"معركتكن هي معركتنا وكرامتكن هي كرامتنا" مؤتمر ستار يتضامن مع نساء السودان
أكد مؤتمر ستار على أن "نساء الفاشر لا يواجهن العنف وحدهن… نحن معهن، صوتاً ودرعاً" ففلسفة "المرأة، الحياة، الحرية" ليست شعاراً، بل وعدٌ بالنضال، بالتنظيم، وبالكرامة التي لا تُقهر.
قامشلو ـ عبّر مؤتمر ستار في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا من خلال البيان الذي أصدر عن تضامنه مع نساء السودان، وخاصة نساء مدينة الفاشر، اللواتي تواجهن أفظع أشكال العنف والانتهاكات، قائلاً "معركتكن هي معركتنا، وكرامتكن هي كرامتنا. إن الوحدة والتنظيم والقدرة على حماية الذات هي القوة الحقيقية التي ستصنع الحرية والعدالة".
أصدر مؤتمر ستار اليوم الأربعاء 5 تشرين الثاني/نوفمبر بياناً، تضامناً مع نساء السودان اللواتي تشهدن ممارسات وانتهاكات يندى لها جبين الإنسانية، جاء فيه "نحن، نساء مناضلات من مؤتمر ستار، نرفع اليوم صوتنا بقلوب مثقلة بالحزن والألم، متضامنين مع كل امرأة في السودان، ونخص بالذكر نساء الفاشر اللواتي تعشن أبشع لحظات حياتهن تحت وطأة العنف الوحشي، والقتل، والاغتصاب الممنهج، والاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، وتشريد الآلاف من المنازل".
ما تعرضت له النساء في الفاشر ليس مجرد اعتداءات، بل هو جريمة ضد الإنسانية وإبادة متعمدة للمرأة، واستهداف مباشر لكل مجتمع يسعى للحرية والعدالة، كما أوضح البيان "معاناتكن هي معاناتنا، ونشارككن الألم، والخوف، واليأس الذي يعتصر القلوب، مصمّمات على أن لا يمر الصمت العالمي دون أن يسمع أصواتكن، وأن لا يظل الظلم يهدد حياتكن دون محاسبة".
وأكد مؤتمر ستار من خلال بيانه على أن "المرأة هي قلب المجتمع وعموده الفقري، وأن حرية المرأة واستقلالها هما حجر الأساس لكل مجتمع حر وعادل. في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها نساء الفاشر، يصبح واجبهن، وواجب كل النساء الحرّات في العالم، أن يكنّ حاميات لأنفسهن ولوجودهن. الحماية لا تتحقق بالاعتماد على الآخرين فقط، بل من خلال بناء شبكات تنظيمية نسائية قوية، على النساء أن تجتمعن من كل المدن والقرى، وتؤسسن آليات حماية عملية تشمل الدفاع الذاتي، نقاط أمان جماعية، التوثيق والمراقبة، وتوفير الدعم النفسي والمادي للناجيات والمتضررات. إن تنظيم النساء لأنفسهن اجتماعياً ونسوياً ليس خياراً، بل هو سبيل البقاء والحفاظ على الحياة الكريمة في وجه الظلم والقهر".
نضال المرأة ضد الاحتلال والعنف والذهنية السلطوية لا يمكن أن يكون فردياً؛ هذا ما شدد عليه مؤتمر ستار "هو نضال جماعي يتطلب وحدة النساء في كل مكان، وصوتاً مشتركاً يواجه الظلم بكل قوته وعزيمته. كل هجوم على امرأة هو هجوم على المجتمع بأسره، وكل خطوة تقوم بها النساء لحماية أنفسهن ولتنظيم مجتمعاتهن هي خطوة نحو الحرية والكرامة والعدالة. من خلال فلسفة "المرأة، الحياة، الحرية"، نعلن أن الألم الذي تعيشه نساء السودان هو ألم عالمي، وأن مسؤولية كل النساء الحرّات في العالم أن يقفن سنداً لهن، ينقلن أصواتهن، ويطالبن المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والحقيقي لإنقاذ النساء وحماية حقوقهن".
"نرفع صوتنا اليوم إلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية"، مطالباً بالتحرك الفوري لإنهاء الحرب وإيقاف كل أشكال العنف ضد نساء الفاشر وكل نساء السودان "يجب أن تُستمع صرخات النساء وتُحترم حياتهن وكرامتهن، ويُقدم لهن الدعم الكامل بما في ذلك مأوى آمن، رعاية صحية ونفسية عاجلة، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المتضررة دون تأخير أو عراقيل".
ودعا مؤتمر ستار إلى ضرورة فتح تحقيق دولي مستقل وشفاف لكشف الحقائق ومحاسبة جميع مرتكبي الجرائم، لضمان عدم إفلات أحد من العقاب، ولإرسال رسالة واضحة أن انتهاك حقوق النساء لن يمر دون مساءلة "نؤكد على ضرورة دعم المبادرات النسوية المحلية وتمكين النساء من المشاركة الفاعلة في صنع القرار وإعادة بناء المجتمع على أسس العدالة والمساواة، لضمان وضع حد دائم للعنف وإرساء سلام حقيقي وشامل ينهى الحرب، يحمي النساء، ويكفل الحرية والكرامة لكل أفراد المجتمع".
وفي ختام البيان أكد مؤتمر ستار أن صمود نساء السودان ونضالهن من أجل الحياة الكريمة والكرامة الإنسانية هو امتداد لنضال كل النساء الحرّات في العالم، وأن التضامن معهن ليس مجرد شعور عابر، بل هو التزام أخلاقي وإنساني ومسؤولية جماعية تحتم علينا الوقوف إلى جانبهن "نحن نعلن لكنّ أننا سند وعضد، نحمل معكن المعاناة، ونرفع أصواتكن إلى العالم كله، لنؤكد أن معركتكن هي معركتنا، وأن كرامتكن هي كرامتنا. إن الوحدة والتنظيم والقدرة على حماية الذات هي القوة الحقيقية التي ستصنع الحرية والعدالة، وسيظل مؤتمر ستار داعماً لكل النساء في بناء مجتمع يضمن المساواة، الأمن، والاستقلال، بعيداً عن العنف والقهر، وفق فلسفة "المرأة، الحياة، الحرية" التي تمثل جوهر رؤيتنا ووجودنا".