'محاكمة قتلة النساء ستتم على يد نساء'

أكدت سعاد مصطفى والدة هفرين خلف والرئاسة المشتركة لحزب TEV-DEرمزية محمد أن محاكمة قتلة النساء لن تكون إلا بأيدي النساء.

حسنة محمد

الحسكة ـ ثورة روج آفا التي اندلعت في إقليم شمال وشرق سوريا بقيادة النساء، شاركت فيها العديد من السياسيات والحقوقيات والناشطات، وقد ناضلن ضد القوة والنظام التوسعي وأصبحن رمزاً للمقاومة.

من بين نساء إقليم شمال وشرق سوريا اللواتي أصبحن رمزاً للحرية من خلال نضالهن كانت هفرين خلف، التي لها إسهامات كبيرة في تأسيس سوريا الديمقراطية تاركةً بصماتها في تاريخ حرية المرأة، وهفرين خلف، التي شغلت منصب الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل، استشهدت في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2019، على خلفية هجوم وحشي على الطريق الدولي M4 من قبل قيادي في الجيش الوطني يدعى حاتم أبو شقرا.

 

تعيين القادة

بعد سقوط نظام البعث في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 على يد جهاديي هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع "الجولاني"، دخلت سوريا مرحلة جديدة، وفي 29 يناير/كانون الثاني 2025، عقد ما سمي بـ "مؤتمر النصر"، ليعلن خلاله أحمد الشرع "الجولاني" نفسه رئيساً للحكومة المؤقتة، وفي هذا المؤتمر أيضاً تم تعيين أحمد إحسان فياض الهايس المعروف بحاتم أبو شقرا هو ذاته قاتل هفرين خلف، ومحمد قاسم المعروف بأبو عمشة، ارتكب هذان الشخصان العديد من الجرائم بحق المدنيين والنساء في المناطق المحتلة من إقليم شمال وشرق سوريا خاصة في عفرين ورأس العين/سري كاني وتل أبيض/كري سبي.

وهناك انتقادات وردود فعل كثيرة من قبل النساء، خاصة نساء إقليم شمال وشرق سوريا، بشأن قضية تعيين قتلة النساء في مناصب إدارية في الحكومة المؤقتة، وطالبن بمحاكمة هؤلاء القتلة أمام المحاكم الدولية، حيث شاركت سعاد مصطفى والدة هفرين خلف ورمزية محمد الرئاسة المشتركة لحزب TEV-DEM في هذه المطالبة.

 

"بأي ضمير سيحكم القتلة البلاد؟"

أكدت سعاد مصطفى أن القتلة أصبحوا إداريين في الحكومة المؤقتة "بأي ضمير يستطيع أولئك الذين باعوا وجودهم إدارة البلاد وخدمة الشعب؟ تريد الدولة التركية تأكيد وجودها في الأراضي السورية من خلال هؤلاء القتلة، وهي تحاول توسيع احتلالها، ومن خلال سياسة الاحتلال أصبح هؤلاء قتلة للمدنيين وخاصة النساء، لا مكان للقتلة على الأراضي السورية، لأنها أرض مقدسة ولا ليس للفاسدين مكان فيها".

 

"إن بناء سوريا الديمقراطية بقيادة النساء أمر ممكن"

وأشارت سعاد مصطفى إلى أن هفرين خلف قامت بتزيين العلم السوري بلون الياسمين السوري، مضيفةً أن هذا هو السبب الذي يجعل القتلة لا يستطيعون أن يأخذوا مكانهم في حكم سوريا، "وكأم لهفرين خلف، لن أقبل أبداً القتلة تحت علم الياسمين السوري وأن يأخذوا مكانهم في الحكم، يجب على المجتمع السوري ألا يقبل حكمهم وتمثيلهم".

وأوضحت أنه "يجب على المرأة أن تأخذ مكانها في مواقع صنع القرار، لأنه بفضل نضال وتضحيات النساء، قاومت سوريا، ولن تقبل المرأة السورية العبودية والقمع، لأنها شربت من ماء الحرية، ولن تقبل أن يعود تاريخ العبودية إلى ما قبل 5000 عام ليتم قمعها بالعادات والتقاليد، وإن بناء سوريا الحرة والديمقراطية ممكن من خلال النضال والمقاومة وقيادة المرأة، لذلك يجب على المرأة السورية ألا تنحني لهؤلاء القتلة وأن تطالب بمعاقبتهم".

