رونيدا حاجي

الحسكة ـ في الرابع والعشرين من آذار/مارس 1993، اندلع حريق ضخم في سجن الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا، ما أدى إلى مقتل 61 شخصاً غالبيتهم من الكرد، وإصابة ما يقارب 100 شخص آخرين.

طالبت مهدية حاج محمد وهي أم لتسعة أطفال وفقد زوجها حياته في حريق سجن الحسكة، بفتح ملف حريق السجن من جديد من أجل تحقيق العدالة.

وعن اعتقال زوجها، قالت مهدية حاج محمد "في ذلك الوقت كان النظام السوري يضغط على الشباب ويجبرهم على بيع السجائر، لكن زوجي لم يحتمل هذا الوضع وكان دائماً يرفض ذلك ويقول إنه لن يفعل هذا، لذلك اعتقلوه، كما كان له صديق لم يقبل بذلك، فعلقوه على الدوار وأطفأوا السجائر في وجهه، وتحت ضغوط وأعذار مختلفة، تم اعتقال الشباب الكرد".

وتم إشعال الحريق من قبل مجهولين، بالتزامن مع مساعي اقتحامه من قبل الفرق الأمنية، وبعد اشتعال الحريق في أحد المهاجع رفضت السلطات فتح الأبواب، رغم تعالي أصوات السجناء وثم احتراقهم ضمن المهجع.

 

"الاستعدادات كانت جارية قبل حريق السجن"

وأكدت مهدية حاج محمد أن حكومة دمشق تعمدت إحراق السجن "في 23 آذار ذهبت لزيارة زوجي، وأخبرني أن إدارة السجن أحضروا مادة بيضاء اللون مثل الطحين ورشوها على أرضية المهاجع. وقتها قلت له أيعقل أن تكون تلك المادة مثل المادة التي رشوها في سينما عامودا، وقال زوجي لي أن إدارة السجن قطعت عنهم مادة الكاز لفترة من الزمن، لكن في تلك الليلة وزعت الكاز على السجناء بكميات وفيرة وحلقوا شعر جميع السجناء وحمموهم وكأن شيئاً ما سيحدث، وكانت صهاريج المياه وسيارات الإطفاء التي جاءت لإطفاء الحريق في السجن فارغة ولم يكن فيها ماء، وبعد اندلاع الحريق ذهبنا إلى السجن، كانوا قد أحضروا آلاف الجنود لمنع الناس من الهجوم والاقتراب من السجن. عدنا إلى المنزل دون أن نعلم أي شيء، وبعد ذلك أبلغنا جنود النظام أنه احترق في السجن وأحضروا جثته".

 

"خطط العدو ضد الكرد هي ذاتها"

ولفتت مهدية حاج محمد إلى سياسة اعتقال الكرد "هذا الحريق كان متعمداً. مثل العديد من الأحداث، وبكل هذه الأفعال، فإنهم يستهدفون الشعب الكردي، ومثلما تمت مجزرة حلبجة وحرق سينما عامودا هذا الحادث أيضاً كان أحد هذه المخططات. لماذا احترق عدد كبير من الشباب الكرد في ذلك السجن؟ ويتم تطبيق هذه السياسة في جميع الدول، فاليوم تقوم الدولة التركية المحتلة باحتجاز واعتقال السياسيين والمثقفين والمناضلين من أجل تحقيق مصالحها وقمع صوت الحرية. هذه الحادثة بحد ذاتها تظهر الكراهية تجاه نضال الشعب الكردي".

ودعت إلى فتح ملف قضية الحريق في سجن الحسكة "إذا فتحت القضية وحصلت محاكمة عادلة فسوف تظهر الحقيقة اللاإنسانية لسياسة النظام، ولكن بعد مرور 31 عاماً، تجاهلت المنظمات الإنسانية هذه الحادثة، كما تتجاهل مجزرة حلبجة وسينما عامودا ومجازر الدولة التركية التي يتم تنفيذها اليوم. سنرفع مستوى النضال ضد الأنظمة الحاكمة وسننتصر بمشروع الأمة الديمقراطية الذي يمثل الحل الأساسي لجميع الشعوب".