ميلاد جديد للوحدة النسائية الكردية في أوروبا

في خطوة جديدة نحو ترسيخ الوحدة الوطنية للمرأة الكردية، أعلن عن تشكيل مبادرة الاتحاد الوطني للنساء الكرديات في أوروبا، لحماية نضال المرأة الكردية وتعزيز وحدتها في مواجهة التحديات التاريخية والسياسية التي عصفت بالشعب الكردي لعقود.

مركز الأخبار ـ في ذكرى استشهاد ليلى قاسم، رمز المقاومة النسائية الكردية، أعلنت النساء الكرديات المقيمات في أوروبا عن تشكيل "مبادرة الاتحاد الوطني للنساء الكرديات في أوروبا"، مؤكدات أن الوحدة هي مفتاح الوجود والمقاومة، داعيات جميع النساء إلى التكاتف والمشاركة في هذه المسيرة التاريخية نحو كردستان حرة. 

في إطار الجهود المبذولة من أجل الوحدة الوطنية، اجتمعت الأحزاب الكردية والمؤسسات الدينية والعقائدية والمنظمات النسائية المستقلة في أوروبا، وقررت تأسيس مبادرة جديدة باسم "مبادرة الاتحاد الوطني للنساء الكرديات في أوروبا"، وجاء في البيان "نحن، كنساء من أجزاء كردستان الأربعة، في الذكرى الحادية والخمسين لاستشهاد ليلى قاسم، إحدى رموز المقاومة النسائية الكردية، التي استشهدت على يد نظام البعث في 12 أيار 1974، نجتمع معاً مستلهمين من تقاليد النضال التي جمعت بين سارالار وهفرين خلف وشيرين ألام هولي".

وأشارت المبادرة في بيانها إلى أن النساء الكرديات في أوروبا اجتمعن تحت شعار "الوحدة هي الوجود" بهدف وحدة المرأة الكردية وحماية نضالها وتقاليدها وإنجازاتها وحماية هذا التراث "كنساء كرديات هُجِّرن قسراً، نتذكر بكل امتنان واحترام شهداء كردستان والمقاتلات من أجل الحرية اللواتي ضحين بحياتهن".

وتابع البيان "يواجه الشعب الكردي منذ أكثر من مئة عام تهجيراً قسرياً وتهميشاً واستبعاداً وإبادة جماعية، ومن أصعب عواقب هذه السياسات القمعية إجبار شعبنا على مغادرة أرضه، كان هدف القوى الحاكمة إبعاد شعبنا عن هويته وثقافته بعقلية أبوية واحتكارية واستعمارية، ومنعه من تحقيق مكانته، تم تهجير ملايين الكرد قسراً من أرضهم، ومع ذلك، فقد أظهر الشعب الكردي، سواء في أجزاء كردستان الأربعة أو في أوروبا، مقاومة حازمة لحماية هويته وثقافته ولغته".

وأشار البيان إلى أنه "في ظل هذه الأزمة والصراع والفوضى التي نعيشها اليوم، والتي نجمت عن الحرب العالمية الثالثة، كانت النساء الأكثر معاناةً، فقد استُخدمن كغنائم حرب، واستُعبدن، واغتُصبن، وقُتلن، ومع ذلك، استخدمت آلاف النساء أجسادهن كدروع لحماية شعوبهن ومستقبلهن، وبذلك أسست الحرية التي ننعم بها اليوم".

وأضاف البيان "إن ثورة المرأة في روج آفا هي النتيجة الأكثر وضوحاً وتاريخية لهذه المقاومة. إن النظام الديمقراطي الذي بني بقيادة النساء يعطي كل الشعوب الحق في استخدام لغتهم الأم، حتى يتمكنوا من العيش وحكم أنفسهم بلغتهم الخاصة. لقد أصبحت فلسفة "Jin Jiyan Azadî" دعوة عالمية للمقاومة بين النساء في جميع أنحاء العالم وقوة عالمية في النضال من أجل حرية المرأة، مستوحاة من الحركات الأممية".

ولفت البيان إلى أن الأنظمة التي يهيمن عليها الذكور، تخاف من هذا التطور، لذا تستمر في قمع النساء واضطهادهن بشكل منهجي، ولكن النساء في كل مكان وفي كل الظروف أحبطن هذه السياسة وشكلن مسار التاريخ من خلال نضالهن "في هذه الفترة التاريخية نقول؛ الآن هو الوقت المناسب لبناء مستقبلنا بأيدينا الأسباب التي تجمعنا أكبر من الأسباب التي تفرقنا. قد تختلف معتقداتنا وألواننا وأفكارنا؛ لكن دموعنا لها نفس اللون. نحن مثاليون وأقوياء معاً ونؤكد أننا سنستمد القوة والنعمة من نضالنا الذي دام قرناً من الزمان ونظل مخلصين لإرث رفيقاتنا اللواتي ضحين بحياتهن من أجل الحرية والديمقراطية".

ودعا البيان ممثلات المنظمات النسوية وعضوات الأحزاب السياسية والفنانات والمثقفات والكاتبات والشخصيات النسائية إلى التكاتف والوقوف تحت مظلة الاتحاد الوطني النسائي الكردي في أوروبا "نحن الآن في مرحلة تاريخية في تحقيق وحدتنا الوطنية وإقامة منظمة نسائية كونفدرالية وديمقراطية، فلننقل تجربة وتاريخ وفن وعمل ونضال المرأة، إلى الأجيال القادمة في بلدنا. دعونا نحرر المرأة الكردية ونعزز وحدتنا وننظم أنفسنا من أجل إقامة كردستان الحرة".