خيرات فصل الربيع تخفف من معاناة نساء كوباني

مع نهاية فصل الشتاء وبدأ فصل الربيع افتتح الباب أمام فرص جديدة لزراعة الخضروات والأشجار، حيث أن الربيع يعد وقتاً مثالياً لبدء زراعتها.

نورشان عبدي

كوباني ـ تبدأ النساء في فصل الربيع بالخروج إلى الحقول والبساتين لزراعتها بالأشجار والخضراوات، كما تجمعن النباتات والأعشاب البرية التي تستخدمنها كغذاء أو علاج لبعض الأمراض الموسمية.

تجمع النساء طيلة فصل الربيع النباتات والأعشاب "الحويش"، منها الخبيزة والزعتر البري والبابونج وغيرها، لذلك يعد هذا الفصل مميزاً بالنسبة للمرأة في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا أكثر من الرجال، كونه الفترة التي تبدأ بها بالعمل في الحقول.

منتصف شهر آذار/مارس من كل عام يبدأ فصل الربيع بإقليم شمال شورق سوريا ومن ضمنها مقاطعة الفرات التي ازدهرت بألوان الربيع الخلابة وتزينت الأرض بأعشابها ونباتاتها الخضراء، ومن مدن المقاطعة كوباني التي تتميز بخصوبة تربتها مما يساعد النساء إنجاح الزراعة بكافة محاصيلها وأشجارها من فستق وزيتون ولوز وغيرها، فخلال فصل الربيع تستيقظ النساء في كل صباح متوجهات نحو الحقول والبساتين حاملات أكياس بأيديهن لتجمعن فيها النباتات والأعشاب البرية، ويعتبر هذا العمل بالنسبة موروث تحافظن عليه في مقاطعة الفرات.

وعن وضع النساء وبدأ عملهن تقول أمينة محمود البالغة من العمر 47 عاماً من قرية بير رش الواقعة جنوبي مدينة كوباني "في كل عام تنتظر النساء قدوم فصل الربيع، حيث تستيقظن في الصباح الباكر لتقصدن الحقول للتمتع بأجواء الربيع والطبيعة الخلابة، ولكثرة الأمطار وغزارتها هذا العام كان الموسم جيداً وكافة الأراضي أرتوت بعد عطش سنوات، سيكون الحصاد الوفير".

وأضافت أن "نساء من القرى التابعة لكوباني في كل صباح تقصدن الحقول والبساتين وبشكل خاص بعد هطول الأمطار لتجمعن النباتات والأعشاب المتنوعة، وهذه عادة قديمة لدى النساء في مناطقنا، نقوم بملأ أكياسنا بالنباتات والأعشاب التي لها استخدامات متعددة، منها الخبيزة وغيرها من الأعشاب التي يتم طهيها وتحضير وجبة مفيدة منها، إلى جانب الزعتر البري والبابونج التي يتم تجفيفها وتخزينها واستخدامها في الشتاء القادم كعلاج طبيعي للعديد من الأمراض كونها تحتوي على العديد من الفوائد الطبية وبالتالي يمكن الاستغناء عن الأدوية الكيميائية، ليس ذلك فحسب فالزعتر البري يمكن إضافته إلى الزيتون بكافة أنواعه وحتى مع زيت الزيتون لزيادة فوائده، لذلك نقول إن فصل الربيع مميز لدى النساء"، موضحةً "لأنني أعمل في جمع الأعشاب منذ سنوات عديدة بات لدي الخبرة الكافية للتعرف عليها ومعرفة فوائدها واستطيع التفريق بين أنواعها سواء بالشكل أو الطعم".

وعن تأثر النساء بفصل الربيع قالت أمينة محمود "يفضل الأهالي وبشكل خاص النساء بزيارة القرى أو العيش فيها للتمتع بجمال طبيعتها، خاصةً أن هذا العام وبسبب زيادة نسبة الهطولات المطرية ازدادت المساحات الخضراء، وأيضاً يفتح فصل الربيع الباب لفرص العمل بالأراضي الزراعة والبساتين أمام النساء"، مضيفةً "في فصل الربيع لن يحتاج المرء لشراء العديد من احتياجاته، ففيه تكثر الخضرة والنباتات إنه فصل الخير والعطاء يتوفر فيه كل ما يلزم للمنزل من الطبيعة، وتستفيد النساء من عملهن بالأراضي والبساتين من أجل إعالة أسرهن".

وأضافت "إلى جانب كل ما ذكرته من أعمال تقوم بها النساء، أيضاً تعملن في إزالة الأعشاب الضارة التي تنبت بين المحاصيل كالعدس والكمون، وتنظيف المساحات بين أشجار الفستق والزيتون واللوز والتين وغيرها، منهن من تعملن في أراضيهن الخاصة أو عاملات بأجور يومية"، لافتةً إلى أن "التربة في مدينتا خصبة تنبت فيها مختلف أنواع النباتات والأشجار، لذلك مدينة كوباني و300 قرية تابعة تشتهر بالزراعة كما أن الرجال والنساء منذ الصغر يتقنون العمل بالزراعة بكافة أشكالها".

وحول ارتباط المرأة بفصل الربيع وأهمية هذا الفصل بالنسبة لها قالت "يعتبر فصل الربيع بالنسبة للنساء أهم وأجمل الفصول لأن يمثل المرأة بكافة تفاصيله، حيث تجددن ذاتهن كما تبدل الأرض زيها وترتدي اللون الأخضر المرصع بالأزهار الجميلة".

وفي نهاية حديثها قالت أمنية محمود "يعتبر العمل بالزراعة بالنسبة لنا كنساء في مدينة كوباني ثقافة ورثناها عن جداتنا وأمهاتنا، لذلك يجب على النساء المحافظة على هذه الثقافة من أجل تأمين مستلزماتهن وتحقيق اكتفاءهن الذاتي من الأرض وخيراتها".