نساء العشائر العربية: مخطط خطير يُنفذ باسمنا لتمزيق النسيج السوري

أعربت نساء من عشائر عربية بارزة في سوريا، عن رفضهن القاطع لما وصفنه بـ "المخطط القذر" الذي يُنفذ باسم العشائر العربية في سوريا، متهمات هيئة تحرير الشام، التي تمثل الحكومة السورية المؤقتة، بالسعي لإشعال حرب أهلية تهدد وحدة البلاد ومكوناتها.

رونيدا حاجي

الحسكة ـ تشهد مدينة السويداء السورية منذ فترة توتراً متصاعداً، وسط مطالبات محلية ودولية بوقف العنف، وضمان حماية المدنيين، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي راح ضحيتها أكثر من 2000 شخص بين قتيل ومختطف ومختفي.

 

إبادة ممنهجة وخطاب كراهية

اتهمت نساء عشائر عربية بارزة جهاديي هيئة تحرير الهيئة بارتكاب مجازر ممنهجة بحق المدنيين في الساحل السوري، واستهداف أهالي السويداء بذهنية متطرفة، تحت غطاء العشائر العربية، كما نددن باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر خطاب الكراهية والتحريض على الفوضى، معتبرات أن هذه السياسات تهدف إلى تفكيك المجتمع السوري وزرع الفتنة بين مكوناته.

فمن عشيرة الجيس، شددت رغدة خليل على أهمية وحدة وتضامن مكونات المجتمع السوري في مواجهة سياسات التفتيت والنزاع الأهلي "السياسات المتبعة اليوم قذرة، فهي تُؤجج الشعوب والأمم ضد بعضها البعض، وتدفع بها نحو الاقتتال الداخلي لتحقيق أهدافها عبر إذكاء نار الحرب الأهلية".

ولفتت إلى أن ما يحدث في السويداء يعيد إلى الأذهان أحداث عام 2006، حين تسبب نظام البعث في إشعال فتنة بين الشعبين الكردي والعربي، مؤكدةً أن السيناريو ذاته يُعاد اليوم، ولكن هذه المرة باستهداف أهالي السويداء "نحن نعيش جنباً إلى جنب مع أهل السويداء، واليوم يُهاجمون باسم العشائر العربية، وهذا أمر بالغ الخطورة ويجب التصدي له بكل وضوح".

وأكدت رغدة خليل دعمها الكامل لأهالي السويداء، ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال المجازر أو الاستهداف الطائفي "لا نقبل أن يُستهدف الدروز أو العلويون أو المسيحيون أو الكرد، فقبل أن نُعرّف أنفسنا كمكون عربي، يجب أن نتذكر أننا أولاً وأخيراً بشر".

 

"العشائر العربية لا تقبل المجازر ونحن مع السويداء"

في موقف إنساني واضح، أدانت ريم محمد من عشيرة البكارة الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في السويداء، مؤكدةً أن ما يحدث من قتل للنساء والأطفال وكبار السن هو أمر مرفوض أخلاقياً ووطنياً "النساء والأطفال يُقتلون في السويداء، وهذا لا يمت لأخلاق العشائر العربية بصلة، نحن أصحاب قيم ومعايير، وما يُمارس هناك لا يمثلنا".

وشددت على دعمها الكامل لأهالي السويداء، ورفضها القاطع للزج باسم العشائر لتنفيذ أعمال عنف بحق المدنيين "ندين المجازر التي تُرتكب بحق الأبرياء، ونقف إلى جانب أهلنا في السويداء، هيئة تحرير الشام تحاول أن ترتكب أفعالها الشنيعة تحت غطاء العشائر العربية، وهذا مرفوض تماماً".

وأكدت على عمق الروابط بين مكونات المجتمع السوري "نعيش معاً منذ زمن طويل، وندعم بعضنا البعض في السراء والضراء، لا نقبل أن يُشوَّه اسم العشائر أو يُستخدم لتبرير الجرائم".

 

"هذه الثورة لكل الشعوب ولن نقبل بالإبادة"

بدورها، أكدت فادية فارس من عشيرة الشرابية أن القبائل العربية ترفض بشكل قاطع "الإبادة الجماعية والعدوان" الذي تتعرض له مدينة السويداء، مشددةً على أن العشائر العربية تتمسك بقيمها وأخلاقها، ولا تقبل بالأعمال اللاإنسانية التي تُرتكب باسمها "العشائر العربية لها معاييرها وأخلاقها، وهي ترفض تماماً ما تقوم به هيئة تحرير الشام من انتهاكات بحق المدنيين في السويداء".

ودعت النساء إلى التضامن فيما بينهن، مؤكدةً أن نساء العشائر العربية يقفن إلى جانب نساء السويداء في وجه الفوضى "علينا كنساء أن ندعم بعضنا البعض، وكنساء من العشائر العربية نقف معهن، وندرك أن من يثير هذه الفوضى يسعى لتفريقنا وتحقيق مصالحه الخاصة".

وشددت على أن المرحلة التي تمر بها سوريا تتطلب أعلى درجات الوعي والتكاتف بين مكوناتها "سوريا تمر بمرحلة حساسة، ولا سبيل للخلاص إلا بالتضامن والوحدة بين جميع المكونات، هذه الثورة ليست لفئة دون أخرى، بل هي ثورة كل الشعوب، وعلينا أن نكون جزءاً منها "ما يجري من فوضى واقتتال داخلي يهدف إلى التفرقة وتمزيق النسيج الوطني، ونحن نرفض أن نكون أدوات في هذا المشروع".

 

"رسالة القائد أوجلان تحمل مفتاح السلام"

واصلت فادية فارس حديثها مؤكدةً أن الحل الحقيقي للأزمة السورية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حوار شامل يضم ممثلين عن جميع المكونات السورية، ويضمن حقوقهم في دستور عادل يعكس تنوع البلاد "الحل في سوريا يبدأ بالحوار، بمشاركة ممثلين عن كل المكونات، وبضمان حقوقهم الدستورية".

وأشارت إلى أن المجتمع السوري بحاجة إلى تثقيف ذاته وتعميق فهمه بأفكار القائد عبد الله أوجلان، معتبرةً أن كتبه تحمل رؤى استراتيجية لبناء مجتمع ديمقراطي متماسك "على المجتمع أن يثقف نفسه، وأن يقرأ كتب القائد أوجلان ويعمل على تطبيقها، فهي تقدم حلولاً عملية لمشكلاتنا".

وسلطت الضوء على أهمية "مانيفستو السلام والمجتمع الديمقراطي" الذي يتناول قضايا جوهرية مثل التعددية الدينية، والتنوع الثقافي، والتاريخ السياسي للحروب، ويطرح رؤية للعيش المشترك على أساس الحياة الجماعية والديمقراطية "المانيفستو يتحدث عن الأديان والمعتقدات، وعن وجود المكونات، ويطرح رؤية حول الديمقراطية والتاريخ، وكيف يمكننا أن نعيش معاً على أساس جماعي".

وأكدت أن النظام اللامركزي الذي يدعو إليه القائد أوجلان ليس مجرد خيار إداري، بل هو وسيلة لضمان حقوق كل أمة ومنحها هوية ووجوداً حقيقياً "القائد أوجلان يولي أهمية كبيرة للنظام اللامركزي لأنه يضمن حقوق كل أمة، ويمنحها هوية ووجوداً، ولكي تتحقق هذه الرؤية، على سوريا أن تطبق رسالته".