مجلة "آفاق المرأة" تصدر عددها السادس عشر

يعد العدد السادس عشر امتداداً لمسيرة مجلة "آفاق المرأة" في تقديم محتوى معرفي وثقافي وفكري متجدد، يطرح القضايا المعاصرة التي تهم المرأة، ويعزز من وعي المجتمع بأهمية دورها، بما يجعل المرأة شريكاً لا غنى عنه في أي مشروع وطني.

قامشلو ـ عندما تلتقي رؤية المرأة بالوطنية، تتجسد معاني استعادة الهوية وبناء الحرية في مشروع إنساني شامل، قوامه المشاركة النسائية الفاعلة في كل أبعاد الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية. فالمرأة ليست عنصراً هامشياً في مسار الوطن، بل هي شريكة أصيلة في صياغة الوعي الجمعي وحارسة للذاكرة، وفاعلة في إنتاج القيم والمعرفة، ومحرّك أساسي للتغيير المجتمعي المستدام.

العدد السادس عشر من مجلة "آفاق المرأة" يفتح نافذة واسعة على قراءة نسائية لمفهومي الوطن والوطنية، مستعرضاً الأدوار المتنوعة للمرأة في التاريخ والحاضر، من صون الهوية إلى المشاركة الفاعلة في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية. هذا العدد يؤكد أن مستقبل أي وطن مرتبط بشراكة النساء في صنع القرارات، وأن الوطنية الحقيقية لا تتحقق إلا عندما يكون للمرأة صوت مؤثر وحضور ملموس في كافة مفاصل المجتمع.

يأتي العدد السادس عشر من مجلة "آفاق المرأة" في ظل تحولات سياسية واجتماعية متسارعة تشهدها المنطقة، ليؤكد على أن أي مجتمع لا يولي المرأة الاعتبار الكافي لا يمكن أن يحقق الاستقرار أو التقدم. فالمرأة ليست مجرد عنصر اجتماعي، بل هي شريك أساسي في بناء المجتمعات وصون هويتها الوطنية.

كما يشكل العدد مساحة معرفية لإعادة قراءة مفهومي الوطن والوطنية من منظور نسائي، حيث يناقش العلاقة المعقدة بين الهوية الذاتية للمرأة والانتماء الوطني، ويفتح المجال للتفكير النقدي حول الدور الذي لعبته النساء في صون الهوية الوطنية عبر التاريخ ومختلف الثورات الوطنية والاجتماعية، كما يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها النساء في تعزيز مفهوم الحرية والمواطنة، ويربط بين النضال الوطني والمطالبة بالعدالة الاجتماعية.

بالإضافة إلى ذلك، يتضمن العدد موضوعات موسعة حول دور المرأة في الإعلام ومؤسسات المجتمع، وعلاقتها بالمشهد السياسي والاجتماعي، ومدى تأثير التجاذبات الإقليمية والدولية على حياتها ومكانتها في المجتمع، كما يعالج قضايا الثقافة واللغة والذاكرة التاريخية، ويكشف كيف أن المرأة تشكل جسراً بين الماضي والحاضر، بين الهوية الفردية والجماعية، لتساهم في صياغة مستقبل مستدام ومبني على قيم المساواة والكرامة الإنسانية.

هذا ويؤكد العدد أن الوطنية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الاعتراف بدور النساء كشريكات كاملات في صنع القرار، وأن الحرية الاجتماعية والسياسية والوطنية مترابطة ارتباطاً وثيقاً مع تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في كل مجالات الحياة. ومن خلال هذا الإصدار، تواصل مجلة "آفاق المرأة" تعزيز خطاب نسائي نقدي يربط بين الفكر والثقافة والسياسة، ويؤكد أن المرأة ليست هامشاً في التاريخ، بل قلبه النابض، وأن بناء وطن حر ومستقر يبدأ بالاعتراف بمساهمتها في جميع مجالات الحياة.