"كن معي في عالمي" دعوات للاهتمام بأطفال اضطراب التوحد

دعت منظمة طموح لرعاية حقوق المرأة والطفل والأعمال الخيرية إلى خلق بيئة صحية تأهيليه لأطفال التوحد من خلال مخاطبة صناع القرار في ليبيا وإنشاء مراكز مجانية لتأهليهم والاهتمام بهم.

 

ابتسام اغفير

بنغازي ـ أكدت المشاركات في ملتقى أطفال التوحد، أنهم يعملون للتأثير على صناع القرار في ليبيا من أجل الاهتمام بأطفال التوحد وإنشاء مراكز خاصة للاهتمام بهم ومساعدة أسرهم في التعامل معهم، إضافة إلى توعية المجتمع لدعمهم.

تحت شعار "كن معي في عالمي" أطلقت منظمة طموح لرعاية حقوق المرأة والطفل والأعمال الخيرية، ملتقى أطفال التوحد أمس السبت السادس من تموز/يوليو الجاري بمدينة بنغازي، وحظي الملتقى بمشاركة مختلف التخصصات الاجتماعية والنفسية، وأخصائيو التربية الخاصة، وأولياء أمور أطفال التوحد، وعضوات من البرلمان الليبي، وممثلين عن الحكومة الليبية.

وتناول الملتقى بعد الافتتاح ورقات علمية تطرقت في مجملها إلى أهمية التوعية المجتمعية بأطفال التوحد ومعاناتهم في المجتمع وكيفية خلق بيئة صحية تأهيليه لهم من خلال مخاطبة صناع القرار في ليبيا.

وعن الفكرة الأساسية لانطلاق الملتقى قالت رئيسة منظمة طموح لرعاية حقوق المرأة والطفل والأعمال الخيرية ورئيسة اللجنة التحضيرية لملتقى أطفال التوحد نعيمة الحاسي "من خلال هذا الملتقى نود أن نلفت عناية الناس إلى أن طفل التوحد هو إنسان واعي لما يحيط به، إلا أنه يتعرض للتنمر والأذى النفسي هو وأسرته "نقول لأسر هؤلاء الأطفال أننا معكم ونتفهم مشاعركم ونعيش معكم في عالمكم".

ولفتت إلى أنهم يسعون للتأثير على صناع القرار في ليبيا، من أجل الاهتمام بهذه الشريحة المهمشة في المجتمع، وإنشاء مركز عام مجاني لتأهليهم والاهتمام بهم، لأن المراكز الخاصة تكلفتها عالية، وهناك أسر لا تستطيع تحمل هذه التكلفة، "نناشد أهل الاختصاص في التعليم أو الصحة، والشؤون الاجتماعية للاهتمام بهذه الفئة".

وحول الورقات العلمية التي تم طرحها في الملتقى أوضحت أن الورقات العلمية تتحدث عن كيفية توعية الأم باضطراب طيف التوحد وكيفية التعامل مع طفلها المصاب به.

 

 

من جانبها قالت عضوة هيئة تدريس متعاونة بجامعة بنغازي المشاركة بورقة علمية في الملتقى زاهية محمود المسماري إنهم بدأوا التحضير للملتقى منذ شباط/فبراير الماضي، ليقام الملتقى في الثاني من نيسان/أبريل، ولكن لأسباب عدة أسباب خارجة عن إرادتهم تم تأجيله لهذا اليوم، مشيرةً إلى أنها تطرقت خلال مداخلتها إلى دور الأسرة والمجتمع في دعم أطفال التوحد وتمكينهم في المجتمع.

ولفتت إلى أن منظمة طموح تعاونت مع بعض الأكاديميات في تحضير الورقات العلمية، وهذا الموضوع يهم كل أفراد المجتمع "بذلت جهد كبير في هذه الورقة في وقت قياسي حتى نعطي إضاءة للمختصين والمهتمين بهذا المجال، خاصةً المسؤولين في الدولة حتى يقوموا بإنشاء مراكز متخصصة، تعتني بهؤلاء الأطفال وتساعد أسرهم في التعامل معهم، إضافة إلى توعية المجتمع لدعم هؤلاء الأطفال".

وتمنت أن يحقق الملتقى أهدافه "أرجو أن يكون هذا الملتقى بداية الطريق للاعتناء بهذه الشريحة، وإدماجهم في المجتمع".

 

 

وللأستاذة عزيزة الساحلي صاحبة مشغل "الأنامل" الليبية للخياطة تجربة مختلفة حول التعامل مع مصابي اضطراب التوحد حيث قالت إنها قامت بتدريب فتيات مصابات بطيف التوحد على الخياطة، واستطاعت أن تزيل الرهبة من ماكينة الخياطة عنهن وبدأن تتعلمن بكل صبر وتأني.

وأوضحت أنه "بالرغم من أنني غير متخصصة في التعامل مع المصابين باضطراب التوحد بشكل أكاديمي ولكن استطعت أن أدرب هؤلاء الفتيات على الخياطة حيث بدأن في تسويق بعض منتجاتهن من البيت، لأنني حالياً غير قادرة على توفير فرص عمل لهن لأن ذلك مسؤولية الأهل فهناك من لا يستطع أن يتركها تذهب بمفردها للعمل في بعض مشاغل الخياطة في بنغازي".