نساء السويداء تنددن بجريمة قتل شابة وتطالبن بقانون يحميهن من العنف
"نصف المجتمع يقتل النصف الأخر، ولن تنتهي هذه الجرائم إلا بدولة قانون" بهده الكلمات نددت نساء مدينة السويداء السورية بجريمة مقتل الشابة ليليان أبو سرحان على يد والدها، مطالبات بإقرار قوانين تحميهن من عنف المجتمع الذكوري.
روشيل جونيور
السويداء ـ في التاسع عشر من كانون الثاني/يناير، شهدت قرية لبين بريف مدينة السويداء السورية جريمة مروعة أودت بحياة الشابة ليليان أبو سرحان البالغة من العمر 19 عاماً، على يد والدها أمام عين ولدتها التي لم تسلم هي الأخرى من وحشيته حيث طعنها أثناء محاولتها إنقاذ ابنتها.
أثارت حادثة مقتل الشابة ليليان أبو سرحان التي قتلت على يد والدها، صدمة كبيرة بين أهالي قرية لبين بريف مدينة السويداء، الذين أكدوا أن ليليان أبو سرحان كانت معروفة بحبها للحياة، مما جعل وقع الجريمة أكثر ألماً، ورداً على مقتلها، نظمت نساء مدينة السويداء اليوم الاثنين ٢٠ كانون الثاني/يناير، وقفة احتجاجية للتنديد بظاهرة العنف ضد المرأة.
وأكدت المشاركات في الوقفة، أن مقتل النساء رمز لمعاناة النساء في مجتمع تقتل فيه الأحلام تحت الوصاية الذكورية، وشددوا على ضرورة إصدار قوانين تحمي النساء من العنف في سوريا الجديدة.
وحول ذلك قالت الناشطة السياسية والمدنية إيمان بلان "خرجنا للتنديد بجرائم قتل النساء خاصة بعد مقتل فتاة على يد والدها بطريقة وحشية"، مشيرةً إلى أن تلك الجرائم هي نتيجة لغياب القوانين التي تحمي النساء وعدم وجود قانون يحظر وجود الأسلحة بشكل عشوائي داخل المنازل، الذي يهدد كل امرأة تتعرض للعنف "نصف المجتمع يقتل النصف الأخر، ولن تنتهي هذه الجرائم إلا بدولة قانون".
"كيف ستشارك المرأة في صناعة القرار وهي مهددة بالقتل"، بهذه الكلمات طالبت إيمان بلان بضرورة إشراك النساء في المجال السياسي وأنهن لن تقبلن باستبعادهن من المشاركة، وبكتابة الدستور الجديد لسوريا حتى تتمكنا من ضمان وجود قوانين تحميهن من العنف التي تتعرضن له من المجتمع الذكوري.
وأكدت أن ثورتهم التي استمرت لأعوام لم تنتهي بأسقاط الأسد "هناك أرث مرتبط بالعادات والتقاليد بتفويض عقلية الرجال وأن يكون سيد على النساء".
من جانبها قالت نهى نادر إحدى المحتجات "نظمنا هذه الوقفة تضامناً مع قضية ليليان أبو سرحان، وهذه ليست القضية الأولى الموجهة ضد النساء نتيجة للثقافة التي تغذي العنف وتجعل من العادات والتقاليد غطاء للقتل، لذلك علينا معالجة الأمر من خلال نشر الوعي ضد قتل النساء".
وأكدت أن العادات والتقاليد شريكة مع القانون بهذه الجرائم، والمرأة هي من تدفع ثمن ذلك من خلال تعرضها للعنف وصولاً إلى القتل "علينا أن نلفت النظر إلى أن المرأة هي من حقها العيش حياة حرة وكريمة وليس من حق أي أحد انتهاك حقوقها".
بدورها أوضحت المهندسة وعضوة الحركة السياسية النسوية السورية غادة الشعراني أن وقفتهم الاحتجاجية اليوم هي لشجب الجريمة التي حصلت في قرية لبين، وللتأكيد على مناهضة العنف ضد المرأة، ومشاركتهم في كتابة الدستور الجديد الذي سيحمي النساء".
وطالبت غادة الشعراني بمحاسبة الأب الذي قتل ابنته "نحن مع عدم تغليب الأعراف والتقاليد على القانون لأننا مع سيادة القانون وفصل السلطة القضائية وتحقيق العدالة".