مقتل 428 امرأة في تركيا وشمال كردستان

تتعرض النساء لعنف مضاعف في غياب القوانين العادلة التي تنصف حقوقهن، لتصبحن ضحية ممارسات السلطة الذكورية والعادات والتقاليد.

ديلان ساري

مركز الأخبار ـ أن أشكال العنف المختلفة، سواء في الأسرة أو في المجتمع، هي انتهاكات لحقوق الإنسان تسببت بأضرار لا يمكن علاجها في نفسية المرأة ويستمر عنف الرجال ضد النساء في جميع أنحاء العالم بسبب عدم المساواة بينهم.

لا تزال المرأة تعرض للعنف المنهجي في تركيا وشمال كردستان، حيث يتم الحفاظ على التقاليد التمييزية ضدها، ولا يتم تنفيذ التدابير لحمايتها، ولا إجراء محاكمات عادلة ولا حتى معاقبة المجرمين، وتتعرض النساء للضرر والإساءة من قبل أشخاص مجهولين وأحياناً من قبل الرجال المقربين منهم.

وأي محاولة للحد من حياة المرأة والسيطرة عليها ستؤدي في نهاية المطاف إلى تأجيج العنف ضدها. تتعرض النساء للتحرش بل والقتل من قبل الرجال بذرائع مختلفة، مثل طلب الطلاق أو عدم الموافقة على الزواج القسري، أو الاستمرار في علاقة لا ترغبن بها، أو اتخاذ قرارات بشأن حياتهن الشخصية، أو اختيار الملابس التي ترغبن في أردائها، فالرجال الذين يحرمون المرأة من حقها في الحياة هم في الغالب أقرب الأشخاص إليها، مثل زوجها، أو أطفالها، أو إخوتها، أو أصدقائها، أو جيرانها، أو زوجها السابق، أو حتى والدها.

عدم كفاية التحقيقات في الوفيات المشبوهة

يتم تسجيل العديد من الوفيات المشبوهة للنساء على أنها وفيات طبيعية أو حوادث أو حالات انتحار دون إجراء تحقيق مناسب في الأسباب التي أدت إلى القتل، تعد قضية مقتل سولي جيت التي يبدو أنها انتحرت بإلقاء نفسها من الطابق العشرين في أحد المباني في أنقرة مثالاً على حالات الوفاة المشبوهة.

عدم وجود إحصائيات رسمية عن حجم العنف

ولا توجد إحصائيات رسمية عن مستوى العنف ضد المرأة، وبدلاً من ذلك يقوم الصحفيون ومنظمات حقوق المرأة بجمع البيانات من أحداث العنف التي تغطيها وسائل الإعلام وحتى التغطية الإعلامية لأعمال العنف هذه لا تظهر بصورة خطيرة للوضع.

وجمعت وكالة أنباء JINNEWS البيانات المتعلقة بالعنف ضد المرأة، ففي الأشهر العشرة الأولى فقط من عام 2023، قُتلت 264 امرأة و21 طفلاً على يد رجال، وتوفيت 164 امرأة و24 طفلاً بشكل مثير للريبة.

العنف الذكوري آخذ في الارتفاع

وفي تقييمها للبيانات لإحصائيات القتل هذا العام في تركيا وشمال كردستان وحول العنف ضد المرأة قالت جولشان كوشوك، محرر وكالة JINNEWS "نعيش في فترة ارتفع فيها العنف الأبوي، وعنف الدولة ضد المرأة، والحروب في الشرق الأوسط هي الأزمة من أبرز العلامات على ذلك، مضيفةً أنه هذه الحروب، بغض النظر عن تناقضاتها أصبحت من أشكال العنف ضد المرأة وتؤثر على حياتها كلها، لا تظهر إحصائيات العنف سوى جزء من الواقع في تركيا وشمال كردستان.

وبحسب إحصائيات الوكالة فقدت 428 امرأة وفتاة حياتها على الأقل في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023، وتم الإبلاغ عن 164 من هذه الوفيات على أنها مشبوهة.

إن إضفاء الشرعية على العنف هو بمثابة ختم الموافقة على عدم المساواة

وأوضحت أن تجاهل الوفيات وحالات العنف ضد المرأة، والتي لا يتم تسجيلها في كثير من الأحيان، ليس علامة على حسن النية بل تؤدي في الواقع إلى إضفاء الشرعية على هذا العنف، مشيرةً إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لانتشار العنف هو وجود عقلية تغطي عن العنف ومرتكبيه؛ ولذلك ربما يكون الصراع الأهم هو الصراع مع هذه العقلية.

ودعت على ضرورة التحرك من خلال تغيير هذه العقليات المتجذرة، كلما ارتفع صوت المناصرين للمساواة، كلما زاد الأمل في تحقيق المساواة.

وتزامناً مع اليوم العالمي للمرأة والذي يصادف الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، قالت على الرغم من أن هذا اليوم مهم للغاية من الناحية الرمزية لمكافحة العنف الأبوي، إلا أن نضال المرأة لا ينبغي أن يقتصر على هذا اليوم فقط، مؤكدةً أن مكافحته يجب أن تتوسع كل يوم، كلما ارتفع صوت الاحتجاج اقترب اليوم الذي تستطيع فيه المرأة تحقيق المساواة والعدالة.