نقص الرعاية الغذائية يهدد حياة مليون حامل ومرضعة في مناطق الحوثيين
أكد تقرير دولي، أن المجاعة باتت تهديداً وشيكاً في مناطق سيطرة الحوثيين، في ظل العجز الدولي عن توفير استجابة فعالة، مشيراً إلى أن نحو مليون امرأة حامل أو مرضعة لا تحصلن على الحد الأدنى من الرعاية.

اليمن ـ كشف تقرير دولي حديث عن تفاقم أزمة الجوع في مناطق سيطرة الحوثيين شمال اليمن، حيث يعاني قرابة ثلاثة ملايين شخص من سوء التغذية الحاد، في ظل تدهور اقتصادي واسع، وتصاعد الصدمات المناخية، وتراجع حاد في المساعدات الإنسانية.
وفقاً لأحدث تحليل صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، فإن 2.7 مليون شخص في عشرات المديريات الخاضعة لسيطرة الحوثيين يعانون من مستويات حرجة من سوء التغذية الحاد. وتشير البيانات إلى أن من بين هؤلاء نحو 400 ألف يعانون من سوء تغذية حاد ووخيم، و1.3 مليون في حالة سوء تغذية حاد متوسط، إضافة إلى نحو مليون امرأة حامل أو مرضعة لا يحصلن على الحد الأدنى من الرعاية الغذائية.
وأشار التحليل إلى أن 150 مديرية من أصل 215 خضعت للتقييم في مناطق الحوثيين صُنفت ضمن المديريات ذات الاحتياج الغذائي العالي والعالي جداً، وتشمل محافظات إب، والبيضاء، وتعز، والجوف، وحجة، والحديدة، وذمار، وصعدة، وصنعاء، ومأرب، والمحويت، وعمران، والضالع، وريمة. ومن بين هذه المديريات، تم تصنيف 12 مديرية في فئة الاحتياج الغذائي العالي جداً، منها ست مديريات في الحديدة، وثلاث في الجوف، واثنتان في حجة، وواحدة في الضالع.
وتشير التقديرات إلى أن ما بين 55% و70% من سكان هذه المديريات يعيشون في المرحلة الثالثة أو أسوأ من مراحل انعدام الأمن الغذائي، ما يعني أنهم على حافة المجاعة.
وحمّل التحليل الأزمة الراهنة إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها تداعيات الصراع المستمر، وتراجع فرص العمل، والصدمات المناخية، إضافة إلى الآثار المترتبة على تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وما تبعه من قيود مصرفية، وتعطيل للأنشطة الاقتصادية، وتراجع التحويلات المالية، إلى جانب تدمير البنية التحتية الحيوية، وتوقف المساعدات الغذائية في العديد من المناطق.
كما حذّر التقرير من أن توقف المساعدات الغذائية الإنسانية بسبب التخفيض الحاد في تمويل الجهات المانحة قد يُفاقم الوضع بشكل كارثي، حيث يعتمد نحو 2.85 مليون شخص في تلك المناطق على هذه المساعدات بشكل كامل، خصوصاً النازحين والأسر الأشد فقراً التي تفتقر لأي مصدر دخل بديل في مديريات مثل عمران، الجوف، حجة، الحديدة، ومأرب.
ودعا التحليل إلى تحرك عاجل لاحتواء الأزمة، من خلال وقف العمليات القتالية، وتهدئة التوترات السياسية محلياً وإقليمياً، واستئناف تقديم المساعدات الغذائية بشكل فوري، إلى جانب دعم سبل العيش وتوسيعها، وتحسين بيئة العمل الإنساني، وضمان أمن وسلامة العاملين في المجال، وتسريع الموافقات على تنفيذ البرامج الإنسانية.