر المجتمع يتطلب وقت كبير وجهد فنحن كنساء يقع على عاتقنا أن نحرر أنفسنا في البداية والمجتمع ككل، لنتمكن من بناء حياة تشاركية وعادلة".

فيما قالت منتهى خليل "تغير وضع المرأة كثيراً منذ بداية الثورة وحتى اليوم إذ تمكنا من الحد بشكل ما من العنف الممارس بحقها، ولكن لا يزال يقع على عاتقنا توعية المجتمع بشكل أكبر لحماية النساء"، مؤكدة أن "وحدة النساء مهمة للحد من العنف الممارس بحقهن لذا يجب علينا أن نوحد صفوفنا ونرفع من وتيرة نضالنا وعملنا".