مصير مجهول وغموض يلفّ مصير المختطفين في الساحل السوري

يستمر الغموض حول مصير عدد من المختطفين في مناطق الساحل السوري، إذ عادت سمر إسماعيل وعليها أثار الضرب، وظهرت هديل أجداري في فيديو دون معرفة أسباب اختفائها، بينما لا يزال الطفل محمد قيس والشابة نعمى إبراهيم مفقودين حتى الآن.

مركز الأخبار ـ تندرج حالات اختفاء واختطاف النساء والفتيات والأطفال في مناطق الساحل السوري ضمن نمط مقلق من الحوادث المتكررة التي باتت تُثير الذعر والقلق بين السكان، في ظل غياب الشفافية حول ملابسات هذه الوقائع، وغياب المساءلة القانونية، ما يعمّق الشعور بانعدام الأمان ويزيد من حالة التوتر المجتمعي.

قالت مصادر محلية من الساحل السوري اليوم الأربعاء 15 تشرين الأول/أكتوبر، إنه تم العثور على المواطنة سمر إسماعيل، وهي أم لأربعة أطفال في الأربعينيات من عمرها، بعد أيام من فقدان الاتصال بها منذ السبت الماضي، أثناء توجهها من منزلها إلى منزل شقيقتها في حي الدعتور على طريق الغاب بريف حماة، وتم نقلها بدايةً إلى منزل شقيقتها، قبل أن تعود لاحقاً إلى منزلها في مدينة اللاذقية.

وأشارت المصادر إلى أن سمر إسماعيل كانت في حالة صحية ونفسية حرجة عند العثور عليها، حيث ظهرت عليها آثار ضرب مبرح، وكانت عاجزة عن الوقوف أو التحدث لساعات، ما أثار قلقاً واسعاً في أوساط الأهالي بشأن ظروف اختفائها وما تعرضت له خلال تلك الفترة.

بالتزامن مع العثور على سمر إسماعيل، عادت الشابة هديل أجداري، طالبة الإرشاد النفسي في جامعة تشرين بمدينة اللاذقية، والتي فُقدت الأحد 12 تشرين الأول/أكتوبر في طريق ذهابها إلى الجامعة، وظهرت هديل أجداري في مقطع فيديو قصير إلى جانب والدها، أكدت فيه عودتها قائلة "أنا هديل محمد أجداري، خريجة إرشاد نفسي مواليد 2002، انفقدت الأحد ورجعت اليوم"، دون أن يدلي والدها بأي تصريح يوضح ملابسات اختفائها أو مكان وجودها خلال تلك الفترة، ما أثار تساؤلات عديدة.

في المقابل، لا يزال الغموض يحيط بمصير الطفل محمد قيس حيدر، البالغ من العمر نحو 10 سنوات، والذي اختطفته مجموعة من المسلحين الملثمين قبل أكثر من أسبوع من أمام مدرسته في حي المشروع العاشر بمدينة اللاذقية، وحتى الآن لم ترد أي معلومات رسمية أو شعبية عن مكان وجودها أو الجهة التي تقف وراء اختطافه، ما يثير قلقاً واسعاً في أوساط الأهالي ويزيد من حالة التوتر في المدينة.

وما تزال الشابة نعمى محمد إبراهيم، البالغة من العمر 34 عاماً، في عداد المفقودين منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بعد مغادرتها منزلها في قرية خربة المعزة بريف طرطوس متجهة إلى مدينة طرطوس. ومنذ ذلك الحين، انقطعت أخبارها تماماً، ولا تزال ظروف اختفائها غامضة، وسط قلق متزايد لدى ذويها وسكان المنطقة في ظل تكرار حوادث الاختفاء دون أي توضيحات رسمية.