ندوة تناقش مستقبل ثورة المرأة وأساسها التاريخي من منظور الجنولوجيا

انعقدت في مصر ندوة فكرية بعنوان "مستقبل العمل: ثورة المرأة وأساسها التاريخي"، تناولت مسار المرأة الممتدة من العصر النيوليتيكي وصولاً إلى ثورة روج آفا.

مصر ـ يُعيد الجنولوجيا "علم المرأة" بناء المعرفة من منظور نسوي تحرري، كاشفاً عن الدور التاريخي للمرأة في تشكيل المجتمعات، ويهدف إلى تحرير الفكر من الهيمنة الذكورية وبناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة.

عقدت كل من مركز دراسات الجنولوجيا وفضاءات أم الدنيا، ندوة فكرية بعنوان "مستقبل العمل: ثورة المرأة وأساسها التاريخي"، أمس الثلاثاء 30 أيلول/سبتمبر الفائت، في العاصمة المصرية القاهرة، أدارتها الأستاذة غادة سمير التي شددت في كلمتها على أهمية استعادة التاريخ النسوي وإعادة قراءته بعيون الحاضر.

 

 

بدورها، قدمت الصحفية ماجدة طالب عرضاً تحليلياً لكتاب "مستقبل ثورة المرأة وأساسها التاريخي" موضوعاً للنقاش، مؤكدةً أن البحث ينطلق من الجنولوجيا باعتباره أداة لفهم العلاقة بين المرأة والتاريخ والسلام.

واستعرضت محاور الكتاب، ولا سيما صورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا ودورها في إعادة تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي والعسكري، والخبرات التي تراكمت على مدى قرن من الزمن، مبرزة كيف تحوّلت من فضاء الأسرة إلى فضاءات القرار عبر تاريخ طويل من التحديات.

 

 

في مداخلة نقدية، أشارت الدكتورة منى رضوان إلى وجود فجوة تاريخية تستوجب مقاربة علمية، واقترحت توظيف أدوات السوسيولوجيا لقراءة الاضطرابات التي عاشها كل من المرأة والرجل على حد سواء، داعيةً إلى كتابة مقدمة أكثر منهجية تراعي تطور المصطلحات دلالياً وتاريخياً، مع تعزيز الهوامش بالمراجع وإضافة شواهد أثرية وثقافية لتقوية السياق.

وأشارت الندوة إلى أن كتاب "مستقبل ثورة المرأة وأساسها التاريخي" يشكل إضافة نوعية للنقاشات الفكرية حول التاريخ النسوي، من خلال اعتماده على منهج الجنولوجيا النسوي، غير أنه يحتاج إلى بعض التعديلات المنهجية ليكتسب صفة البحث الأكاديمي المتكامل.

 

 

وأكد المشاركون أهمية بناء قاعدة بيانات للشهادات الميدانية، ولا سيما شهادات النساء اللواتي خضنّ تجربة الاعتقال لدى داعش، إضافة إلى إدراج مراجع مفصلة بعد كل فصل لتوثيق القصص والانتهاكات.

ومن بين التوصيات أيضاً متابعة ملف الآثار المنهوبة من الحقبة النيوليتيكية والعمل على استردادها بوصفها جزءاً من الذاكرة النسوية المسلوبة، إلى جانب الدعوة لإنشاء شبكة تضامن نسوي عالمي مؤمنة بمنهج الجنولوجيا، تعزز التواصل بين النساء في مختلف أنحاء العالم وتبني جسوراً مشتركة لمواجهة التحديات المعاصرة.