مع تصاعد المأساة الإنسانية في غزة مئات الأطفال ضحايا القصف
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من تفاقم الأوضاع الإنسانية للأطفال في غزة، مؤكدة أن أكثر من 45 طفلاً قتلوا خلال اليومين الماضيين فقط، بينما تجاوز عدد الضحايا 950 طفلاً خلال الشهرين الماضين.

مركز الأخبار ـ في ظل التصعيد العسكري المستمر في غزة، تتفاقم الأوضاع الإنسانية يوماً بعد آخر، حيث يواجه المدنيون خاصةً الأطفال مخاطر جسيمة جراء الغارات الجوية والقصف المكثف الذي يحصد أرواح عشرات المدنيين كل يوم.
قال الدفاع المدني في غزة اليوم السبت 17 أيار/مايو، إن عشرة مدنين قتلوا على الأقل جراء غارات شنتها القوات الإسرائيلية على شرق مدينة خان يونس وخيمة بمنطقة أبراج طيبة غرب المدينة فجر اليوم كما أصيب خمسة آخرون بينهم طفلة وفتاة وامرأة حامل.
وأشار إلى أن القصف على مناطق أخرى من خان يونس وحي تل الزعتر في مخيم جباليا شمال القطاع، أسفر عن مقتل عدد من المدنيين جلهم نساء وأطفال، كما استهدف القصف الإسرائيلي خيام النازحين في دير البلح غرب القطاع.
وفي إطار المراحل الأولية لهجوم جديد على غزة المحاصرة والتي تعاني من أزمة إنسانية متفاقمة، أعلنت القوات الإسرائيلية اليوم أنها بصدد تنفيذ ضربات مكثفة وعملية عسكرية جديدة.
وناشد مدير مشفى "الإندونيسي" شمال القطاع المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية بتوفير الحماية والدعم الطبي العاجل للمشفى، كونه المنفذ الصحي الوحيد المتبقي شمال القطاع، وقال إن الأوضاع داخل المشفى مزرية ومأساوية وكارثية، لافتاً الانتباه إلى استهداف القوات الإسرائيلية محيط المشفى مجدداً.
وأوضح أن قصف تسبب بانهيار أسقف وأدت إلى حدوث تشققات في الجدران، مضيفاً أن غرف العمليات الجراحية والعناية المكثفة ممتلئة بالكامل، ولا يملك المشفى القدرة على استقبال المزيد من الحالات الحرجة "لدينا نقص حاد في وحدات الدم والأدوية والمستلزمات الطبية والعلاجية مما يعيق إنقاذ المصابين وتقديم العلاج للمرضى".
واندلعت الحرب بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأدت إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين، وبعد قرابة العام ونصف، توصل الطرفان لهدنة إنسانية استمرت لمدة شهرين لتعود القوات الإسرائيلية إلى استأنفت عملياتها العسكرية في الثامن عشر من آذار/مارس الماضي، لتستولي على مساحات كبيرة من القطاع، وتقتل أكثر من ألفين مدني، في الوقت الذي شددت فيه حصارها ومنعت دخول الاحتياجات الأساسية للسكان مما ادى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
45 طفلاً قتلوا خلال يومين
ومع استمرار الحرب والعمليات العسكرية، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" بياناً حذرت فيه من تصاعد معاناة الأطفال في قطاع غزة، مؤكدةً أن ما لا يقل عن 45 طفلاً قتلوا خلال اليومين الماضيين فقط، وأكثر من 950 طفلاً خلال الشهرين الأخيرين.
وأكدت المنظمة أن الأطفال في غزة يواجهون أوضاعاً إنسانية كارثية، وسط غياب لأي مكان آمن داخل القطاع، حيث يقتل الأطفال ويصابون جراء القصف المستمرة على مراكز إيواء النازحين، في مناطق مختلفة من القطاع.
ولفتت إلى أن الأطفال في غزة محرمون من أبسط مقومات الحياة من غذاء ومياه ورعاية صحية، مؤكدةً أن الأوضاع تفاقمت خلال الشهرين الماضيين نتيجة الحصار المفروض على دخول المساعدات الإنسانية.
وشدد بيان المنظمة على أن التهديدات لحياة الأطفال لا تقتصر على القنابل والرصاص فقط، بل تشمل الأوضاع المعيشية الصعبة والقاسية، حيث يواجه الأطفال خطر المجاعة والمرض والموت مع استمرار الحصار، منوهةً إلى أن حقوق الأطفال تُنتهك بشكل جسيم يومياً.
ودعت إلى تحرك عاجل لحمايتهم من الانتهاكات الواسعة التي تطال حقهم في الحياة، حيث أن الأطفال في غزة يعانون من عنف مستمر وتهجير متكرر وحرمان من أبسط مقومات الحياة.
وطالبت المنظمة مجدداً جميع الأطراف إلى وقف كامل للعنف، لإنهاء الحرب وضمان احترام القانون الدولي الإنساني، وتسهيل إدخال المساعدات، وحماية المدنيين، لا سيما الأطفال من الهجمات.