 

"يجب محاكمة القتلة من قبل النساء"

ودعت سعاد مصطفى منظمات حقوق الإنسان والمنظمات النسائية بملاحقة قتلة النساء وحماية حقوق المرأة، فهي التي من المفترض أنها تحمي حقوق الإنسان، "يجب محاكمة هؤلاء القتلة في المحاكم الدولية ومحاسبتهم على دماء النساء التي سفكت، ويجب محاكمتهم من قبل النساء، كما يجب طردهم من أرض سوريا المقدسة، بالإضافة لمحاسبة من يدعمهم، فلا مكان لقتلة النساء في أرضنا، لقد ارتكبتوا جريمة حرب بقتل هفرين خلف، ولن نقبل أبداً ولن نسمح لقتلتها أن يأخذوا مكانهم في مستقبل سوريا، لأن هذه الأرض ملك لـ 12 ألف شهيد وتحررت بدمائهم، سنسير على درب شهدائنا".

 

"قتلة النساء يتولون القيادة في الحكومة المؤقتة"

بدورها أشارت الرئاسة المشتركة TEV-DEM رمزية محمد إلى المجازر التي حدثت ضد المرأة، "أنه خلال سنوات الثورة في إقليم شمال وشرق سوريا ارتكب الإرهابيون العديد من المجازر، وإن النساء اللواتي يقاتلن وينظمن أنفسهن كن هدفاً لهجمات الاحتلال التركي ومرتزقته، وأن السياسيات والمحاميات والناشطات يزرعن الخوف في قلوبهم من خلال معرفتهن وتقدمهن، ولهذا السبب يجعلونهن أهدافاً لهم".

وأضافت "إننا بحاجة إلى النضال من أجل تقديم هؤلاء القتلة إلى العدالة، ويجري حالياً بذل الكثير من الجهود على الصعيدين القانوني والسياسي في المنطقة لتوثيق أفعالهم ومحاسبتهم، وتم تعيين هؤلاء القتلة في مواقع صنع القرار في الحكومة المؤقتة بعد سقوط نظام البعث، كما أنه مُنحوا مسؤولية كبيرة في هذه الحكومة".

 

"بدلا من محاكمتهم يتم منحهم صلاحيات"

وأكدت رمزية محمد أنهم سيواصلون نضالهم من أجل تقديم قتلة النساء للعدالة، "إن الأنظمة والمؤسسات الحاكمة التي شاركت في التغييرات التي حدثت في الشرق الأوسط غضت الطرف عن المجازر التي تعرضت لها النساء طيلة سنوات الثورة، وفي هذه العملية التي نمر بها بدلاً من محاسبة القتلة تم تعيينهم في مواقع صنع القرار".

وأضافت "من الضروري أن تظهر إرادة الشعوب التي ناضلت من أجل حريتها لسنوات لتحاسب هؤلاء القتلة، والنساء يشاركن في العديد من التحركات في مجالات الحياة لتقديم القتلة للعدالة بكل الوسائل والطرق، وستستمر جهودنا لإخراج قتلة النساء من الأراضي السورية".

 

"بتعزيز وحدة المرأة سيتم تقديم القتلة للعدالة"

وأكدت رمزية محمد أنه من خلال تعزيز وحدة المرأة سيتم حماية حقوقها "سيستمر عمل نساء إقليم شمال وشرق سوريا لمشاركة تجاربهن مع السوريات الأخريات، حتى تتمكنّ من الدفاع عن حقوقهن وعدم السماح للقتلة بالسيطرة عليهن، كل امرأة بحاجة إلى الوقوف من أجل حريتها في هذه العملية والنضال من أجلها، ومن خلال وحدتنا، سنضمن حماية حقوق المرأة وتقديم قاتليها للعدالة، هناك حاجة لتعزيز وحدة المرأة ضد السلطات وأنظمة الدولة القومية والاحتلال التركي، لذلك، ندعو جميع النساء السوريات إلى تشكيل وحدتهن الخاصة، حتى يتمكنّ من الدفاع عن حقوقهن ضد الاحتلال".