ناشطة في سجن إيفين: نشاهد الموت في كل لحظة فلا تحدثونا عن الأمن

مع اتساع رقعة الحرب الإيرانية الإسرائيلية يوماً بعد يوم، يعيش المعتقلين وضعاً خطيراً ومنسي خاصة في السجون التي تضم معتقلين سياسيين مثل سجن إيفين، ويواجهون أوضاعاً بالغة الخطورة تفتقر إلى الأمن مع استمرار القصف.

مركز الأخبار ـ وصفت الناشطة مهوش (سايه) صيدال الأوضاع داخل سجن إيفين في ظل الحرب التي تشهدها إيران قائلة "في إيفين نشاهد الموت في كل لحظة، بين خوف القنابل الإسرائيلية وخطر الاعتداءات الداخلية".

بينما تدخل الحرب الشاملة بين إيران وإسرائيل يومها الخامس، تشير التقارير إلى وضع مقلق في السجون، لا سيما بالنسبة للسجناء السياسيين في إيران، كسجن إيفين الذي كان على مدار السنوات الماضية مكان احتجاز للعديد من السجناء السياسيين والنشطاء المدنيين والصحفيين، وأصبح الآن وسط الهجمات الصاروخية وبات أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى.

 

ظروف السجن غير الآمنة

وتواجه السجون الإيرانية خاصة سجن إيفين، أوضاعاً متدهورة وسط تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل، ووفقاً لشهادات معتقلين سياسيين، تعاني تلك السجون من نقص شديد في الغذاء والمياه، والأدوية، بالإضافة إلى انقطاع مستمر للكهرباء.

وصفت السجينة السياسية والناشطة في مجال حقوق المرأة، مهوش (سایه) صیدال، في رسالة من داخل السجن الوضع بأنه حالة من الرعب المستمر "في إيفين نعيش بين خوف القصف الإسرائيلي وخطر الاعتداءات الداخلية، فالموت هنا حاضر في كل لحظة والأمل أصبح جريمة فلا تحدثونا عن الأمن".

 

خطر القصف والإهمال

رغم تحذيرات الجيش الإسرائيلي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إخلاء طهران فوراً ووسط تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل، يواجه السجناء السياسيون في إيران خطراً متزايداً، حيث لم تصدر أي تعليمات رسمية بشأن إجلائهم إلى أماكن أكثر أماناً.

وبحسب سجاد حائری، شقيق السجين السياسي أحمد رضا حائری، أعلنت إدارة سجن قزل حصار في كرج قطع جميع الاتصالات الهاتفية منذ بداية الهجمات الإسرائيلية، ما أدى إلى حالة من الاحتجاج داخل السجن، وفي إجراء استثنائي، سمحت السلطات للمعتقلين باستخدام الهواتف لمدة خمس دقائق فقط بعد تصاعد التوتر في الجناح ٨.

وتعيش سجون إيران الآن وضعاً حرجاً للغاية، إذ تفتقر إلى حماية فعّالة لحياة السجناء في ظل صمت السلطات، ويُعدّ صوت مهوش (سايه) صيدال، بمثابة تحذير مؤلم عندما قالت إنه "في السجن، لا يقتصر الأمر على انعدام الأمن، بل يتفاقم الخوف والعزلة المفروضة والنسيان، وهي التهديدات التي تُخيّم على السجناء لحظة بلحظة".

وأفادت تقارير نشرتها وكالات أنباء حقوق الإنسان، أن غارة جوية على منشأة عسكرية بالقرب من سجن ديزل آباد في كرماشان تسببت بانفجار امتد إلى مجمع السجن، ما تسبب بحالة من الذعر بين السجناء.

وبحسب التقرير، اندلعت أعمال توتر وشغب في بعض السجون نتيجة الفوضى والخوف الناجم عن نقص المعلومات، وبدلاً من إدارة الوضع لجأت قوات الأمن إلى استخدام الأسلحة النارية لمواجهة السجناء، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة ودموية.

وبحسب المعلومات الأولية، فقد لقي ما لا يقل عن 15 سجيناً حتفهم، وأصيب أكثر من 30 آخرين، ونُقل المصابون إلى مستشفيي "الإمام الرضا" و "الطالقاني" لتلقي العلاج.