المغرب ـ في السنوات الأخيرة أصبحت الرياضة النسائية في المغرب عنواناً للتحول الإيجابي والتغيير المجتمعي، في مشهد يعيد رسم دور النساء في الفضاء العمومي، ويؤكد أن الاستثمار في الرياضة النسائية هو استثمار في طاقات قادرة على الإلهام وصناعة التغيير.

في لحظة فارقة من مسار تمكين النساء في الرياضة، أهدى المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم جمهورَه انتصاراً جديداً يعكس طموحاً جماعياً يتجاوز حدود الملاعب، تأهلت لبؤات الأطلس إلى نهائي كأس إفريقيا للسيدات ـ المغرب 2024، ليس مجرد إنجاز رياضي، بل شهادة حية على ما تحققه النساء حين تتوفر لهن الفرص، وتفتح أمامهن مساحات التعبير والتميز.

تأهل المنتخب المغربي النسوي، أمس الثلاثاء 22 تموز/يوليو إلى نهائي البطولة القارية بعد فوزه على نظيره الغاني في مباراة احتضنها الملعب الأولمبي بالعاصمة الرباط. وانتهت المواجهة بالتعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، قبل أن تحسم لصالح المغربيات بركلات الترجيح بنتيجة 4-2.

وجاء هذا الإنجاز بعد مسار مميز للبؤات، اللاتي أطحن بالمنتخب المالي في ربع النهائي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، في حين بلغت غانا هذا الدور بعد تعادل سلبي مع الجزائر، حسم لصالحها بركلات الترجيح.

أما المباراة الأخرى في نصف النهائي، والتي أقيمت على ملعب العربي الزاولي بالدار البيضاء، فقد شهدت تأهل منتخب نيجيريا إلى النهائي بعد فوزه على جنوب إفريقيا بنتيجة 2-1.

وبالعودة إلى مجريات اللقاء بين المغرب وغانا، فقد افتتحت نياميكي التسجيل لصالح منتخب بلادها في الدقيقة 20، ورغم تأخرهن في الشوط الأول، أظهرت لاعبات المغرب عزيمة قوية ومهارات عالية، لتدركن التعادل في الشوط الثاني، وتدفعن باللقاء إلى ركلات الترجيح، حيث تألقن برباطة جأش واضحة.

وبهذا الانتصار، تضمن المغربيات حضوراً في المشهد الختامي للبطولة، الذي سيقام السبت المقبل بالرباط، أمام منتخب نيجيريا صاحب الخبرة القارية الطويلة، أما منتخب غانا فسيواجه جنوب إفريقيا لتحديد المركز الثالث.

ويمثل هذا التأهل لحظة تاريخية ليس فقط في مسار الرياضة النسوية المغربية، بل في مشهد أوسع يعيد رسم دور النساء في الفضاء العمومي، ويؤكد أن الاستثمار في الرياضة النسائية هو استثمار في طاقات قادرة على الإلهام وصناعة التغيير.