مهرجان تعز الريادي… مساحة للنساء والشباب لإبراز مشاريعهم وسط التحديات
تستمر فعاليات النسخة الثانية من مهرجان تعز الريادي والنسخة الثالثة من معرض المشاريع الناشئة التي تقام بمدينة تعز في حدث يُعد من أبرز الفعاليات الشبابية والاقتصادية، جامعاً بين التدريب وريادة الأعمال، وعرض المشاريع الواعدة.
رحمة شنظور
اليمن ـ أكدت المشاركات في مهرجان تعز الريادي أن الفعالية شكّلت منصة مهمة لإبراز مشاريعهن والتعريف بمنتجاتهن، مشيرات إلى أن المهرجان أتاح لهن فرصة للتواصل مع الجمهور وتوسيع قاعدة العملاء كما أبرز تنوع الأفكار النسائية والريادية وقدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية.
شهدت مدينة تعز يوم السبت 22 تشرين الثاني/نوفمبر، انطلاق فعاليات النسخة الثانية من مهرجان تعز الريادي إلى جانب النسخة الثالثة من معرض المشاريع الناشئة، في حدث يُعد من أبرز المنصات الشبابية والاقتصادية في المدينة، ويجمع المهرجان الممتد على مدى أربعة أيام من الصباح حتى المساء، بين التدريب وريادة الأعمال وعرض المشاريع الواعدة ليمنح الشباب والنساء وأصحاب المبادرات مساحة مفتوحة للتعبير عن أفكارهم وتقديم حلول اقتصادية مبتكرة في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة.
وعلى هامش المهرجان قالت كوثر السباعي، مساعدة منظم مهرجان تعز الريادي، إن نسخة هذا العام تعتمد على ثلاثة مسارات أساسية تهدف لتوسيع المهرجان وتمكين الشباب حيث يركز المسار الأول على تأهيل الشباب المتطوعين "نعمل هذا العام مع 100 شاب وشابة، نقوم بتدريبهم وتمكينهم عبر منظومة مهرجان تعز الريادي ليكونوا جزءاً فاعلاً من الفعاليات والمبادرات المجتمعية، أما المسار الثاني فهو خاص بالمشاريع الناشئة والمتوسطة، والتي بلغ عددها 120 مشروعاً تم تحكيمها هذا العام من مختلف المجالات".
وأوضحت أنه "لدينا هذا العام أركان متنوعة تستعرض فيها المشاريع أعمالها، من ركن المنتجات اليمنية، وركن المشاريع الثقافية، والمبادرات المجتمعية، إلى ركن الأغذية والمشروبات جميعها تعكس تنوع الأفكار الريادية في تعز".
تمكين المشاريع وإيصالها إلى الضوء
وقالت إن المسار الثالث، يتمثّل في الحدث المفتوح للمهرجان الذي يستمر أربعة أيام، والهادف إلى تعزيز ثقافة ريادة الأعمال في مجتمع يواجه تحديات معقدة "نحاول في مهرجان تعز الريادي إيصال رسالة مهمة حول أهمية ريادة الأعمال في الوضع الذي تمر به اليمن عموماً وتعز خصوصاً، نعمل جاهدين على انتشال الأفكار الريادية وأصحاب المشاريع من الظل وتسليط الضوء عليهم".
ولفتت إلى أن التمكين لا يقتصر على توفير مساحة لعرض المنتجات، بل يتعداه إلى التدريب والتأهيل "نحن لا نوفر منصة للعرض فقط، بل نعمل على تدريب أصحاب المشاريع وتأهيلهم في كل الجوانب الأساسية التي يحتاجونها للانطلاق والتطور".
ويطمح القائمون على المهرجان إلى جعل هذه الفعالية السنوية نقطة انطلاق نحو اقتصاد محلي أكثر ديناميكية، وعن هذا الهدف من المهرجان أكدت كوثر السباعي أنهم يسعون بشكل عام لإيصال ثقافة ريادة الأعمال إلى المجتمع، وإبراز دور الشباب والنساء في خلق مشاريع قابلة للنمو، رغم الظروف الصعبة".
مشاريع نسائية وأفكار جديدة وطاقة تعافٍ للمحافظة
ويشكّل مهرجان تعز الريادي في نسخته الحالية مساحة حيوية لإبراز المشاريع النسائية والريادية التي استطاعت كسر التحديات المحلية وتقديم منتجات مبتكرة تلبي احتياجات السوق، وبين أروقة المهرجان، برزت قصص لنساء دفعتهن الإرادة والإبداع لتأسيس مشاريعهن، وتطويرها، والوصول بها إلى جمهور أوسع.
وبدورها أوضحت أميرة الحميري صاحبة مشروع "أميرة برودار" للعناية والتجميل، عن أهمية مشاركتها في هذه الفعالية "هذا المهرجان أتاح لنا فرصة أن يتعرف الناس أكثر على منتجاتنا، وأن تكبر قاعدة جمهورنا، كانت فرصة للوصول إلى شريحة جديدة من العملاء".
أما سحر أحمد، مالكة مشروع "بيرو كافي"، فتقول إن مشاركتها جاءت لعرض ما توصل إليه فريقها من تطويرات جديدة "هذا هو العام الثالث لنا في العمل، مشاركتي في المهرجان كانت لعرض منتجاتنا الجديدة والترويج لها، نحن فخورون بوصولنا إلى هذه المرحلة"، مشيرةً إلى أن المهرجان شكّل منصة مهمة للتواصل مع الجمهور، واستقبال ملاحظاتهم وتقييم مستوى المنتجات الجديدة قبل طرحها بشكل موسع في السوق.
حالة تعافٍ اقتصادي واجتماعي
من جهتها ترى الاستشارية النفسية أميرة الشرقبي، أن المهرجان يعكس حالة تعافٍ تعيشها مدينة تعز "يمكن عنونة هذا الحدث بأنه جزء من تعافي تعز، فهو يشجع الشباب ويحرّك الاستثمار داخل المدينة، يضم المهرجان نحو 120 مشروعاً متنوعاً، وهذا مؤشر على طاقة إيجابية نحتاجها جميعاً"، معتبرةً أن وجود هذا العدد من المشاريع في مكان واحد يرسل رسالة أمل بأن تعز قادرة على استعادة دورها الاقتصادي والحيوي تدريجياً.
تجربة جديدة للزوار
أكدت الزائرة ملاك محمد الشارقي أن مشاركتها الأولى في مهرجان تعز الريادي كانت تجربة مميزة، مشيدةً بحسن التنظيم والترتيب الذي اتسمت به الفعالية "استمتعت بمشاهدة المشاريع الجديدة بعضها كان مبهراً"، معتبرةً أن تنوع المنتجات المعروضة يعكس ارتفاع مستوى وعي الشباب بأهمية الجودة والابتكار، وهو ما يبرز قيمة المهرجان كمنصة لدعم الأفكار الريادية.
ويعكس مهرجان تعز الريادي الذي يستمر في يومه الثالث روح الإصرار التي يتمسّك بها شباب ونساء المدينة رغم التحديات، مقدّماً نموذجاً فاعلاً لقدرة المجتمع على خلق مساحات للتعافي الاقتصادي والاجتماعي.