مادلين العبيد: نجاح الكومينات رد عملي على تضحيات القائد أوجلان
أكدت رئيسة مجلس مدينة تل تمر بإقليم شمال وشرق سوريا، مادلين العبيد، على أن نجاح تطبيق نموذج الكومين على أرض الواقع يُعتبر رداً رمزياً على تضحيات القائد أوجلان.

سورغول شيخو
تل تمر ـ في بداية شهر حزيران/يونيو الماضي، قررت الإدارة الذاتية أن يكون يوم السبت يوم الكومين، أي أن جميع الأعضاء والمدراء والرؤساء والعمال والمهندسين والمحامين وجميع موظفي الإدارة الذاتية يتوجهون في هذا اليوم إلى كوميناتهم.
"نضع نهاية للسلطوية والانقسام"
حول هذه الزيارات وأهمية اتخاذ هذا القرار، قالت رئيسة مجلس مدينة تل تمر مادلين العبيد إن يوم الكومين يساهم في كسر الانقسامات، حيث يخدم الجميع الحي والنظام بشكل مشترك "تم تأسيس الكومينات في إقليم شمال وشرق سوريا ضمن ظروف حرب وهجمات، ورغم ذلك، تم تثبيت نظام الكومين"، مضيفةً "صحيح أن هناك نقاط ضعف ونواقص، لكن السبب يعود إلى النظرة للكومين على أنه مجرد جهاز خدمي، وهذا غير صحيح".
وأشارت إلى أن "قرار اعتبار يوم السبت يوم الكومين يعطي قيمة أكبر لوجود هذا النظام، كل رئيس أو عضو في الكومين يصبح جزءاً منه، نحن هنا نعمل على إلغاء السلطات والانقسامات التي تم فرضها".
"الحلول تبدأ بالنقاش"
وقالت مادلين العبيد إنه من خلال هذا القرار، سيتم تأسيس اللجان المضافة ضمن العقد الاجتماعي "بنشاطها يصبح نظام الكومين متكاملاً، كل لجنة لها مسؤول وتكون همزة وصل بين مطالب أعضاء الكومين والمؤسسات المعنية، قد تكون لجنة تربوية أو مؤسسة أخرى، كذلك، فإن تأسيس لجنة الدين والمعتقدات يزيد من الاحترام المتبادل والمحبة، ويضع حداً للطائفية".
وأوضحت "العاملين في الإدارة الذاتية، عندما يذهبون إلى كوميناتهم، سيقتربون من مشاكل المجتمع في المجالات الاجتماعية، الثقافية، التعليمية، الاقتصادية، الدينية والعقائدية، إضافة إلى قضايا النساء، وسيناقشونها، ومن خلال النقاش تُبنى الحلول وتقوى الروابط بين المجتمع والإدارة"، مضيفةً "نحن بنسبة 50% استطعنا حل مشاكل المجتمع خلال الـ 14 سنة الماضية، وما زالت الـ 50% الأخرى تنتظر الحل".
"آلية عمل يوم السبت للكومين تتضح"
وذكّرت مادلين العبيد أن مجلس المدينة زار مراكز الكومينات "البداية دوماً تكون صعبة ومليئة بالتحديات والنواقص، لذا فإن هذا هو أول أسبوع ينضم فيه موظفو الإدارة الذاتية إلى كوميناتهم، لقد قمنا بزيارة مراكز الكومينات في المدينة، وبحسب ملاحظاتنا كان 70% منها إيجابياً، إذ انضم الموظفون فعلياً إلى كوميناتهم، وهذه خطوة إيجابية، لذلك، تواصلنا مع رؤساء الكومينات لمناقشة آلية العمل".
وأضافت "لكل كومين خصوصية متميزة، ولهذا السبب يضع كل كومين خطته الخاصة للعمل بالتعاون مع الموظفين، بهذا الشكل، تُبنى حياة أكثر تكافلاً اجتماعياً قائمة على التشاركية، وتبتعد عن السلطوية".
"الحياة التكافلية في القرى تنتقل إلى المدن عبر كومينات الأحياء"
قالت مادلين العبيد إن النظام الاجتماعي من قواعده الأولى إلى كومينات اليوم، حافظ على القيم الاجتماعية ولم يتخلَّ عنها "الحياة القروية هي الحياة الأكثر تكافلاً التي حافظت على التماسك المجتمعي، حيث يشعر الناس أنهم يعيشون معاً ويتشاركون كل شيء، وعندما يرى الإنسان أن حياة التكافل تُبنى في الحي، يشعر بالأمل، نفرح عندما نرى أن حياة التكافل القروية بدأت تُبعث في المدن من خلال كومينات الأحياء".
وسلّطت مادلين العبيد الضوء على تضحيات القائد عبد الله أوجلان، وقالت إن أعظم ما يمكن تقديمه هو أن يعود الإنسان إلى الكومين ويثمن عمله، لأن رؤية القائد أوجلان وأمانيه تنبع من الكومين نفسه "لكل شخص داخل الكومين العديد من الحقوق والمسؤوليات، وعندما ينفذ كل واحد منا ما يقوله القائد أوجلان ويحقق أمانيه ضمن شخصيته وكومينه، سترتقي مستوى كوميناتنا وتتجاوز أعمالنا مستوى مؤسسات الدولة تجاه المجتمع".
وأوضحت أن "نجاح نظام الكومينات سيكون رداً على نضال وتضحيات القائد أوجلان على مدار 26 عاماً، لأنه خلال هذه السنوات، كان يناضل من أجل المجتمع وهو في السجن، وإذا تمكنا من إنجاح الكومينات، فسنكون قد أوفينا دينه".
وفي ختام حديثها، قالت مادلين العبيد إن اتحادهم سيكون جواباً للطائفية "فلنبنِ وطننا بيد واحدة، ولنُقدّم عملنا بالتكاتف، لكي نقطع الطريق أمام الأعداء الذين يحاولون مد أيديهم إلى مجتمعنا وقيمنا، مسارنا هو كوميناتنا، فلنتقدم بها إلى الأمام".