"المختطفون قضيتنا الأولى"... صرخة الأمهات في السويداء

تتجمع نساء جمعية "سند" ومناصراتهن في وقفة احتجاجية وسط بلدة شهبا في السويداء السورية، كل يوم ثلاثاء، يحملن صور أبنائهن وبناتهن المختطفين، ويجددن العهد بأنهن لن يتوقفن عن الاعتصام حتى يعود جميع المخطوفين سالمين.

روشيل جونيور

السويداء ـ في موقع تراثي يرمز للنضال والحرية، تتجدد الوقفة الأسبوعية كل يوم ثلاثاء في مدينة السويداء السورية، لتشمل فعاليات رمزية كإضاءة الشموع والمشاركة الفنية، حيث تعبّر الريشة عن الألم وتحوّل الفن إلى وسيلة مقاومة.

تهدف الوقفة إلى الضغط على الجهات المعنية للكشف عن مصير المختطفين والمختطفات، فتجدد نساء السويداء وقفتهن الاحتجاجية الأسبوعية كل يوم ثلاثاء.

 

 

"المختطفون كرامتنا ولن نتراجع عن المطالبة بهم"

هدى خداج، معلمة متقاعدة وعضوة في جمعية "سند"، قالت "نحن مجموعة من الناشطات، المتعلمات، وربات البيوت، اجتمعنا في ظل هذه الأزمة لنمد يد العون لذوي المختطفين، منذ بداية الهجمات على السويداء، نقف كل يوم ثلاثاء مطالبات بالإفراج عن المختطفين والمختطفات، لأنهم يمثلون قضيتنا وكرامتنا".

وأكدت "لا يجوز أن ننساهم، لذلك، سنواصل الوقوف مهما كانت الظروف، حتى نعرف مصيرهم، خاصة الشابات والأطفال، فهم جزء منا ومن شعبنا، أتمنى أن تكون وقفتنا القادمة احتفالاً بحريتهم وعودتهم إلينا سالمين".

وتتابع هدى خداج حديثها عن قيم جبل العرب "نساء الجبل تربين على القيم والكرامة، فلا يليق بهن أن يكنّ مختطفات أو مهمشات، وُلدنا أحرار وعشنا أحرار، وأهلنا وأجدادنا غرسوا فينا الثقة بالنفس، والتمسك بالموقف والكلمة، وربّينا أبناءنا على الحرية، على العلم، وعلى المبادئ النبيلة، ولن نقبل أبداً أن تُعامل نساؤنا كسبايا أو يُنتقص من مكانتهن، نحن أحرار، وسنبقى كذلك".

 

 

"أمهات المختطفين لا يغمض لهن جفن"

بدورها، قالت رانيا ناصيف، من جمعية "سند" "نشارك في الوقفة الأسبوعية للمطالبة بالكشف عن مصير المختطفين والمختطفات المغيبين قسراً في أماكن مجهولة لا نعلم عنها شيئاً، هؤلاء أبناؤنا وبناتنا، وأمهاتهم ينتظرنهم بقلق ولا يغمض لهن جفن".

وأكدت "مطلبنا بسيط وواضح، أن نعرف مصيرهم، وسنواصل المطالبة بهم دون كلل، نأمل أن تكون وقفتنا القادمة هي الأخيرة، وأن يعودوا إلينا أحراراً، وفرحتنا لا تكتمل، ونصرنا لا يتحقق، إلا بعودتهم بيننا".

وناشدت رانيا ناصيف المجتمع الدولي "منذ بداية الأزمة، ونحن نقف في هذا المكان مطالبين بالكشف عن مصير المختطفين والمختطفات، نحن بأمسّ الحاجة إليهم ولعودتهم بيننا، نناشد الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية أن تنظر بجدية في قضيتهم، وفي معاناة أمهاتهم اللواتي لا يهدأ لهن قلب ولا يغمض لهن جفن، من حقهن أن يعرفن مصيرهم".

 

 

"من قلب التراث نرفع صوتنا من أجل الحرية"

أما وفاء خداج، من فريق "بصمة وطن" في شهبا، أكدت على رمزية المكان بقولها "نحن هنا في موقع تراثي يحمل دلالات عميقة في مدينة شهبا، يُجسّد تاريخنا العظيم ونضالنا المستمر من أجل الحرية التي لطالما حلمنا بها، وإن لم نحقق ما كنا نصبو إليه بعد، هذا المكان له قيمة تاريخية كبيرة، ومنه نرفع صوتنا للمطالبة بحقوقنا، بكل إصرار، بكل حرية، وبكل ثقة وأمان".

وتتابع حديثها "نواصل وقفتنا كل يوم ثلاثاء، وسنظل نقف ما دامت هناك قضية حق تستحق أن نرفع صوتنا من أجلها، ونطالب باسترجاع حرائرنا المغيّبات قسراً، وشبابنا المختطفين من داخل بيوتهم، الذين لم يرتكبوا ذنباً سوى أنهم كانوا عزلاً في وجه السلاح".

 

 

"خُطفوا بلا ذنب... بأي حق؟"

من جانبها، روت منيرة القباني، مدرسة متقاعدة، قصتها بألم عميق "أحد أقاربي، المعيل الوحيد لأسرته، اختُطف في 15 تموز وهو أعزل، لا يحمل سلاحاً، بأي حق يُختطف؟ أي ظلم هذا؟ أي حقد رأيناه؟ نناشد العالم أن يقف معنا، رغم شعورنا بأننا تُركنا وحدنا في هذه الأزمة".

وأضافت "نطالب بعودة الأبرياء الذين خُطفوا بلا ذنب، بلا سلاح، وبلا سبب، نحن شعب مسالم، لا نعرف الحقد ولا الكراهية، لطالما فتحنا بيوتنا للعزل، فكان جزاؤنا الغدر".

 


"الفن أيضاً مقاومة"

سهر مكارم، فنانة من السويداء، عبّرت عن موقفها بالريشة والألوان "اخترنا اليوم أن نُجسّد الألم بلوحاتنا، لننقل صوت الأمهات المكلومات بأبنائهن، وصوت العائلات التي ما زالت تنتظر عودة أحبائها، وصوت من فقدوا أولادهم في الهجمات التي تعرضت لها السويداء على يد جهاديي هيئة تحرير الشام، لذلك، جئنا اليوم في وقفة واحدة، موحّدة، نرسم فيها الوجع ونطالب بالحق، لأن الفن أيضاً مقاومة".