مركز العلاقات الخارجية للنساء الكرديات: لنجعل من كل يوم يوماً للنضال
أكد مركز العلاقات الخارجية للنساء الكرديات، أن قتل النساء فعل سياسي مرتبط بالنظام الذكوري الدولتي الرأسمالي، ومواجهته تتطلب نضالاً جذرياً ودائماً، إذ يتغلغل العنف في الحياة كلها، والتنظيم هو الدرع الأقوى لحماية النساء.
مركز الأخبار ـ العنف ظاهرة غير إنسانية تتجلى اليوم بأشكال جسدية ونفسية واقتصادية وثقافية ورقمية، تُمارس بشكل ممنهج ضد النساء والمجتمعات والطبيعة، وتُستخدم كأداة لخدمة السلطة، وقد شكلت حادثة اغتيال الأخوات ميرابال، اللواتي تحوّلن إلى رمز عالمي للمقاومة، منطلقاً لاعتماد اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، أصدر مركز العلاقات الخارجية للنساء الكرديات (REPAK)، اليوم الأحد 23 تشرين الثاني/نوفمبر، بياناً استذكر فيه جميع النساء اللواتي كنّ ضحايا الظلم وقسوة النظام الذكوري، مشدداً على ضرورة مواصلة النضال من أجل بناء عالم خالٍ من العنف يليق بالإنسانية والنساء.
أكد البيان أن النظام الذكوري عبر التاريخ لم يترك مكاناً أو زماناً خالياً من العنف، وأن النساء هن الأكثر تضرراً من المجازر التي يرتكبها هذا النظام، موضحاً أن النساء حول العالم تتعرضن اليوم لهجمات تصل إلى حد الإبادة، حيث يُقتلن ويُستهدفن بسبب جنسهن ووضعهن الاجتماعي ولونهن وأعمارهن ولغاتهن، في ظل ثقافة ذكورية تعتبر المرأة بلا قيمة وتحدد وجودها في خدمة الرجل.
وأوضح المركز من خلال البيان أن السلطة الذكورية التي تجسّدها الدولة قامت أساساً على إخضاع النساء واستعبادهن "هذا النظام القمعي يدرك تماماً أن انهيار هذا الركن سيؤدي إلى سقوطه بأكمله. لذلك، تُسخَّر السياسة والقانون والعلم والجيش والأمن والمدارس والسجون والملاعب والفن والإعلام والموضة والرياضة والعائلة والإعلانات وغيرها لتثبيت دعائم النظام الأبوي، فالدولة ليست سوى تجسيد لنظام ذكوري أبوي، حيث تتحول حتى أصغر مؤسسة سلطوية، مثل العائلة، إلى فضاء يُعاد فيه إنتاج الأبويّة الفردية ويُعمَّق حضورها".
"العنف فعل سياسي... والمقاومة فعل حياة"
وشدد على أن هذا العام، واجهت النساء أشكالاً متعددة من العنف حول العالم في غزة، سوريا، السودان، وإيران حيث أُعدمت مئات النساء، وفي تركيا حيث تعرضت آلاف منهن للتعذيب بسبب مواقف سياسية، كما استمرت جرائم قتل النساء تحت ذريعة "الشرف"، وتفاقمت معاناتهن بسبب البطالة والفقر والهجرة. وفي العراق، فُرضت قيود قانونية جديدة فتحت الباب لزواج القاصرات وتعدد الزوجات، ما شكّل انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة.
منذ اغتيال الأخوات ميرابال عام 1960 وحتى اليوم، ما زالت النساء والأطفال يُقتلون بلا رادع، وكأن دماؤهم لا تقل عن دماء الحروب. هذه ليست حتمية، فالقتل والانتحار بين النساء ليس صدفة، بل نتيجة واقع قاسٍ تُحرف معانيه ويُفلت مرتكبوه من العقاب.
وأكد البيان أن "قتل النساء فعل سياسي، ومواجهة النظام الذكوري ـ الدولتي ـ الرأسمالي لا تكون إلا بنضال جذري، فالعنف اليوم يتغلغل في تفاصيل حياتنا كافة، لذلك لا يمكن أن يُختزل نضال النساء في يوم واحد، إنما هو مقاومة دائمة، في كل لحظة وكل مجال من مجالات الحياة، ولتحقيق فعالية هذا النضال، لا بد أن تمتلك النساء أدوات التنظيم، فهو الحماية الأعمق والدرع الأقوى".
وفي ختام البيان، وجه مركز العلاقات الخارجية للنساء الكرديات نداءً بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة "فلنجعل من كل يوم مناسبة للنضال والمقاومة والحماية، كما هو يوم 25 تشرين الثاني. لنعمل معاً بعلمٍ راسخ، وبوعيٍ متقد، وبقوة تنظيم النساء، من أجل بناء عالم خالٍ من العنف، عالم يسوده السلام والحرية".